يتواصل الحصار “الإسرائيلي” على قطاع غزة للعام السادس عشر على التوالي وسط أوضاع إنسانية واجتماعية واقتصادية صعبة، وطالب فلسطينيون المجتمع الدولي بالعمل على إنهاء الحصار “الإسرائيلي” المفروض على قطاع غزة منذ 16 عامًا.
وأوضح متحدثون، خلال مؤتمر عقد في مدينة غزة اليوم الإثنين تحت عنوان “16 عامًا على حصار غزة.. التداعيات والآفاق”، أن استمرار الحصار على القطاع يمثل جريمة حرب ووصمة عار على جبين العالم والإنسانية في القرن الثاني والعشرين.
الفرا: غزة تعرّضت لحصار إنساني خانق
وقال نائب رئيس لجنة متابعة العمل الحكومي بغزة محمد هاشم الفرا، في كلمة له خلال المؤتمر: إن الشعب الفلسطيني يعاني في كل المجالات، وحرم من أبسط حقوقه في السكن والدواء، ومعاناته ستظل شاهدًا على جريمة إبادة كبرى ترتكب بحق الإنسانية.
وأشار الفرا إلى أنَّ غزة تعرّضت لحصار إنساني خانق وجرى فرض القيود المشدّدة على القطاع بكل المجالات الإنسانية.
وبيَّن أنَّ القطاع الصناعي والإنتاجي تعرّض لشلل كبير، فيما تم إغلاق أكثر من 80% من المصانع بفعل الحصار، مضيفًا أنَّ العجز الكهربائي في قطاع غزة وصلت نسبته لأكثر من 50% بسبب استمرار الحصار.
ولفت الفرا إلى أنَّ الحصار تسبّب بزيادة نسبة الفقر والبطالة وأزمة بالسكن وبعجز صحي ومالي وبوفاة الكثير من المرضى بسبب منع الاحتلال لهم من السفر للعلاج بالخارج.
غازي: الحصار “الإسرائيلي” لغزة جزء من هذا الاحتلال
من جهته، قال وكيل وزارة التنمية الاجتماعية بغزة غازي حمد: إنّ الحصار “الإسرائيلي” لغزة جزء من هذا الاحتلال البشع، وإن الحصار خلق حياة مليئة بالضغط والتوتر وحالة الاستنفار من حدوث اعتداءات.
وأوضح حمد أنَّ الاحتلال يمنع أن يكون هناك اقتصاد قوي في غزة، خاصة أنَّه توجد إمكانيات وقدرات ممتازة للشعب الفلسطيني في غزة لكن الاحتلال يريد أن يهدم هذا الجيل.
وشدَّد حمد على ضرورة رفع الحصار الذي يحتاج إلى خطط وإبداع وعدم التأقلم مع الحصار أو التماهي معه.
أبو رمضان: الحصار يشكل عقابًا جماعيًا
من ناحيته، قال مدير مركز حيدر عبد الشافي رئيس هيئة دعم فلسطينيي الداخل محسن أبو رمضان: إنَّ الحصار يشكل عقابًا جماعيًا، وهو يخالف اتفاقية جنيف الرابعة والقوانين الدولية.
ولفت أبو رمضان إلى أنَّ الحصار فرض في عام 2007 وفرضت اللجنة الراعية شروطاً غير مقبولة على الشعب الفلسطيني نتيجة خياره الديمقراطي، وهذا غير مقبول لكل مكونات شعبنا، ورفض الحصار نتيجة ذلك.
وأكد أنَّ المطلوب من المجتمع الدولي إنهاء ازدواجية المعايير ورفع الحصار عن غزة، وأنه يجب التصدي للحصار عبر وحدة الشعب الفلسطيني الميدانية، واستنهاض أوسع حملة للتضامن الشعبي ورفع الحصار.
