من الجوامع الواضحة للمتأمل بين المدرسة الداعشية والمدرسة الشحرورية الجهل ثم الجهل ثم الجهل، الذي ينتج بطبيعة الحال التطرف ثم التطرف ثم التطرف، مع اختلاف طبيعة النتائج بين التحريم المتطرف والإباحة المتطرفة.
وأوضح مثال على تطرف التفسير الشحروري للنصوص وخاصة الواردة في الحجاب (الخمار) التي يصفها أنصاره وأشياعه بـ«الدقة في الفهم» هو في تفسير شحرور بكتابه «الكتاب والقرآن» لآية الخمار: (وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ) (النور: 31) بأن المراد بالجيب هو «فتحة الفرج»، و«فتحة الصدر»، و«فتحة الإبط» التي يجب أن تخمر؛ أي تغطى فقط! فيخلص التفسير المتطرف إلى أن عورة المرأة محدودة بما وصف!
وهذا التفسير المتطرف يتوافق مع فهم العلمانية الغربية المتطرفة للمرأة، لكن كارثة المدرسة الشحرورية أنها تنسب هذا التفكير الشهواني للنص القرآني على أنه مراد الله!
هل أخطأت في وصفي للمدرسة الشحرورية بدواعش التحليل؟!
بعض أنصار المدرسة الشحرورية لا يرضى -جزماً- بهذا التفسير، لكنه ضحية لتطرف داعشي في فهم الدين أوقعه في الميل لتطرف داعشي ناعم وخطير.
الجامع الأكبر بن ضحايا الفريقين.. الجهل!
هذه المنهجية التي تعجب الشحروريين على منهجية الأمة المتزنة استعملها شحرور في أشباهها.. الزنى والربا والكفر وغيرها من «المعلوم من الدين بالضرورة».
إنه التطرف.. والتطرف المضاد! والحسنة بين سيئتين؛ (وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا) (البقرة: 148).