– تصاعد موجة الاحتجاج العربية والإسلامية بنسق سريع أثار اهتمام وسائل الإعلام الفرنسية
– الصحف الفرنسية نشرت صوراً لمتاجر كويتية أزالت بضائع فرنسية
بعد مقتل معلم في فرنسا على يد شاب مسلم من أصل شيشاني رداً على عرض المعلم لصور كاريكاتيرية مسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم، انبرت بعض الوسائل الإعلامية الفرنسية لحملة تشويه للمسلمين، مع دعوة صنف من الضيوف تصب تحاليلهم وقراءاتهم في منحى التخويف من الإسلام والمسلمين (إسلاموفوبيا)، في حين عملت أخرى على إبراز العملية وحيثياتها وجعلها في صدارة الأخبار.
ومع تناقل وسائل الإعلام العالمية ووسائل التواصل الاجتماعي الأحداث المستجدة في فرنسا، تصاعدت موجة الاحتجاج في بلاد عربية وإسلامية بنسق سريع أثار اهتمام وسائل الإعلام الفرنسية التي تطرقت إلى التظاهرات في الشرق الأوسط ومقاطعة المنتجات الفرنسية.
وأشارت جل الصحف إلى أن هذه الموجة من الاحتجاج جاءت عقب تصريح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال تأبين صمويل باتي، المعلم المقتول، حيث قال: “لن نتخلى عن الرسوم الكاريكاتيرية والرسومات حتى لو تراجع الآخرون”، مستنداً إلى أن الازدراء مسموح به في فرنسا وإلى مبدأ العلمانية الذي ينظم، من بين أمور أخرى، فصل الأديان عن الدولة.
كما أشارت نفس الصحف إلى أن الدعوة إلى المقاطعة جاءت أيضاً في سياق تعتزم فيه السلطة التنفيذية الفرنسية، بالإضافة إلى دعمها للرسوم الكاريكاتورية، اتخاذ إجراءات ضد ما أطلق عليه “الانفصالية الإسلامية”، في إطار مشروع لتكريس العلمانية يُتوقع إصداره التاسع من ديسمبر المقبل.
كما توقفت الصحافة الفرنسية عند البلدان التي بادرت بمقاطعة المنتجات الفرنسية مثل الكويت وتركيا وإيران والأردن، وعلى ذكر الكويت، فإن الصحف الفرنسية نقلت عن “الوكالة الفرنسية للأنباء” عملية إزالة بضائع فرنسية مثل أجبان “كيري” و”بابيبال” من رفوف بعض المتاجر، وإعلان نائب رئيس اتحاد التعاونيات خالد العتيبي أن نحو 60 جمعية تعاونية تمثل الموزعين الرئيسين في الكويت أعلنت مقاطعة المنتجات الفرنسية، وإعلان رئيس اتحاد وكالات الأسفار الكويتية محمد المطيري أن 430 وكالة سفر كويتية علقت حجوزات الطيران لفرنسا.
من جهة أخرى، تناولت الصحافة الفرنسية ردود فعل الرئاسة ووزارة الخارجية الفرنسية على موجة مقاطعة المنتجات الفرنسية، في سياق يبرر المواقف الفرنسية ووجاهتها بشأن حرية التعبير والدفاع عن الرسوم مقابل انحراف موقف أصحاب دعوات المقاطعة.
فمن ناحية، شددت على أن الرئيس الفرنسي أكد، في تغريدات له، احترام قيم عالمية إنسانية “الحرية نعتز بها.. المساواة نضمنها.. الأخوة نعيشها بكثافة.. لا شيء سيجعلنا نتراجع أبدًا”، كما كتب ماكرون على “تويتر”: “تاريخنا هو تاريخ النضال ضد الاستبداد والتعصب، سنواصل في هذا النهج”، قبل أن يضيف: “نحن نحترم جميع الاختلافات بروح السلام (…) سنقف دائماً إلى جانب الكرامة الإنسانية والقيم العالمية”.
كما نقلت وسائل الإعلام الفرنسية مواقف وزارة الخارجية التي شددت على أن مشروع القانون وبيانات الرئيس تهدف فقط إلى محاربة الإسلاموية المتطرفة، والقيام بذلك مع المسلمين في فرنسا، الذين هم جزء لا يتجزأ من المجتمع والتاريخ والدين والجمهورية الفرنسية.
آثار المقاطعة
وتطرقت إلى موقف الوزارة التي تعتبر الدعوة إلى مقاطعة المنتجات الفرنسية والتظاهر مصدرها “أقلية راديكالية”، وهي دعوات “تستغل التصريحات التي أدلى بها الرئيس الفرنسي لغايات سياسية”، كما أنها “تحرّف المواقف التي تدافع عنها فرنسا لصالح حرية المعتقد وحرية التعبير وحرية الدين ورفض أي دعوة للكراهية”، مشيرة في نفس السياق إلى تواصل وزير التجارة الخارجية فرانك ريستر مع الشركات الفرنسية المعنية بصناعة المواد الغذائية، معتبراً أنه من “المبكر جداً تحديد الآثار الاقتصادية للمقاطعة”.
ومن أبرز العناوين التي تناولتها الصحافة الفرنسية في ذلك، عنوان لصحيفة “لو باريزيان” يقول: “كاريكاتير عن محمّد: مقاطعة المنتجات الفرنسية وموجة الاحتجاج في تصاعد”.
وفي صحيفة “لوموند” كتبت تقول: “كاريكاتير عن محمد: عدة دول في الشرق الأوسط تطالب بمقاطعة المنتجات الفرنسية”.
كما نشرت صوراً لحملات مقاطعة المنتجات الفرنسية في الكويت وكتبت عليها: “كويتيون يدعون لمقاطعة فرنسا بعد تصريحات الرئيس إيمانويل ماكرون بشأن رسوم كاريكاتير عن محمد”، و”رفوف فارغة من المنتجات الفرنسية في مركز تجاري بالكويت”.