– صبري: الجماعات المتطرفة تسعى إلى السيطرة على المنطقة الشرقية وبناء كنيس على مساحة لا تقل عن 7 دونمات
– الهدمي: الاحتلال يتربص بأهل القدس ويستغل كل فرصة من أجل السيطرة على المسجد الأقصى
ما زالت أطماع ما يسمى بجماعات الهيكل المزعوم مستمرة في المسجد الأقصى، وتركيز الاقتحامات اليومية للمنطقة الشرقية التي تبدأ من فوق المصلى المرواني حتى باب الأسباط يشير إلى نية هذه المنظمات وبدعم من المؤسستين السياسية والأمنية في الدولة العبرية للسيطرة عليها، خصوصاً بعد تصدر الحاخامات لهذه الاقتحامات واستبدال الفتاوى القديمة التي تمنع دخول المسجد حتى يأتي المخلص بفتاوى جديدة تحث على تطهير ساحات المسجد الأقصى وإقامة الهيكل المزعوم.
مؤشر خطير
يقول رئيس الهيئة الإسلامية العليا وخطيب المسجد الأقصى والمبعد عنه د. عكرمة صبري: تسعى الجماعات المتطرفة إلى السيطرة على المنطقة الشرقية التي تقدر بخمسين دونماً، وهي تزيد على ثلث مساحة المسجد الأقصى، وبناء كنيس على مساحة لا تقل عن 7 دونمات، وتمنع سلطات الاحتلال لجنة إعمار المسجد الأقصى من تبليط المنطقة الشرقية وتمنع تنظيفها من الأتربة والحجارة الكبيرة.
ويضيف: هذا مؤشر خطير على نية مبيتة ومخطط مرعب لتحويل المنطقة إلى كنيس، فبعد فشلهم في تحويل مبنى باب الرحمة إلى كنيس وقطع الطريق عليها من خلال فتحه في فبراير 2019، أصبح الاقتحام يتخذ مسارات محددة في المنطقة الشرقية، ويتم تقديم شروحات من قبل الحاخامات عن التوراة وخزعبلات إقامة الهيكل المزعوم، كما أن شرطة الاحتلال تمنع وجود أي مرابط في المسجد الأقصى بالمنطقة الشرقية أثناء اقتحامه، حيث يتم تفريغ المكان حتى يتم إكمال المسار التوراتي حسب ما هو مخطط له من قبل جماعات الهيكل المزعوم وبحراسة أمنية مشددة.
وحذر صبري من أن الاحتلال لا يتوقف عن أطماعه، والاقتحامات عبارة عن تهيئة نفسية لقبول واقع جديد، فهناك سياسة متعددة المسارات لتحقيق بناء كنيس في المنطقة الشرقية، فهم يخططون الدخول إليها من مقبرة باب الرحمة من خلال فتح باب فيه، وقد تم إقامة حدائق توراتية على حساب مساحة مقبرة الرحمة في السابق، وكل هذا يأتي في سياق أن تكون المنطقة الشرقية تحت سيطرتهم.
وأشار إلى أن الاحتلال قبل عامين منع المعتكفين في ليلة القدر من تنظيف المنطقة الشرقية، حيث قام شباب من كافة المناطق في فلسطين وخارجها بتنظيف المنطقة الشرقية وترتيب حجارتها، وفي اليوم التالي كانت إجراءات الاحتلال التعسفية بعد اكتشافهم تنظيف المكان، وتم نصب نقطة مراقبة فوق مبنى باب الرحمة لمراقبة المكان على مدار الساعة ومنع أي أعمال تطوعية فيه.
“تقليص” الأوقاف
بدوره، حذر رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد ناصر الهدمي من أن الاحتلال يطمع في بناء كنيس “يهودي” في المسجد الأقصى من خلال استغلال المنطقة الشرقية منه بحجة أنها مهجورة، بعد أن منع المواطنين ودائرة الأوقاف من إعمارها.
وأشار الهدمي إلى أن الاحتلال يتربص بأهل القدس، ويستغل كل فرصة من أجل السيطرة على المسجد الأقصى، وتقليص إدارة الأوقاف الإسلامية عليه.
ودعا المواطنين إلى ملء كافة جوانب المسجد الأقصى وخاصة المنطقة الشرقية، وإعمارها بالمصلين طوال الوقت مع ضرورة الالتزام الكامل بإجراءات الوقاية وتعليمات إدارة المسجد، مؤكداً أنهم سيبقون شوكة في حلق الاحتلال حتى يزول رغم سياسة التنكيل بالمقدسيين والتضييق عليهم.
وقال الهدمي: الاحتلال لا يريد أن يرى صحفيين ولا حتى مواطنين في المسجد الأقصى، فقضية الإبعاد باتت إجراءاتها بسيطة لدى الاحتلال وأي جندي إسرائيلي يستطيع أن يبعد أي مواطن بدون سبب.
وأشاد الهدمي بالتزام المواطنين بالإجراءات الوقائية التي يتبعونها خلال تواجدهم داخل ساحات الأقصى، مشدداً على ضرورة الالتزام بها لحفظ النفس ولقطع الطريق على الاحتلال الذي يحاول استغلال الظرف من أجل فرض العقوبات على المصلين، وتمرير مخططاته التهويدية في المسجد.