يتأثر جموع الناس بجاذبية الشخص، وطريقة حديثه، ولغة جسده، وهي مقومات يحتاجها الداعية؛ للتأثير في الآخرين، وتوصيل رسالته بشكل لائق، يخدم به الدعوة إلى الإسلام.
ووفق دراسات متخصصة، فإن الأشخاص غالباً ما يصدرون أحكامهم على من يلتقون بهم وفقاً للهيئة التي يبدون عليها.
يقول أستاذ علم النفس بجامعة برينستون بالولايات المتحدة أليكساندر تودوروف: إن الناس يشكلون أحكامهم وإعجابهم بشخص ما، بمجرد النظر إلى وجهه لأقل من عشرة أجزاء من الثانية.
ومن الصفات التي يجب أن تميز الداعية الابتسامة؛ لأن الوجه المبتسم يصبح أكثر دفئاً وحميمية واحتمالاً لكسب ثقة الآخرين، ويمكن للداعية أن يوصل رسالته من خلال ابتسامة صادقة على وجهه.
كما يمكن للداعية تعزيز جاذبيته بالثقة في نفسه، وانفتاحه على الآخرين، فالناس غالباً لن تتأثر بالداعية عابس الوجه، أو الانطوائي والمنعزل اجتماعياً، وقد لا يصبح صالحاً من الأساس لمهمة الدعوة.
وينصح خبراءُ التنمية البشرية صاحبَ الشخصية الذي يريد كسب المزيد من الجاذبية بالعمل على كسب إعجاب الآخرين.
وتفيد دراسة أمريكية بأن من يستطيعون إقامة نقاشات منطقية ومنظمة سيحظون بحب الآخرين، وستكون لديهم فرص أفضل في إقناع الآخرين برسالتهم وفكرتهم.
ويمكن للداعية أن يدرب نفسه بهدف أن يصبح أكثر تأثيراً في الآخرين وترك انطباع جيد لديهم، كما كان يفعل النبي محمد صلى الله عليه وسلم بصدقه وأمانته وحسن خلقه وعذوبة لسانه.
أما تعبيرات الوجه، فإنها ذات دلالة خاصة عند حديث الداعية سواء عند الترغيب أو الترهيب، وأهمها حركة الحاجبين السريعة التي تدوم لنحو ستة أجزاء من الثانية، وإمالة بسيطة للرأس، وابتسامة واضحة.
ومن المهم كذلك التواصل المباشر مع عين المتحدث، وإعطاء انطباع بأنك تبدي اهتماماً به، مع تغيير نبرة الصوت، عند الحديث عن الجنة أو النار مثلاً.
ومن الأمور المهمة فيما يتعلق بالجاذبية والتأثير، أن يهتم الداعية بلغة الجسد التي تعبر عن مشاعره وانفعالاته، وكذلك لغة الجسد الخاصة بالشخص الذي يتحدث إليه، إضافة إلى الاهتمام بالمظهر اللائق، والرائحة العطرة، مع التزام اللين في النصح بالحكمة والموعظة الحسنة.