جاء موقف الجماهير العربية بكأس العالم بقطر والرافض لأي تعاون مع إعلام الكيان الصهيوني ليؤكد ثبات بوصلة الشعوب تجاه قضيتها الأم، وهي قضية فلسطين، وتفعيلاً لرفض أي شكل من أشكال التطبيع، وإجهاض أي محاولة من قبل الحكومات في هذا السياق.
وثمَّن عدد من الخبراء، في حديثهم لـ”المجتمع”، هذا الموقف، مؤكدين أنه يجب أن يكون الرهان على الشعوب لأنها صاحبة القضية، لافتين إلى مثل هذه المواقف التي تُحرج الأنظمة العربية الحاكمة، خاصة تلك التي تهرول باتجاه التطبيع مع الكيان الغاصب.
وكانت الجماهير العربية والمناصرة لقضية فلسطين رفضت التعامل مع وسائل الإعلام العبرية بمونديال كأس العالم بقطر، حيث حاول عدد من إعلامه إجراء مداخلات مع الجماهير التي لم تكتف بالرفض، بل وجهت لهم الألفاظ المهينة وتذكيرهم باحتلال فلسطين، وهو ما أكده مراسلو هذه الوسائل، فقد عبر أحد صحفيي الكيان عن استيائه، مؤكداً رفض التعامل معه في المداخلات الإعلامية، وكذلك رفض التعامل معه بوسائل المواصلات بقطر.
وفي سياق تعليقه، يقول الناقد الرياضي أحمد سعد: إن عزلة الكيان الصهيوني أبرز ملامح كأس العالم بقطر بالفعل؛ وذلك بسبب رفض الجماهير العربية المناصرة للقضية الفلسطينية تماماً التعامل مع وسائل الإعلام العبرية، أو إبداء أي تعاطف مع الكيان الصهيوني وأتباعه.
وأضاف سعد، لـ”المجتمع”: كما أنه يجب أن نفصل بين رأي السلطات وما تتخذه من قرارات، وما تقرره الشعوب وتؤيده؛ لأن الشعوب العربية كلها قد أجمعت واتفقت على تأييد القضية الفلسطينية ورافضة لوجود الكيان المحتل.
وأشار إلى أن قطر معروفة بمواقفها المشرفة تجاه الثورات العربية في السنوات الماضية، وكان ذلك أدعى في أن يكون سبباً كافياً لما يحدث ضد قطر في هذه الفترة.
عداء عقائدي
من جانبه، أوضح رئيس المركز المصري لدراسات الإعلام والرأي العام “تكامل مصر” مصطفى خضري أنه منذ نشأة الكيان الصهيوني على يد الاحتلال البريطاني، وهو يمثل ورماً خبيثاً في جسد الأمة، ومهما طال الزمن سيأتي الوقت المناسب لاستئصاله.
وقال خضري: برغم التطبيع السياسي بين قادة الكيان الصهيوني والأنظمة العربية؛ فإن هذا التطبيع لا يسري على المجتمعات العربية والمسلمة، فالمسلمون عامة والعرب خاصة لديهم عداء عقائدي مع الكيان الصهيوني، وهذا العداء لا يمكن بحال أن يتغير ما دامت العقيدة حاضرة، وهو ما عكسه تصرف هذه الجماهير التلقائي بكأس العالم بقطر ورفضها لأي تعاون أو تطبيع.
وأشار خضري، في حديثه لـ”المجتمع”، إلى دراسة لمركز “تكامل مصر” كشفت عن أن 86% من المصريين يرون أن “إسرائيل” عدو دائم، حيث أجرى المركز دراسة ميدانية، في مايو 2021، على عينة عشوائية طبقية ممثلة للمجتمع المصري قدرها 4538 مفردة تحت مستوى ثقة 95%.
وأظهرت النتائج أن 86% من المصريين يرون أن “الإسرائيليين” عدو دائم، مقابل 4% لا يرون “إسرائيل” دولة عدوّة، و5% يرون “إسرائيل” عدواً مؤقتاً، و5% ليس لهم رأي محدد.
كما بيّنت النتائج أن 45% من المصريين يرون أن القوة وحدها هي الطريقة المثلى للتعامل مع “الإسرائيليين”، في مقابل 23% يفضلون الحلول السياسية، و20% يرون أن التلويح بالقوة مع السياسة هو أفضل السبل للتعامل مع “الإسرائيليين”، و12% لم يكن لديهم رأي محدد.