“بالقطارات أو بالعقارات”.. باتت رحلة الموت متكررة للمصريين عبر هاتين الوسيلتين في العقود الأخيرة، وهو ما تجسد، أمس الأول الجمعة، في المشهد المصري مع حادث تصادم قطاري سوهاج بجنوب مصر، ثم حادث انهيار عقار بشرق العاصمة القاهرة، أمس السبت.
وشهدت مصر، في 26 مارس 2021م، اصطدام قطار مكيف بقطار ركاب من الخلف بدائرة مركز طهطا بمحافظة سوهاج جنوب البلاد، ما نتج عنه خروج 3 عربات عن القضبان، مما أودى بحياة 32 مواطناً -حسب التقديرات الحكومية- بجانب إصابة 180 مواطناً.
ولم يفق المصريون من صدمة الجنوب، حتى شهدت في شرق العاصمة القاهرة انهياراً لعقار مكون من 12 طابقاً بمنطقة جسر السويس بمحافظة القاهرة، وذلك في الساعات الأولى من صباح أمس السبت.
نرصد في هذا التقرير أبرز الحوادث، التي يتشارك فيها بُعدا الإهمال والفساد، وفق نتائج تحقيقات متكررة، في انتظار نتائج تحقيق الحادثين الآخرين اللذين يواكبهما اهتمام رسمي وشعبي كبير.
أبرز قطارات الموت
في ديسمبر 1993م، قتل 12 وأصيب 60 في تصادم قطارين على بعد 90 كيلومتراً شمالي القاهرة، وفي فبراير 1997م في محافظة أسوان جنوب البلاد، وقع تصادم بين قطارين شمال المحافظة مما أدى إلى وقوع 11 قتيلاً على الأقل والعديد من الإصابات.
وفي أكتوبر 1998م، بمحافظة الإسكندرية، خرج قطار عن مساره واندفع لإحدى الأسواق الشعبية مما أدى إلى مقتل 50 شخصاً وإصابة أكثر من 80 مصاباً، وفي أبريل 1999م أدى تصادم قطارين من قطارات الركاب إلى مقتل 10 من ركاب القطار وإصابة أكثر من 50 مصاباً معظمهم حالاتهم خطرة.
وفي فبراير 2002م، تعد حادثة قطار الصعيد التي وقعت بالعياط (70 كم جنوبي القاهرة) الأسوأ من نوعها، حيث راح ضحيتها أكثر من 350 مسافراً بعد أن تابع القطار سيره لمسافة 9 كيلومترات والنيران مشتعلة فيه.
وفي أغسطس 2006م، وقع تصادم عنيف بين قطارين في طريق المنصورة-القاهرة، ووصل عدد القتلى 80 قتيلاً وأكثر من 163 مصاباً.
وفي يوليو 2007م، اصطدم قطاران شمال مدينة القاهرة وراح ضحية الحادث 58 شخصاً كما جرح أكثر من 140 آخرين.
وفي 17 نوفمبر 2012م، عند مزلقان قرية المندرة التابعة لمركز منفلوط بمحافظة أسيوط جنوب البلاد، اصطدم فيه قطار بحافلة مدرسية، راح ضحيته نحو 50 تلميذاً.
وفي 14 يناير 2013م، وقع حادث تصادم مع قطار تجنيد في البدرشين أودى بحياة 17 مجنداً وجرح أكثر من 100، وفي 18 نوفمبر 2013م، وقع حادث تصادم قطار مع سيارتين أودى بحياة أكثر من 27 شخصاً وجرح أكثر من 30.
وفي 7 سبتمبر 2016م، انحرف قطار عن مساره نتيجة للسرعة الزائدة عند منطقة كوبري البليدة بالعياط؛ مما أدى إلى انقلاب القطار وخلف الحادث 5 وفيات و27 إصابة.
وفي 11 أغسطس 2017م، وقع حادث تصادم بين قطارين على خط القاهرة-الإسكندرية، أودى بحياة 41 شخصاً وإصابة 132 آخرين.
وفي 28 فبراير 2018م، وقع حادث تصادم قطار بضائع بآخر ركاب بمنطقة كوم حمادة، بمحافظة البحيرة، شمال البلاد، أسفر عن وفاة 12 وإصابة 39.
وفي 27 فبراير 2019م، كانت حادثة حريق محطة مصر المأساوي، حيث وقع حادث تصادم قطار بالحاجز الإسمنتي بمحطة رمسيس أدى إلى وفاة 28 وإصابة 52 آخرين.
عمارات الموت
وكما تفعل “قطارات الموت”، وفق التعبير الرائج في الأوساط المصرية، تفعل “عقارات الموت”، خاصة في ظل أرقام غير رسمية أن في مصر أكثر من 90 ألف عقار آيل للسقوط”.
ومن أبرز حوادث انهيار العقارات في القاهرة، ما حدث في حي الساحل عام 2015م، أثناء انهيار عقار أدى إلى مقتل 7 أشخاص، وإصابة اثنين.
وفي العام نفسه، انهار عقار بمنطقة عرب غنيم في حلوان، ما أسفر عن مقتل مالكه وإصابة شقيقه، كما انهارت 3 عقارات متجاورة بمنطقة باب الشعرية دون وقوع إصابات.
وتشتهر محافظة الإسكندرية شمال البلاد بالانهيارات المتتالية، وسط وسائل إعلام محلية، ومنها ما وقع في محافظ الإسكندرية، في نوفمبر 2017م، حيث أصيب مصري وتوفي آخر، من ساكني عقار منهار بحي غرب بكرموز.
وفي فبراير 2018م، سقط عقار بحي منشأة ناصر في العاصمة القاهرة، الذي تسبب في تصدع عقارات وانهيار شرفات مجاورة، فضلًا عن وفاة طفل وإصابة 16 آخرين.
ولقيت سيدة واثنان من أبنائها حتفهم، في 4 يوليو 2020م، إثر انهيار عقار بمنطقة مصر القديمة بمحافظة القاهرة.