أكد رئيس جمعية الإصلاح الاجتماعي د. خالد المذكور أن اهتمام الجمعية منذ نشأتها بدأ بالجانب التربوي والرياضي والاجتماعي، ثم تم الالتفات إلى ركن إسلامي عظيم هو الزكاة والصدقات، قال تعالى (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ) (البقرة: 3).
وقال د. المذكور خلال احتفالية انطلاق الهوية الجديدة لنماء الخيرية ورواد العمل الخيري والإنساني بحضور رجالات العمل الخيري في جمعية الإصلاح الذين كان لهم باع طويل في إنشاء اللجان الخيرية: لقد طرحت فكرة العمل الخيري والإنساني من خلال جمعية الإصلاح الاجتماعي على العم يوسف الحجي رحمه الله، فبشرني أن هناك لجنة يتم إنشاؤها الآن برئاسة خالد الرويشد يرحمه الله، ثم تطورت اللجنة بعد ذلك إلى أن أصبحت الأمانة العامة للجان الزكاة.
د. المذكور: انطلاقة جديدة للعمل الخيري داخل وخارج الكويت
وأوضح د. المذكور أن عمل أعضاء جمعية الإصلاح لم يقف عند حدود الجمعية، بل امتد إلى خارجها، حيث كان لأعضائها باع كبير في إنشاء بيت الزكاة والأمانة العامة للأوقاف والهيئة الشرعية لهما، مبيناً أن قاعة جمعية الإصلاح شهدت حضور العديد من العلماء؛ مثل الشيخ محمد متولي الشعراوي، والشيخ محمد الغزالي، وشيخ الأزهر عبدالحليم محمود، الذين أثنوا على دور جمعية الإصلاح.
وبيَّن د. المذكور أن نماء الخيرية تعمل منذ 44 عاماً داخل الكويت، والآن تنطلق بعون الله سبحانه وتعالى للعمل خارج دولة الكويت لإغاثة المنكوبين في كل بقاع الأرض لتوزيع الصدقات والزكوات لمستحقيها.
واختتم د. المذكور قائلاً: ونحن نحتفي بالهوية الجديدة لنماء الخيرية التي رأينا أن يكون لها دور أكبر حيث كانت تقتصر على المساعدات الداخلية وما زالت، فأصبحت تهتم بالإنسان بشعار جديد يمد يده للجميع في الداخل والخارج، وكلمة الخير أشمل من الزكاة والصدقات؛ لأنها تشمل الزكاة والصدقات والأوقاف وغيرها، مطالباً أن يكون العمل التربوي والاجتماعي ملتصقاً بتوزيع الصدقات والزكوات؛ لأنك تذهب إلى المحتاج وتعرف ظروفه النفسية والاجتماعية والتربوية.
الراجحي: روح شبابية تنطلق بها “نماء” نحو العمل الخيري خارج الكويت
من جانبه، استعرض ممثل المكرَّمين سعد الراجحي تاريخ نماء الخيرية منذ بداية نشأتها، مؤكداً أن اليوم نماء تتمتع بروح شبابية جديدة تنطلق إلى العمل الخيري خارج الكويت لمساعدة المنكوبين، فما أجمل الخير إذ يظهر من الحروف أجمل معانيه! ونماء هي النبتة الجميلة التي استعجل الزارع ثمرها فصار منتشياً بها.
وأكد الراجحي أن الانطلاقة الخارجية بداية خير وبشائر لرؤية جديدة حينما يكون الخير عوناً للإنسان، ويكون فكرة حية يتأسى بها الآخرون، وهذه من صناعة الإخوة المكرَّمين، فليكن الخير في بلدنا قصة ترويها الأم للصغير، ويقرؤها الأطفال في المدارس، وتكون نماء شعراً ننشده للشباب، وليكن الخير قصة نرويها لكل القلوب.
ومن جانبه، قال الرئيس التنفيذي لنماء الخيرية سعد مرزوق العتيبي: أن يقف الإنسان أمام هذا التاريخ المشرف والمشرق من رواد العمل الخيري والإنساني فهو حدث جلل، فالإنسان حينما يقوم بأي تجربة يجب أن يستذكر من قاموا بتمهيد الطريق، ونحن الآن في كل خطوة نخطوها نتذكر وندعو لكل من بذل واجتهد، فأنتم من بذرتم البذرة وسقيتموها.
العتيبي: ما تقوم به “نماء” اليوم استكمال لمسيرة بدَأها المؤسسون
وتابع العتيبي: حرصنا على ألا يفوتنا أي اسم بذل واجتهد في بناء هذه المؤسسة، وتواصلنا مع جميع القطاعات، متوجهاً بالشكر إلى قطاع العمل الاجتماعي الذي كان له دور بارز في إحصاء جميع الأسماء، وهذا الحرص نابع من مسؤولية نجدها تجاهنا.
وأضاف العتيبي: ما تقوم به نماء اليوم هو استكمال لمسيرتها، وحرصنا على أن نواصل هذه المسيرة من خلال هذه الكوكبة، واليوم يتواجد معنا شخصيات شبابية بذلوا الجهد الكبير لتمثيل هذه المؤسسة المباركة، مؤكداً أن نماء تسعى إلى تأسيس مشاريع خيرية مستدامة داخل الكويت بالشراكة مع العديد المؤسسات الأهلية والحكومية.
وأوضح العتيبي أن نماء تسعى من خلال مشروعاتها الخيرية إلى تحقيق التنمية المستدامة في المجتمعات التي تبدأ من تهيئة الأجواء المحيطة التي نستطيع من خلالها إلى خلق بيئة ذات جذور قوية، ويكون ذلك بالاهتمام بالإنسان، حيث إنه الركيزة الأساسية في معادلة التنمية المجتمعية الذي كلَّفه الله سبحانه وتعالى بعمارة الأرض، قال تعالى: (هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا) (هود: 61).