يعتزم رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية، زيارة العاصمة المصرية القاهرة، في غضون أيام قليلة، لبحث جملة من الملفات “الشائكة” مع المسؤولين المصريين، على رأسها اتفاق وقف إطلاق النار مع الكيان الصهيوني.
وكان هنية، قد قال الأربعاء، في مقابلة مع فضائية الجزيرة القطرية، إنه سيبحث خلال زيارته إلى القاهرة (لم يحدد تاريخاً لها) عدة ملفات تتعلق بـ”تثبيت التهدئة، وإعادة إعمار غزة، والوحدة الوطنية وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني”.
فيما ذكرت قناة “كان” اليهودية (رسمية)، مساء الأربعاء، أن مصر دعت كلا من الاحتلال وحركة “حماس” والسلطة الفلسطينية إلى محادثات في القاهرة حول محاور، بينها ترسيخ وقف إطلاق النار الراهن، وتحسين الأوضاع في قطاع غزة.
** أربعة ملفات
المتحدث باسم “حماس” حازم قاسم، قال إن “هنية سيبحث في مصر عددا من الملفات التي لها علاقة بآخر المستجدات في غزة، وبعضها مرتبط بالعلاقة الثنائية بين الطرفين”.
وأوضح قاسم أن الملف الأول، الذي سيطرح على الطاولة، مرتبط بـ”لجم العدوان (الإسرائيلي) على قطاع غزة، والشعب الفلسطيني عموما، وتثبيت وقف إطلاق النار بين فصائل المقاومة وإسرائيل”.
وأما الملف الثاني، بحسب قاسم، فهوم مرتبط بـ”إعادة إعمار غزة بعد الحرب الأخيرة”، متابعا “سيتم بحث دور مصر في هذه المسألة”.
وذكر أن البحث سيشمل ملفا حول “دور مصر في إلزام الاحتلال بنزع الصواعق التي تسببت بانفجار التصعيد الأخير في غزة”.
ولفت قاسم إلى أن هنية، سيناقش ويبحث خلال زيارته ملفا رابعا “يشمل قضايا ثنائية بين الحركة ومصر، وأخرى متعلقة بعموم الحالة الفلسطينية”، دون تفاصيل أكثر.
** ملف الجنود لدى حماس
فيما يتعلق بملف جنود الاحتلال لدى حركة “حماس”، قال المتحدث باسم الحركة إن “الاحتلال ما زال يماطل في هذه المسألة بينما لا تُبدي حكومته استعدادا لدفع أي ثمن في هذا الملف”.
وأكد أن ملف “الجنود الأسرى هو ملف منفصل عن ملفات إعادة الإعمار وتثبيت التهدئة، ولن يتم مناقشته في هذا الإطار”.
وتابع قاسم: “هذا الملف مُرتبط بصفقة تبادل غير مباشرة (عبر وسيط محايد) للأسرى، بين الحركة والاحتلال، وليس لها أي مسار آخر جارٍ”.
** تثبيت التهدئة
وفي ملف آخر، وصف رئيس حركة حماس في غزة يحيى السنوار، “التهدئة” التي تم إبرامها مؤخراً مع الجانب اليهودي، عبر وساطة دولية وإقليمية، بالـ”هشة”.
وقال إن تلك التهدئة لم “تتضمن حلا لجذور المشكلة”.
وأضاف إن “ما تم الاتفاق عليه هو وقف إطلاق نار متبادل ومتزامن من الطرفين”، مضيفا “الأمر كله مرتبط بسلوك الاحتلال خلال الأيام القادمة”.
وتابع أن الأمر “مرتبط بضغط المنظومة الدولية والعالم على الاحتلال للالتزام بحقوق الشعب الفلسطيني وبالقرارات الدولية والقانون الدولي”.
** دور مصر
من جانبه قال الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل، إن العلاقة التي تجمع مصر وحركة “حماس”، “جيدة وقائمة على الثقة المُتبادلة”.
وأضاف عوكل: “ذلك كان واضحا من خلال الدور المصري في ملف العلاقات الفلسطينية الداخلية، ودفع عجلة الانتخابات الفلسطينية، واستجابة حماس لذلك، وأخيرا دورا في وقف العدوان على غزة والاستجابة الحاصلة لذلك أيضا”.
