يحرص المسلمون في بريطانيا على التواصل مع المجتمع والتعريف بالإسلام وتصحيح الصورة المغلوطة عنه، من خلال عدة وسائل وفعاليات عامة، منها مبادرة “زُر مسجدي” التي نظمها المجلس الإسلامي في بريطانيا هذا الأسبوع، بفتح أبواب المساجد أمام غير المسلمين للتعرف على الإسلام عن قرب.
هذه المبادرة نظمها المجلس الإسلامي هذا العام يومي (23/24) سبتمبر الجاري تحت عنوان “قم بزيارة مسجدي.. الإيمان والطعام وتكوين صداقات حميمة”.
التعرف عن قرب
وفي مقابلة مع مجلة المجتمع، يقول “محمد كزبر” رئيس مجلس أمناء مسجد فينسبري بارك في لندن، وهو أحد المساجد المشاركة في المبادرة: إن فعالية “زر مسجدي” بدأت منذ 8 سنوات بمبادرة من مجلس مسلمي بريطانيا (MCB)، من خلال إفساح المجال لغير المسلمين من المجتمع البريطاني لزيارة المساجد القريبة منهم والتعرف عن قرب على الدين الإسلامي والمجتمع المسلم وما تقوم به هذه المساجد والمراكز الإسلامية من أعمال عديدة لخدمة المجتمع وتقديم خدمات متنوعة للمسلمين وغير المسلمين.
تصحيح الصورة
ويوضح “كزبر” أن المبادرة تهدف لمحاولة تغيير الصورة النمطية السلبية عن الإسلام والمتمثلة في الإسلاموفوبيا من خلال التفاعل الإيجابي مع المجتمع، وكان لهذه المبادرة بالفعل أن غيرت أفكار العديد منهم عن الإسلام، التي تكونت لديهم من خلال ما يسمعونه ويشاهدونه عبر وسائل الإعلام المنحازة ضد المسلمين والتي تقوم بتشويه صورة الإسلام باستمرار.
عمل جماعي وتفاعل كبير
وأشار إلى أن هناك تفاعل كبير من قبل المجتمع والمؤسسات المسلمة خاصة المساجد، حيث بدأت هذه المبادرة في عامها الأول قبل 8 سنوات بنحو 20 مسجدا، وهذا العام 2023 شارك حوالي 250 مسجدا من جميع أنحاء المملكة المتحدة، كما حرص المسلمون البريطانيون على التطوع لمساعدة مساجدهم المحلية في مناطقهم بدعوة جيرانهم من غير المسلمين وأيضا التحضير للنشاط خاصة أنه يحتاج تحضيرات مسبقة من معارض وجولة في المسجد وفقرات أسئلة وأجوبة وإعداد الطعام وغيرها من التحضيرات.
Great to see our local communities attending our #visitmymosque day, lovely conversations and tours in the mosque. Also, lovely to see 6 local schools joining our Schools visit my mosque today with hundreds of students & teachers attending our exhibition & having Q & A session. pic.twitter.com/LOzyoOUeEA
— Finsbury Park Mosque (@FPMosque) September 25, 2023
اهتمام متزايد
ولفت إلى الاهتمام المتزايد من قبل المجتمع البريطاني بهذه المبادرة وهو ما ظهر في الأعداد الكبيرة التي تلبي الدعوة وتزور المساجد لزيادة معرفتهم عن الإسلام كدين وأيضا عن المجتمع المسلم، والمبادرة تتيح لهم هذه الفرصة.
المدارس في ضيافة المساجد
أشار كزبر إلى أن المبادرة توسعت من قبل بعض المساجد لتشمل المدارس المحلية أيضا من خلال إتاحة الفرصة لطلاب المدارس ومدرسيها لزيارة المسجد والاطلاع على المعارض والأنشطة وتقديم فقرة للطلاب عن الإسلام والمجتمع المسلم.
وعن التفاعل مع المبادرة في مسجد “فينسبري بارك” يقول رئيس مجلس أمناء المسجد: “كان التفاعل جيدا في مسجدنا فقد حضر عدد من الجيران والمقيمين حول المسجد، وانطباعهم كان إيجابي جدا، كما حضر مئات من الطلاب يمثلون 6 مدارس محلية في اليوم التالي للمبادرة، وكان لهذه الزيارة أثر إيجابي جدا لديهم من خلال الإجابة على أسئلتهم حول الإسلام.
تفاعل رسمي واهتمام إعلامي
واختتم “كزبر” بقوله: إنه أيضا كان هناك تفاعل إيجابي من المؤسسات الرسمية خاصة من خلال البلديات والشرطة وأيضا نواب المنطقة الذين عادة ما يقومون بزيارات لمساجدهم المحلية لتقديم الدعم المعنوي، كما كان هناك اهتمام لدى بعض وسائل الإعلام البريطانية، حيث تمت تغطية المبادرة إيجابيا بشكل عام.
Some highlights from #visitmymosque day. pic.twitter.com/jwxKKdkPjG
— UKIM Masjid Ibrahim Plaistow (@MasjidIbrahimUK) September 26, 2023
جسور تواصل
وفي تعليقها على الحدث، قالت الأمين العام للمجلس الإسلامي البريطاني، “زهرة محمد”: في عامها الثامن، واصلت حملة “زر مسجدي” مهمتها المتمثلة في توحيد المجتمعات، حيث فتحت المساجد المشاركة أبوابها بكل لطف، وقدمت ضيافة دافئة أظهرت الإيمان وقدمت رؤى قيمة عن الإسلام والمجتمعات الإسلامية المحلية، وهو مسعى حيوي بشكل خاص خلال فترة الانقسام المتزايد.
وأضافت: يكمن جوهر هذه المبادرة في السعي إلى بناء الجسور وجمع الناس معًا والمساهمة في إنشاء بريطانيا متناغمة حيث يمكن للمجتمعات المتنوعة أن تجتمع معًا سعياً لتحقيق الصالح العام، وتعزيز التواصل والوحدة بشكل دائم.
من جهتها حرصت المساجد المشاركة في المبادرة على نشر صور من فعالياتها خلال المبادرة على مواقع التواصل الاجتماعي، تعبيرا عن الترحيب بزوارها من غير المسلمين، وتعريفا بالدور الإسلامي تجاه المجتمع.
وقال المجلس الإسلامي في بريطانيا في بيان له عن الفعالية، إن مبادرة “قم بزيارة مسجدي” وهي أكبر حدث لليوم المفتوح للمساجد في المملكة المتحدة، أثبتت مرة أخرى قوة الوحدة والتواصل وروح المجتمع.
وأضاف المجلس أن المبادرة أتاحت للزوار من جميع الأديان الاستمتاع بالشاي والطعام والنقاشات البناءة وكذلك استكشاف التاريخ الثري والمساهمات الكبيرة للمساجد وللمسلمين في المجتمع، وأشار إلى أن الإقبال الملحوظ وتجمع آلاف الزوار في المساجد في جميع أنحاء المملكة المتحدة، يؤكد الحماس المتزايد للحوار بين الأديان والرغبة في تعزيز أواصر الصداقة بين المجتمعات.