تصدى الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية، خلال الساعات الأخيرة، لمعركة علمانية مفتعلة ضد فريضة الحجاب في مصر، خاصة بعدما أصدر أكاديمي أزهري مثير للجدل ويدعى سعد الدين الهلالي تصريحات سلبية، قبل أيام، تنفي وجود فريضة الحجاب، وهو ما فنده علماء الأزهر الشريف، مؤكدين أن هذه ضلالات لا تصح.
المعركة، وفق ما رصده مراسل “المجتمع”، تصاعدت بعد وفاة الطالبة المصرية نيرة أشرف في حادثة اغتيال مؤسف من زميل لها كانت رفضت الارتباط به، حيث تصاعد جدل مفتعل عن الحجاب، وتم إقحامه على الحادثة وترك معالجة العنف المجتمعي، ليُفاجَأ البعض بعدها بحملة من بعض العلمانيين على موقع التغريدات القصيرة “تويتر” تحرض على خلع الحجاب، ثم صدور تصريحات من الأكاديمي الأزهري الهلالي تناقض الشرع الحنيف بدعم من التيار العلماني وفق اتهامات علماء بالأزهر الشريف.
شومان: لا ينكر فريضة الحجاب إلا جاهل ضال
فرض إسلامي
وأصدر رئيس لجنة الفتوى بالأزهر الشريف ووكيله الأسبق د. عباس شومان تصريحاً رسمياً أكد فيه أن “الحجاب فريضة محكمة كالصلاة، ولا ينكر فرضيته إلا جاهل ضال، فقد أجمع على فرضيته علماء المسلمين في كل العصور”.
وطالب من يفعل ذلك بتصحيح مساره، قائلاً على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: “كفوا عن إرضاء البشر على حساب دينكم”.
وأصدرت دار الإفتاء فتوى رسمية في الساعات الأخيرة تحت عنوان “الرد على من أنكر فريضة الحجاب”.
وقالت: “الحجاب شعيرة من شعائر الإسلام، وطاعة لله تعالى، وفرضٌ على المرأة المسلمة التي بلغت سن التكليف؛ فعليها أن تستر جسمَها ما عدا الوجهَ والكفين”.
دار الإفتاء: شعيرة إسلامية وفرض على البنات في سن التكليف
رفض أزهري واسع
وفي السياق نفسه، أصدر عدد من قيادات الأزهر الشريف بيانات موقف، تنتصر للحجاب.
وقال رئيس رواق الأزهر الشريف د. عبدالمنعم فؤاد، في بيان مطول على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: “عجبت من رجل يختبئ خلف “يافطة” أستاذ بجامعة الأزهر، ثم يزعم على الهواء أمام الجميع أن الحجاب ليس فريضة، وأن القرآن لم يدلل على فرضيته، ويشكك في الأحاديث الدالة عليه بخبث علماني “قح”؛ فيدعي أن العرف أو المجتمع هو الذي يقرر ارتداء النساء المؤمنات للحجاب أو عدمه، وليس الكتاب والسُّنة، وهما المنبعان الأصليان اللذان يستقي منهما المسلمون شرائع ربهم”.
وأضاف أن “هذا الطرح -بغض النظر عن شخص قائله- من غير شك جهل يفوق جهل الجاهلين، وعبث، وتهريج في مناطق خطرة، ولا علاقة له بعلم ولا فتوى ولا أستاذية، فلمثل هذا يذوب القلب من كمد، وإن كان في القلب إيمان وإسلام، فلا يوجد مسلم لديه أثارة من علم يستطيع أن يصدق بهذا القول الغريب حتى لو كان قائله قد حصل على أعلى شهادات جامعية ويرتدى أكبر عمامة أزهرية، فالأزاهرة بحق أكبر من هذا، وبه لا ينطقون”.
فؤاد: هناك من يختبئ خلف لافتة الأزهر لبث ضلاله
وحذر فؤاد من استمرار العبث بالدين قائلاً: “إن الدين أمن قومي لا يصح العبث به، وعلى الهواء مباشرة، فالحجاب يا أمة الرسول الكريم: فرضه رب العالمين تماماً كالصلاة والصيام والزكاة.. إلخ، ونطقت آي القرآن صراحة بفرضيته”.
وتساءل فؤاد: “كيف ساغ لهذا المتحدث أن ينكر ذلك على الهواء بلا استحياء من ربه، ويتمادى في الغي ليضل نساء الأمة، ورجالها في قضية الحجاب؟! وهو إضلال فاق كل ضلالاته وإضلالاته السابقة، إذ يتحدث بألسنة العلماء وهو يلبس الحق بالباطل! وما الفائدة التي ستعود من هذا الطرح اللامسؤول في قضية علمت من الدين للجميع، وقتلت بحثاً قديماً وحديثاً، ورد فيها أهل العلم على المشككين في كل بقاع الدنيا، وهل هذا لإرضاء فئة من الناس فحسب؟ فماذا عن رضا رب العالمين؟!”.
من جهتها، أكدت أمين عام مساعد مجمع البحوث الإسلامية د. إلهام شاهين، في تدوينة مطولة تحت عنوان “رغم أنف الضلالي”، أن الحجاب فريضة ربانية مثبتة في كتاب رب العالمين.
وأضافت أن من خالف ذلك أو يخالف ذلك فهو مرتكب لذنب كبير يستوجب التوبة.
واستنكر عضو هيئة التدريس بقسم العقيدة والفلسفة، كلية أصول الدين جامعة الأزهر الشريف د. علي محمد الأزهري هجوم التيار العلماني على الحجاب، مستخدماً من أسماه “صاحب فزاعة الحجاب”، دون أن يشير صراحة لتصريحات الهلالي.
الأزهري: إنكار السُّنة بتمامها هدف التيار العلماني المعاصر
وقال، في تدوينة مطولة على حسابه الرسمي على “فيسبوك”: “اللهم إنا نشهدك أن صاحب فزاعة الحجاب قد افترى على دينك، وعلى نبيك، وعلى أئمة الحديث، وعلى المسلمين”.
وأضاف أن زوج من افترى على الحجاب “محجبة”، فضلاً عن أن الآية صريحة في فرضية الحجاب.
وأكد الأزهري أن هناك حملة ممنهجة من التيار العلماني للنيل من الحجاب قائلاً: “إن غاية الفزاعات التي يسوقها صاحب الافتراء على الحجاب هدفها إنكار السُّنة بتمامها، وهذا هدف التيار العلماني المعاصر، فكل ثوابت الدين تضرب من خلالهم، ولقد جُبلوا على طريقة من سبقهم يتاجرون بقضايا المرأة حتى يأنس برأيه جملة من النساء يؤيدن قوله؛ وكأنه يعلم موضع الجرح، فيوصم بالمجدد، وتدافع عنه جملة من التيار النسوي”.