القانوع: الحصار جريمة إنسانية
بدوره، الناطق باسم حركة “حماس” عبداللطيف القانوع، اعتبر أنَّ الحصار “الإسرائيلي” المفروض على قطاع غزة جريمة إنسانية بحق الشعب الفلسطيني، ووصمة عار على جبين العالم الذي يتعامل بازدواجية في القضايا الدولية.
وقال القانوع، خلال المؤتمر: إن الشعب الفلسطيني لن يقبل باستمرار الحصار، ورأى أنَّ استمراره شكل من أشكال العدوان على الشعب الفلسطيني، وتهديد لحياة مليونين ونصف المليون فلسطيني.
وحمَّل الاحتلال نتائج حصاره للشعب الفلسطيني وعدوانه المتواصل عليه، داعيًا إلى أوسع حالة تضامن عالمي من مختلف المستويات مع الشعب الفلسطيني وإنصافه في تحقيق مصيره.
ودعا القانوع المجتمع الدولي وكل أحرار العالم إلى مضاعفة جهدهم والقيام بمسؤولياتهم وواجباتهم للضغط على الاحتلال ورفع الحصار عن قطاع غزة، مؤكدًا أنَّه من حق الشعب الفلسطيني أن يعيش عزيزًا كريمًا على أرضه.
نعيم: الحصار جريمة مستمرة منذ 16 عامًا
هذا، وقد اعتبر رئيس الدائرة السياسية والعلاقات الخارجية في حركة “حماس” باسم نعيم، الحصار “الإسرائيلي” المفروض على غزة جريمة مستمرة منذ 16 عامًا، وتركت آثارًا وتداعيات سلبية في كل مناحي الحياة بالقطاع سواء على المستوى السياسي أو الصحي أو الاجتماعي أو الاقتصادي.
وأضاف: الحصار “الإسرائيلي” المدعوم دولياً يستمر لأكثر من 16 عاماً على قرابة مليونين و300 فلسطيني في قطاع غزة، ما حوله إلى سجن كبير.
وطالب نعيم المجتمع الدولي بعدم التعامل مع الاحتلال على أنه فوق القانون، مردفًا: نرى أن “إسرائيل” ترتكب جريمة الحصار هذه التي ترتقي لإبادة جماعية منذ أكثر من 16 عاماً ولم يحرك أحداً منهم ساكناً، بل العكس دول الغرب دعمته وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية.
محيسن: عقد و6 أعوام
فيما استنكر عضو مجلس العلاقات الدولية تيسير محيسن صمت المجتمع الدولي وعدم تقديمه لإجراءات حقيقية لفك الحصار “الإسرائيلي” المفروض على قطاع غزة، ووقف معاناة الفلسطينيين المستمرة منذ فرضه قبل 16 عامًا.
وقال محيسن: إنّ المجتمع الدولي ما زال ينظر إلى هذا الحصار دون أن يحرك ساكنًا، ودون أن يقدم إجراءً كبيرًا لوقف معاناة الفلسطينيين فيه.
وأضاف: المؤتمر الدولي الذي عقد اليوم استعرض محاولات عديدة كانت في السنوات السابقة لفك الحصار وإسقاط سياجه عن قطاع غزة، لكن الاحتلال حال دون أن تتمكن قطاعات واسعة من المجتمع الدولي في إنهائه.
وكان مجلس العلاقات الدولية في فلسطين قد عقد، صباح اليوم الإثنين، مؤتمرًا دوليًا لتسليط الضوء على تداعيات الحصار “الإسرائيلي” المفروض منذ عقد وست أعوام على قطاع غزة، وذلك بمشاركة نخب وشخصيات دولية وعربية وازنة، تحت اسم “16 عامًا على حصار غزة.. التداعيات والآفاق”.
وشارك بالمؤتمر شخصيات فلسطينية ممثلة عن القطاعين الحكومي والمجتمع المدني الفلسطيني وكذلك شخصيات ممثلة للمجتمع الدولي؛ للتطرق لتداعيات الحصار المفروض على القطاع.