قد تكون الاتصالات أو الرسائل الواردة على هاتفك مزعجة في كثير من الأحيان، خاصة إذا كانت هذه الاتصالات أو الرسائل تأتيك من أرقام مجهولة، سواء من شركات استثمارية تريد أن تقوم بتسويق عقارات لها، أو اتصالات أخرى هدفها النصب على بعض الناس.
إن المكالمات أو الرسائل المسببة للإزعاج ممارسات شائعة بين المجرمين الذين لا يمكن تجاهل رغبتهم في إزعاجك واختراق هاتفك، أو حتى وضعك على قائمة الاتصالات الترويجية التي لم تشترك بها بإرادتك!
دون مراعاة لتوقيت المكالمة الهاتفية، قد يفاجأ المستخدم بتلقي اتصالات مزعجة من شركات وجهات مجهولة، تبيح خصوصية المشترك بخدمات الاتصالات، تطالبه بشراء منتج أو الاشتراك في خدمة أو حتى الإيهام بميزات بطاقات الائتمان البنكية، وتتعقد المشكلة عندما يطلب المتصل تحديد موعد لتجربة بعض المنتجات في المنزل.
الغريب أن هناك شركات وجهات غير معلومة، تقوم بتكرار المكالمة الترويجية بإلحاح وتكرار الاتصال عدة مرات من دون مراعاة لانتهاك خصوصية الشخص، والهم الأكبر لدى المتصل هو تحقيق «التارجت» المطلوب منه حتى ولو على حساب صحة وظروف المشترك، أو في أوقات غير مناسبة معظمها في الصباح الباكر أو في وقت متأخر من الليل.
وعندما يقع المشترك فريسة لهذه النوعية من المكالمات المزعجة، يحاول بكل الوسائل والأساليب الاعتذار عن الاشتراك في هذه الخدمة الترويجية أو شراء تلك السلعة، نظراً لضيق وقته أو الاتصال في وقت غير مناسب، إلا أن المتصل يكون في غاية الإصرار لاستكمال حديثه، وفي الغالب لا يكون ملماً بما يحاول إقناع جمهور العملاء به.
ويبقى السؤال المحير لجمهور العملاء دائماً: من أين يحصل هؤلاء على أرقام هواتفهم الشخصية؟ وكيف السبيل للهروب من تلك المكالمات الترويجية المزعجة، التي أصبحت سمة من سمات التعامل اليومي مع الهاتف الشخصي؟
بداية، تساءل عضو مجلس الأمة الأسبق محمد حسين الدلال تعليقاً على الاتصالات المزعجة التي تأتي من قبل بعض الشركات التي تأتي بعروض استثمارية وأخرى بتحديث بيانات وثالثة عن دور وزارة الداخلية في هذا الأمر.
وقال الدلال، في حسابه على «تويتر»: أين وزارة الداخلية ووزارة التجارة ووزارة المواصلات عنها؟ اتصالات تأتي من شركات أو مؤسسات من داخل الكويت تقوم بالتسويق لبرامج وعروض استثمارية ومالية، وأحياناً في أوقات غير مناسبة وبسياسة فرض النفس لسماع ما لديهم، مؤكداً أن هذا الأمر إزعاج ويتطلب إيقافه من السلطات الرسمية.
وتابع الدلال: الأخ الفاضل وزير الداخلية، وردني من أحد الثقات أن الممول والعقل وراء تلك الاتصالات دول أخرى، وأن الترتيب من خارج الكويت! الشاهد الموضوع يتطلب تحققاً وتثبتاً مع ضرورة معرفة من أعطاهم أرقام هواتفنا!
وأضاف الدلال: تفاعلاً مع موضوع الاتصالات المزعجة لتسويق فرص استثمارية ومالية! أكد أحد الزملاء القانونيين وجود عدة شكاوى وقضايا في القضاء تتعلق بوقائع تحتوي على شبهات لتجاوز القانون بشأن تلك الاتصالات، ومَن وراءها، متسائلاً: أين مؤسسات الدولة من ملاحقة تلك التجاوزات؟ ومن يقف وراءها؟
فيما قال الكاتب عبدالله عيد العتيبي، عبر «تويتر»: إن هذه الاتصالات تأتي في كل وقت وبشكل مهول، وتابع: الجمعة الماضي وردتني الاتصالات أثناء صلاة الجمعة، لم أعتد نهائياً أن أحداً يتصل وقت صلاة الجمعة، فبعد الصلاة مباشرة اتصلت وقالت: نعرض عليك فرصة استثمارية! فعلاً الأمر زاد جدًا عن حده، والشبهات حوله تتأكد.
فيما قال المغرد حامد التوحيد: السيد وزير التجارة، التسويق الهاتفي وصل إلى مرحلة لا تطاق، فمن غير المعقول أن أتلقى أنا وكثير من المواطنين اتصالات هاتفية يومية مزعجة جدًا، وفي أوقات أكثر إزعاجًا من شركات اتصالات واستثمارية ومالية وترفيهية لتسويق خدماتهم؛ مما يضعك أمام مسؤولية مجتمعية بأن تصدر قراراً في هذا الشأن.