لم يكن أمراً مستغرباً أن يفرح الصهاينة في وفاة العلاَّمة الشيخ يوسف القرضاوي، وأن ينصبوا الأفراح عبر مواقع التواصل والبرامج التلفزيونية لوفاته؛ لأنه كان أحد أبرز وأخطر أعدائهم الذين اعتبروهم من منظري وداعمي حركات المقاومة الفلسطينية.
اعتبروا وفاة الشيخ أيضاً إنقاذاً لأصدقائهم من المطبعين العرب الذين تشابهت مواقفهم مع الصهاينة ومؤيدي الثورات المضادة، ولأنه كان من أبرز مؤيدي وداعمي “الربيع العربي” الذي قض مضاجع الاحتلال الصهيوني.
وصفته صحف وخبراء “إسرائيليون” بأنه من كبار المحرضين على “إسرائيل”، وأنه بسبب فتاواه التي شرعت العمليات الاستشهادية ضد الكيان الصهيوني تزايدت عمليات المقاومة والهجمات ضد الكيان.
وقد أصدر “مركز المعلومات الاستخبارية حول الإرهاب”، وهو أهم مركز بحث استخباري صهيوني حول “الإرهاب” تقريراً مطولاً حول دور الشيخ القرضاوي في تأجيج العمل المقاوم ضد الكيان الصهيوني، معتبراً وفاته مكسباً للكيان وخسارة للمقاومة.
ووصف المركزُ القرضاوي بأنه من المؤيدين المتحمسين للمقاومة الفلسطينية (يسمونها إرهاباً) حتى إنه أصدر فتوى تبيح العمليات الاستشهادية ضد أهداف “إسرائيلية”، وأصدر أحكامًا شرعية تدعو إلى الجهاد ضد الكيان الصهيوني واليهود، وقتل المستوطنين حتى لو تضرر النساء والأطفال لأنهم مغتصبون، وجميع أراضي فلسطين أرض إسلامية، ولا وجود لما يسمى دولة “إسرائيل” أو اتفاقيات السلام معها.
وأوضح المركز أن خطورة القرضاوي هي أنه اعتبر، في فتاواه، الكيان الصهيوني مجتمعاً عسكرياً، وكل مواطن جندياً محتملاً، لذا أصدر فتاوى إباحة العمليات الاستشهادية، ونشر حكمًا شرعيًا يسمح بمهاجمة اليهود في جميع أنحاء العالم لأنه لا يوجد فرق جوهري بين اليهودية والصهيونية، وبالتالي فإن كل قضية يهودية تعادل قضية “إسرائيلية”.
أيضاً رصد نحمان طال، نائب رئيس جهاز المخابرات الداخلية الصهيونية (الشاباك) السابق في دراسة لمركز الدراسات الإستراتيجية “الإسرائيلي” الدور الحاسم الذي أدته فتاوى القرضاوي في تأجيج العمليات الاستشهادية التي نفذها المقاومون الفلسطينيون من مختلف الحركات خلال انتفاضة الأقصى.
وسبق أن ألقى المستشرق الصهيوني نسيا شومر، في عام 2018، محاضرة في جامعة “بار إيلان”، ثاني أكبر الجامعات العبرية حول دور الشيخ القرضاوي في تكريس البعد العقائدي في الصراع بين “إسرائيل” والعالمين العربي والإسلامي.
وفاته عيد!
وكانت وفاة الشيخ القرضاوي متزامنة مع عيد بداية السنة العبرية اليهودية؛ لذا اعتبره صهاينة على مواقع التواصل عيدين، وأبدوا فرحهم الشديد لوفاته!
فقد كتب الصحفي روعي كايس، رئيس قسم الشؤون العربية في قناة “كان” الرسمية العبرية، فرحاً في وفاة الشيخ الذي وصفه بأنه “الزعيم الروحي للإخوان المسلمين”، الذي شرعن العمليات الاستشهادية ضد “الإسرائيليين”.
قال: إن القرضاوي كرس حياته لحماية المسلمين والتحريض ضد اليهود وتشويه سمعتهم، ونشر مقاطع فيديو للقرضاوي زعم أنه يشيد فيها بهتلر ويقول: إن “الهولوكوست” عقاب إلهي.
في تعليقاتهم على تغريده الصحفي روعي كيس عن وفاة الشيخ القرضاوي، اعتبر معظم الصهاينة الذين تفاعلوا مع التغريدة أن وفاة الشيخ بمثابة “أفضل منحة (هدية) في عيد السنة العبرية”، الذي احتفل به اليهود في نفس يوم وفاته!
وقد احتفل يائير (نجل نتنياهو الأكبر) بتغريده هذا الصحفي “الإسرائيلي” ووصفه الشيخ القرضاوي، رحمه الله، بأنه أحد أكبر المحرّضين ضد “إسرائيل”.
كما تزعم الصحفي إيدي كوهين حمله شرسة على العلاَّمة القرضاوي ونشر العديد من الافتراءات عنه عبر سلسلة تغريدات على حسابه بـ”تويتر”.
وقالت صحيفة “معاريف”: إن القرضاوي كان من أشد المؤيدين للعمليات الفلسطينية ضد الأهداف “الإسرائيلية”.
وقالت صحيفة “يديعوت أحرنوت”: إنه معروف بتأييده لـ”حماس” والعمليات ضد “الإسرائيليين” من جهة، والمواقف المعتدلة نسبيًا تجاه الغرب من جهة أخرى.
وأضافت الصحيفة: في عام 2009، خلال عملية “الرصاص المصبوب”، تم بث خطبة للقرضاوي قال فيها: إن “الهولوكوست” كان عقاب الله لليهود.