ارتفع عدد ضحايا مواجهات بين محتجين وعناصر قوى الأمن في مدينة طرابلس شمالي لبنان، الأربعاء، إلى 266 جريحا، وفق حصيلة لوكالة الأنباء الرسمية.
ويندد المحتجون بتردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية واستمرار حظر التجوال بسبب جائحة فيروس “كورونا”.
وإجمالا، قالت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية: “أسفرت المواجهات الأربعاء عن سقوط 226 جريحا من المدنيين والعسكريين”.
وكان الصليب الأحمر اللبناني (غير حكومي)، أفاد عبر “تويتر” في وقت سابق، بـ”نقل 35 جريحًا إلى مستشفى محلي، ومعالجة 67 ميدانيًا”.
فيما أعلنت قوى الأمن الداخلي، عبر “تويتر”، “إصابة 9 عناصر، بينهم 3 ضباط، أحدهم إصابته حرجة.”
وأطلقت القوى الأمنية “الرصاص” في الهواء بشكل مكثف، لإبعاد المحتجين الذين ألقوا “قنبلة مولوتوف” (زجاجة بها مواد حارقة) على مبنى السرايا (مقر حكومي)، محاولين اقتحامه من الباب الخلفي، وفق الوكالة.
وتابعت أن إطلاق الرصاص (من قبل قوى الأمن) دفع المحتجين إلى الابتعاد نحو الشوارع الفرعية المحيطة بالسرايا.
وكان المحتجون انتقلوا من أمام المدخل الأمامي إلى مدخل الباب الخلفي للسرايا، ورشقوا المبنى بالحجارة و”قنابل المولوتوف”، ما أدى إلى احتراق سيارتين، بحسب الوكالة.
فيما قالت قوى الأمن، عبر “تويتر”، إن “القنابل التي أُطلقت على العناصر (الأمنية) هي قنابل يدوية حربية وليست صوتية أو مولوتوف”.
وتابعت أن المتظاهرين تمادوا بأعمال الشغب وخرق الباب الرئيسي للسرايا، وحاولوا الدخول من أكثر من جهة، ورموا “المولوتوف” على العناصر الأمنية، ما أدى إلى حرق وتضرر عدد من الآليات.
ودعت قوى الأمن المحتجين إلى الانسحاب فورا، وعدم الدخول إلى السرايا، حفاظا على سلامتهم، مشدّدة على أنها مضطرة للدفاع عن مراكزها “بكل الوسائل المشروعة”.
وبحسب الوكالة الرسميّة، وصلت تعزيزات إضافية لقوى الأمن الداخلي إلى السرايا، لمنع المحتجين من اقتحامها، فيما لا تزال عمليات كر وفر مستمرة.
وفي وقت سابق الأربعاء، أفادت الوكالة بأن محتجين “رشقوا الحجارة وقنابل المولوتوف تجاه العناصر الشرطية، التي تحمي باحة السرايا (ساحة النور)”.
وأردفت أن “عناصر مكافحة الشغب ردت باستخدام خراطيم المياه والقنابل المسيلة للدموع لإبعاد المحتجين، ومنعهم من الدخول الى باحة السرايا، وسط انتشار كثيف للجيش”.
وأعلن الجيش اللبناني، عبر “تويتر” في وقت سابق الأربعاء حصيلة خسائره عن الثلاثاء، وهي إصابة 31 عسكريا بجروح ورضوض، جراء تعرضهم لاعتداء من محتجين في طرابلس، فضلا عن توقيف 5.
وتعليقًا على تلك الأحداث، قال رئيس الحكومة المكلّف، سعد الحريري، عبر تويتر: “قد تكون وراء التحركات في طرابلس جهات تريد توجيه رسائل سياسية وقد يكون هناك من يستغل وجع الناس والضائقة المعيشية”.
وفي 21 يناير/ كانون ثاني الجاري، أعلنت الحكومة اللبنانية تمديد الإغلاق الكامل إلى 8 فبراير/ شباط المقبل، ضمن تدابير مواجهة “كورونا”، وهي تتضمن إغلاق المؤسسات والمحلات التجارية، وهو ما قابله محتجون بالرفض والتظاهر الليلي منذ السبت في مناطق عديدة.
وزادت الجائحة من معاناة البلد العربي الذي يمر بأسوأ أزمة اقتصادية منذ انتهاء الحرب الأهلية (1975 : 1990)، وهو ما تسبب في تراجع غير مسبوق في قيمة الليرة اللبنانية مقابل الدولار، وانهيار القدرة الشرائية لمعظم المواطنين.
وفقد لبنان السيطرة على تفشي الفيروس، حيث وصلت المستشفيات إلى أقصى قدراتها الاستيعابية للمرضى.
وبلغ إجمالي الإصابات بالفيروس، حتى مساء الأربعاء، أكثر من 289 ألفا و660، بينهم ألفان و553 وفاة، وما يزيد عن 171 ألفا و177 حالة تعاف.
وجراء خلافات بين القوى السياسية، لم يتمكن لبنان حتى الآن من تشكيل حكومة جديدة، منذ أن استقالت حكومة تصريف الأعمال الراهنة، برئاسة حسان دياب، بعد 6 أيام من انفجار كارثي بمرفأ العاصمة بيروت، في 4 أغسطس/ آب الماضي.