بتفاؤل حذر، بدأ مزارعو التوت الأرضي بقطاع غزة أو ما يعرف بالفراولة عملهم الدؤوب بجني محصولهم وسط تخوفات من سياسة الإغلاق نتيجة أزمة فيروس كورونا، كون هذا الموسم يعد مصدر رزقهم الوحيد وينتظرونه من العام إلى العام.
وعلى امتداد مساحات واسعة من أراضي شمالي قطاع غزة مزروعة بالفراولة أو ما يطلق عليه المزارعون الذهب الأحمر، ينتشر المزارعون بين أراضيهم لقطف ثمار منتجهم وعينهم ترقب المعابر والأسواق، وأخرى ترقب الثمر، آملين أن يزهر ويتم تسويقه قبل الإغلاقات.
وقال المزارع زياد غبن، صاحب مزرعة فراولة تبلغ مساحتها 10 دونمات في بلدة لاهيا شمال القطاع، لـ”المجتمع”: إن موسم الفراولة الحالي سيشهد زيادة في الإنتاج، لا سيما في ظل زيادة مساحة الأراضي المزروعة، مضيفاً أن بلدته هي من تتميز بزراعة التوت الأرضي في غزة؛ نظراً لطبيعة التربة التي يحتاجها التوت الأرضي.
عراقيل
وأضاف غبن أن المزارعين يهتمون بزراعة الفراولة كونها من المنتجات القليلة التي تسمح “إسرائيل” بتصديرها خارج القطاع، ورغم ذلك تضع عراقيل وعقبات أمام تصديرها، حيث تمكث عدة أيام على المعبر قبل أن تسمح بدخولها، وهو ما يؤثر على المنتج ويتعرض للتلف، موضحاً أن السوق المحلية في غزة لا تستوعب جميع المحصول، مما عرضنا لخسائر فادحة.
وأشار إلى أن أزمة جائحة كورونا أثرت على عملهم في هذه السنة، وتشكل تحدياً كبيراً لا سيما مع زيادة الإغلاق وضعف التسويق المحلي والخارجي.
وأضاف أن ثمرة الفراولة تحتاج لتكاليف كبيرة وأيدٍ عاملة وعناية فائقة؛ لذلك فإن أي عامل خارجي مفاجئ ممكن أن يشكل لهم خسارة كبيرة.
من جهته، قال العامل محمد السكسك لـ”المجتمع”: إنه ينتظر محصول الفراولة من العام إلى العام كي يكسب قوت يومه، موضحاً أنه يعمل يومياً من السادسة صباحاً حتى الواحدة ظهراً.
وأضاف السكسك أنه يشعر بالخوف بسب جائحة كورونا ومن الإغلاق الذى أعلنت عنه الجهات الحكومية في القطاع وعدم القدرة على تصدير هذا المنتج الذي يعد “الذهب الأحمر” في قطاع غزة.
وقال: نحن نعتمد طوال الموسم على هذا المحصول في عيشنا وتوفير ما يحتاجه البيت والأولاد، وهذا موسم مدته 4 أشهر؛ لذلك حينما يكون هناك تصدير وأسواق يكون العائد وفيراً، أما إذا تعرضنا للإغلاق وعدم التصدير سيكون هناك خسائر على أصحاب المزارع وهذا سينعكس علينا كعاملين.
خسائر
بدوره، قال المزارع أكرم أبو خوصة: إنه يخشى أن يتكبد هذا الموسم خسائر في زراعة الفراولة، وذلك في ظل الحديث عن إغلاق الضفة الغربية بسبب جائحة كورونا، وكذلك نظراً للتكلفة العالية التي تحتاجها زراعة الفراولة.
وأضاف أبو خوصة: كلفة زراعة الفراولة عالية جداً للمزارع كون سعر المدخلات الزراعية مرتفعاً، وكذلك في موسم الحصاد نحتاج لأيد عاملة كثيرة، وأقل دونم بحاجة إلى عاملين على مدار الموسم، ونحن نشغل جزءاً كبيراً من البطالة في قطاع غزة.
وتابع: أكثر شيء يشعرنا بالخوف هو أن يكون هناك إغلاق في الضفة الغربية، وبذلك بدلاً من أن نصدر 200 كرتونة، وكل كرتونة بها 6 كيلوجرامات من الفراولة، نصدر كمية أقل.
ومضى قائلاً: نعتمد بشكل أساسي على زراعة الفراولة، ونأمل أن يتم تصديرها إلى أسواق الضفة الغربية والخارج أيضاً لكي نتمكن من تعويض الخسائر التي تلحق بالمزارعين بسبب حصار كورونا، وهذا العام نحن في بداية الموسم، ونأمل أن تكون هناك أسواق بديلة وفتح المعابر لكي تصدر إلى الضفة الغربية، لأن هذا الموسم جيد نوعاً ما مقارنة بالسابق، وهذا يساعد على دوران عجلة الإنتاج وتعويض خسائر المزارعين، لأن تكلفة دونم الفراولة تعادل تقريباً 3 آلاف دولار.