ونقل عوكل، عن السنوار، قوله خلال لقاء جمعه مع كتاب وصحفيين إن “حماس استجابت لطلب مصري بوقف إطلاق النار خلال العدوان الأخير، بينما كانت الحركة تتجهز لإطلاق رشقات باتجاه الاراضي المحتلة”.
وعدّ المحلل، ذلك مؤشرا واضحا على “العلاقة الجيدة بين حماس ومصر والتفاهم بينهما عميق، وهناك استجابة للأولى مع الطروحات المصرية”.
ويعتقد أن هذا التقييم “قد يسحب نفسه خلال المفاوضات المقررة عقدها في القاهرة، بين هنية وأطراف مصرية، ويساهم في تسهيل التعاطي مع الملفات المطروحة”.
ويرى عوكل أن المفاوضات المقبلة “ليس بالضرورة أن تفضي إلى حل مسببات التصعيد الأخير، في ظل التعنت اليهودي”.
ولا يستبعد عوكل عودة الأوضاع إلى التفجر من جديد، في حال أقدمت إسرائيل على استفزاز الجانب الفلسطيني.
وأشار إلى أن ملامح المرحلة الجديدة، في حال تفجّر الأوضاع لن تكون كما السابق.
وقال عن ذلك ” أمين عام جماعة (حزب الله) اللبنانية، حسن نصر الله، ربط بين الحرب الإقليمية والقدس، وهذا يشير إلى نية حزب الله في الدخول على الخط للدفاع عن القدس”.
** ملفات شائكة
فيما قال الخبير في الشؤون السياسية الصهيونية، وديع أبو نصار، إن عددا من الملفات “الشائكة والكبيرة” تنتظر هنية، على طاولة المفاوضات في مصر.
وأضاف، إن الاحتلال الذي ظهر ” كأنها مهزومة في المعركة الأخيرة، لن تقدم تنازلات كبيرة خلال المفاوضات غير المباشرة، لتثبيت التهدئة”.
وذكر أبو نصار أن حماس تدرك ” أن حكومة الاحتلال غير معنية بتقديم التنازلات”.
وأشار إلى احتمالية توجه حكومة الاحتلال إلى “عرقلة المفاوضات، ما يؤدي إلى عدم التوصل لحلول لتثبيت التهدئة”.
ويعتقد الخبير في الشؤون اليهودية أن حماس باتت في “معضلة في ظل تواصل الانتهاكات الإسرائيلية، في مدينة القدس والمسجد الأقصى”.
وقال أبو نصار عن ذلك ” إن الشعب الفلسطيني في القدس، وداخل الأراضي المحتلة رفعوا من سقف توقعاتهم فيما يتعلق برد حماس على هذه الاعتداءات”.
وأما فيما يتعلق، بملف إعادة الإعمار أكد أن “هذا الملف بحاجة إلى الكثير من التخطيط، لبحث آلية الإعمار”.
ولفت أبو نصار إلى أن هذا الملف سيصطدم بتفكير الاحتلال حول “كيفية منع حماس من الاستفادة من هذه العملية لصالحها”.
وفي 13 أبريل/ نيسان الماضي، تفجرت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية؛ جراء اعتداءات “وحشية” ترتكبها شرطة الاحتلال ومستوطنوها في مدينة القدس المحتلة، وخاصة المسجد الأقصى وحي “الشيخ جراح” (وسط)؛ في محاولة لإخلاء 12 منزلا فلسطينيا وتسليمها لمستوطنين.
وفجر 21 مايو الجاري، بدأ سريان وقف إطلاق نار بين فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة وحكومة الاحتلال، بعد قتال استمر 11 يوما.
وأسفر العدوان الصهيوني على الأراضي الفلسطينية عن 288 شهيدا بينهم 69 طفلا و40 سيدة و17 مسنا، بجانب أكثر من 8900 مصاب، فضلا عن تدمير مئات الوحدات السكنية والمقار الحكومية والمنشآت الاقتصادية.
في المقابل، قُتل 13 صهيونياً وإصابة المئات؛ خلال رد الفصائل في غزة على العدوان بإطلاق صواريخ على الأراضي المحتلة.