كشف مصدر في وزارة الدفاع الإيرانية أن وزير الدفاع الصيني وي فنغ الذي زار طهران، أمس الأول، رفض «شكاوى» إيرانية بشأن تزايد التعاون العسكري الصيني مع دول خليجية.
وبحسب المصدر، شدد فنغ على أن التعاون الصيني العسكري مع دول خليجية منفصل تماماً عن العلاقة الصينية ــــ الإيرانية، وأن الشركات الصينية لديها خيار بالتعاون مع أي جهة تراها مناسبة، لافتاً إلى أن القرار بهذا الشأن تجاري لا سياسي.
وكانت تقارير أميركية أشارت أخيراً إلى أن الصين والسعودية أجرتا مباحثات حول إقامة مصنع للصواريخ.
وأضاف أن الوزير الصيني قال لمضيفيه الإيرانيين إن بعض دول الخليج المحسوبة عملياً من الحلفاء التقليديين للولايات المتحدة اتخذت مواقف أوضح وأجرأ من العلاقة مع الصين من إيران نفسها التي لا تزال ترفض مبدأ الاتجاه شرقاً بناء على مقولة مؤسس الجمهورية الإسلامية روح الله الخامنئي «لا شرق ولا غرب».
وأشار المصدر إلى أن الوزير الصيني عبر كذلك عن قلق بلاده من مسار العلاقات مع إيران مستقبلاً، خصوصاً إذا ما تم توقيع اتفاق إيراني ــــ أميركي في فيينا، وأنه نقل إلى المسؤولين الإيرانيين أن اتجاها قوياً داخل القيادة الصينية بات يرى أن ايران مترددة جداً، وأن ذلك ينعكس على تنفيذ اتفاقية التعاون الاقتصادي والاستراتيجي الموقعة بين البلدين لمدة 25 عاماً.
وقال إن الوزير الصيني اشتكى أن الدوائر الحكومية الإيرانية تعرقل عمل الشركات الصينية في إيران، وأن بعض الصينيين يقابَلون بسلوك سلبي في حين أن الشركات الصينية تلقى الكثير من الاحترام في دول الخليج، ويعامَل الصينيون بحسن الضيافة واللباقة، الأمر الذي انعكس رغبة من الشركات الصينية في التعامل مع دول الخليج أكثر من إيران.
ووفق المصدر، قال الوزير الصيني ممازحاً إنه لولا العلاقات الخليجية ـــ الأميركية الاستراتيجية لربما اختارت الصين دول الخليج حلفاء استراتيجيين لها بدلاً من إيران، مشيراً إلى أن الايرانيين يطالبون فقط الصينيين بتقديم الإمكانات لهم في حين لا يعرضون أي شيء في المقابل.
وجاء ذلك رداً على إشارة وزير الدفاع الإيراني إلى أن هناك عوائق في الدستور الإيراني تمنع إعطاء قواعد عسكرية لقوات أجنبية على الأراضي الإيرانية، وأن الجيش الصيني يمكنه فقط استخدام القواعد الإيرانية كضيف.
في سياق آخر، أجرى وزير الخارجية الكويتي الشيخ أحمد الناصر أمس اتصالاً بوزير خارجية إيران حسين أمير عبداللهيان تناول العلاقات الثنائية الوثيقة التي تربط بين البلدين الصديقين وأطر تنميتها وتطويرها في مختلف المجالات، وبحث آخر التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية والقضايا محل الاهتمام المشترك.
وقال مصدر دبلوماسي إيراني، إن الاتصال تمحور حول ثلاث نقاط، أولاها، المفاوضات حول حقل الدرة، وإمكانية تفعيل صيغة الاجتماعات الثلاثية بين إيران والكويت والسعودية لبحث ترسيم الحدود، والثانية طلب طهران من الكويت الدخول على خط الوساطة مع السعودية إلى جانب سلطنة عُمان والعراق.
أما النقطة الثالثة، فهي التعاون في مجال عمل مشترك لمنظمة التعاون الإسلامي لإدانة إسرائیل في الجمعية العامة للأمم المتحدة بسبب تصرفاتها تجاه الفلسطينيين بحسب الجريدة.