نعم، هذه المسطرة هي الكاشفة للشرك والبدعة والضلال، وللتنظيمات الخبيثة التي تتلاعب في العالم اليوم وقبل اليوم وتعمل للاستمرار غداً، وتخص العالم الإسلامي نساءه وشبابه بالذات.
أما المسطرة، أيها القارئ الكريم، فما أظنك غفلت عنها، إنها الكتاب والسُّنة المطهرة، على صاحبها أفضل الصلاة والتسليم.
هناك كتاب قديم قرأته تقريباً عام 1985م، وطبع عام 1982م، وهو للأستاذ حسين عمر حمادة، وهو من الكتب التي منعت دخول المنطقة في ذلك الحين، أعني منطقة الخليج، واسم الكتاب “الروتاري والروتاريون”
الكتاب قديم بعض الشيء، وتم تأليفه قبل 40 عاماً تقريباً، ولكن محتواه عبارة عن تحذير لنتائج مستقبلية نراها اليوم واقعية، حينما تقرأه ترى كثيراً من محتواه ما كان بعد في ذلك الحين، بل كان نظرياً تقريباً، ولكن حينما نرى الأحداث اليوم ندرك أنه يحذر من مستقبل يخص نساء المسلمين وشبابهم عموماً بالذات.
في (ص 78) يتحدث قائلاً أو مستعرضاً وثيقة روتارية: وهذه الوثيقة أثبتت بالمستندات تداخلات ونشاطات الروتاري الدولي في كافة الأجهزة الأمنية والعسكرية والسياسية والتربوية والقانونية.
ويقول أيضاً: علينا أن نصدق بأن الماسونية والروتاريون والليونز وشهود يهوه وأمثالهم هي بعض الأطراف الخفية التي لا تريد لأوضاع المنطقة العربية الاستقرار أو الهدوء، حتى يصل الكيان الاستيطاني الصهيوني لما يهدف له من غايات سواء على الأرض العربية أو في جماهيرنا وشبابنا، ونخبتها المتعلمة والمثقفة التي ينقاد بعضها عن علم وإصرار، وبعضها عن جهل وغباء، لتحقيق مصالح الأجنبي على حساب مستقبل الأجيال المسلمة القادمة التي ستحصد هواننا وتهاوننا آلاماً ودماء كثيرة. وحسب مصطلحات وتوجهات وتحركات هذه المنظمات والمذاهب الهدامة الفاسدة، وبعد معرفتك بهم بدقة تكتشف أنها تعتمد على أمور جداً دقيقة وخطيرة وتنم على قدرة تنظيمية كبيرة ومنظمة بدقة، وفيها نظرة شمولية للأشياء وللمقابل الذي تعمل ضده، وأيضاً تعتمد اعتماداً كبيراً على جهل المقابل فيها وفي مخططاتها وعقائدها.
هي تعتمد:
1- على الغوغاء والزوايا العمياء للمجتمعات، إذا جاز التعبير، وخصوصاً في أمور السياسة الشرعية.
2- اعتماداً كبيراً على صناعة الحدث والتحكم فيه، وإن لم يكن الحدث حدثها هي، يكون لديها الاستعداد دائماً لاستثمار الحدث أو ما يطرأ من نتائج وتجيرها لصالحها من خلال كتاب الصحافة ووسائل الإعلام التي تخدمها.
3- اعتماداً كبيراً على نشر فكرة الأقليات والمظلومية، والتركيز على النساء ضمن المظلومية، وذلك عن طريق الإعلام والصحف وكتَّابها المأجورين.
4- بالنفس الطويل على النظرية الإعلامية “الغرس الثقافي”، تفرغ الشباب من ثقافاتهم تشكيكاً وتسفيهاً وفي كل ما هو خير فيهم، ومن ثم تملأ التجويف والفراغ الذي صنعته فيهم بما تشاء.
5- استقطاب الشباب للبلبلة، ولها شقان.
الأول: البلبلة الاعتقادية والثقافية كما أسلفنا.
الثاني: البلبلة الشبابية واستغلال اندفاعهم الشبابي كما فعلت في السنوات القليلة الفائتة بالعناوين المبهمة “شباب الثورة”، من هم شباب الثورة؟ مبهم! وذلك للابتعاد عن القيادات الخبيرة التي تمتلك زمام أمرها، ومن ثم عدم القدرة على السيطرة وفشل القادة المصلحين أمام الجماهير الشبابية المندفعة.
6- العداء لكل تنظيم منطلق من خلال المسطرة الكتاب والسُّنة، وتظهر قوته التنظيمية، فهو الخطر الحقيقي عليهم وهو الأكثر عداء بالنسبة لهم، مثل “حماس” و”الإخوان” مثلاً!
7- العمل المؤسسي الإعلامي المؤدلج للولاء الأعمى لصناعة أجيال التلقي والتنفيذ سياسياً وفكرياً، وتقييداً بالمستمسكات عليهم!
8- أخيراً وهو من أهم العناصر التي تعتمد عليها هذه المنظمات؛ أن يكون العاملون في هذه المنطقة أو تلك قادة أو غير ذلك ينتمون إلى منظماتهم ومحافلهم قدر المستطاع، وإن كان لا بد احتواء المستشارين والمقربين لأصحاب القرار.
لذلك؛ كتبت تحت هذا العنوان “لماذا يكرهون المسطرة” ما كتبت، وأعلم أن كل إنسان لا يحمل هذه المسطرة ويفعلها في حياته وحركاته وسكناته ووجدانه، فهو معرض للخدمة الخسيسة لهذه التنظيمات علم بذلك أم لم يعلم؛ لذلك ترى هذه التنظيمات تكره المسطرة ولا يمكن أن يقبلوها في تفكيرهم ومناهجهم إلا للتضليل كما تفعل بعض المشايخ المزيفة المحسوبة عليهم باسم التطوير والثورة على التخلف، ومن خلال هذا المنطلق تضرب هذه المشايخ المزيفة أصول علوم الكتاب والسُّنة، أي العمل على تشويه هذه المسطرة الكاشفة.
فلذلك، لا تستغرب إذا رأيت اليوم التركيز عداء على أهل الدعوة المنظمين لمواجهة التنظيمات الخسيسة، لا تستغرب عداءهم وتركيزهم على هذه التنظيمات المباركة مثل “حماس”، وأيضاً تركيزهم على من يركز على صناعة الأجيال كتركيا اليوم، فهؤلاء امتلكوا ذواتهم وعلموا تفصيلات العدو وعملوا مقابل له لتحييده من فهم قوله تعالى: (وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ) (الأنفال: 60)، فذلك يجن جنونهم إذا شاهدوا نساء وأطفال الكويت مثلاً تغص بهم بيوت الله تعالى، وهؤلاء الكتَّاب والمنظمون ضد الدين والإسلام، إذا رفع الأذان تسمع لهم أصواتاً كما للشيطان صوت حين يُرفع الأذان والإقامة.