أكدت دولة الكويت استمرار جهودها الإغاثية في قطاع غزة لتخفيف الأزمة الإنسانية الناجمة عن الهجمات الصهيونية.
وأوضح وزير الشؤون الاجتماعية وشؤون الأسرة والطفولة الشيخ فراس المالك الصباح أن الدعم مستمر عبر جسر جوي يشمل أكثر من 30 جهة وجمعية خيرية، حيث أقلعت طائرتان إغاثيتان محملتان بمواد غذائية وطبية وسيارتي إسعاف متجهتين إلى مطار العريش الدولي، وبلغ إجمالي الرحلات الإغاثية 29 طائرة حتى الآن.
وأكد المالك استمرار تنفيذ هذا الجسر الجوي تنفيذاً لتوجيهات القيادة السياسية، مع إشراك عدة وزارات، من بينها الصحة والخارجية والشؤون الاجتماعية، وشدد على مشاركة واسعة من الشعب في هذه الجهود الإنسانية.
وأضاف أن الرحلات الإغاثية مستمرة، حيث يصل إجمالي حمولتها إلى 850 طناً من المواد الإغاثية المتنوعة، وأشار إلى أن الجسر الجوي يعكس دور الكويت الإنساني في المجال الخيري والإغاثي، ويستمر في تقديم الدعم للإخوة الفلسطينيين في ظل التحديات الإنسانية الطارئة.
وزير الشؤون: الدعم مستمر عبر جسر جوي يشمل أكثر من 30 جهة وجمعية خيرية
من جانبه، أكد يوسف المعراج، مدير إدارة الكوارث والطوارئ في جمعية الهلال الأحمر الكويتي، وصول جميع الشحنات الإغاثية الكويتية إلى قطاع غزة، موضحاً أن الرحلة الإغاثية التي قام بها الهلال الأحمر، مؤخراً، نقلت 10 أطنان من المواد الطبية والإغاثية، وكانت مرفقة بمتطوعين من الجمعية، وتم تسليمها إلى الهلال الأحمر المصري في مطار العريش، وسيتم بعد ذلك تسليمها إلى الهلال الأحمر الفلسطيني، الذي بدوره سيقوم بتوزيعها داخل قطاع غزة.
وفي سياق مماثل، أكد عمر الثويني، نائب المدير العام للجمعية الكويتية للإغاثة، المشرف العام على حملة «فزعة لفلسطين»، أن الرحلة الأخيرة تمثل العاشرة للجمعية، حيث تحمل 40 طناً تتألف من 300 خيمة ومواد غذائية وملابس شتوية ومعقمات وأدوات طبية، بالإضافة إلى سيارتي إسعاف، وأعلن أيضاً عن تنظيم رحلات إغاثية إضافية عبر الطرق البرية والبحرية.
يُشار إلى أن الكويت، منذ بداية الحرب على غزة، في أكتوبر الماضي، تقدم الدعم للفلسطينيين في غزة من خلال تقديم المساعدات الإغاثية، وتبذل جهوداً دبلوماسية على الصعيدين الإقليمي والدولي للعمل على وقف الحرب.
استقبال الجرحى
فيما أعلنت وزارة الصحة الكويتية عن استعدادها التام لاستقبال الجرحى والمصابين الفلسطينيين لتلقي العلاج في المستشفيات الكويتية.
وأكدت الوزارة، في بيان، أن جميع قطاعاتها المختلفة من مستشفيات ومراكز طبية على استعداد لاستقبال الجرحى، مشيرة إلى استمرار الجهود في التنسيق والتعاون مع الجهات المعنية لإتمام الإجراءات والترتيبات اللازمة لتقديم الرعاية الصحية والعلاج وفق أفضل المعايير.
وأشاد البيان بمبادرة المنشآت الصحية الأهلية التي أعلنت استعدادها لاستقبال وعلاج المصابين من قطاع غزة بالتنسيق مع القطاع العام، ورحبت بتلك المبادرة التي تأتي تحت إشراف القيادة السياسية وتوجيهات مجلس الأمة الكويتي.
من جانبه، أكد عبدالرحمن المطوع، نائب المدير العام للهيئة الخيرية لتنمية الموارد والمشاريع، جهود الهيئة في دعم الوضع الإنساني في قطاع غزة، من خلال التعاون مع المنظمات المحلية الشريكة المعتمدة في وزارة الخارجية الكويتية، موضحاً أن الهيئة تتبنى مسارين لدعم غزة في ظل الحصار الذي يعانيه القطاع؛ الأول: يتمثل في تحويل أموال المشاريع الإنشائية الكبيرة المعتمدة مسبقاً لتنفيذها في المشاريع الإغاثية، مع التركيز على الاحتياجات الإنسانية العاجلة، والثاني: يشمل التعامل فقط مع الجمعيات المحلية ذات الممكنات العالية والاستعداد المالي الكبير، التي يمكنها تنفيذ المشاريع بشكل مباشر خلال الأزمات.
«الصحة»: جاهزون لاستقبال الجرحى والمصابين الفلسطينيين لتلقي العلاج في مستشفياتنا
وأشار المطوع إلى استمرار العمل الميداني واستقبال التقارير التنفيذية بشأن توزيع المساعدات الغذائية والإغاثية، مؤكداً أن لديهم مشاريع تنموية في غزة، وأن الأموال قد تم تحويلها مسبقاً، وأنهم ينوون توجيه هذه الأموال إلى المشاريع الإغاثية العاجلة حال تحسن الأوضاع.
وبالتعاون مع بعض الجهات الحكومية والأهلية، نظمت جمعية السلام الخيرية الكويتية مبادرة إنسانية تحمل اسم «كلنا غزة»، بهدف دعم القطاع الذي يتعرض لعدوان صهيوني، وشهدت الحملة مشاركة واسعة من الشركات، والمصانع، والفنادق، وأصحاب المشاريع الخاصة في ساحة الصفاة، حيث تم جمع التبرعات من خلال تخصيص ريع بيع المنتجات لدعم الشعب الفلسطيني في غزة، وسط حضور كبير من المواطنين والمقيمين.
ووفقاً لتصريحات المدير العام لجمعية السلام الخيرية ضاري البعيجان، ستتم تخصيص المبالغ المالية التي تم جمعها لإغاثة أهل غزة عن طريق تحويلها إلى وزارة الخارجية الكويتية، التي ستقوم بنقلها إلى الجهات المنفذة على الأرض، أو من خلال الجسر الجوي الكويتي المخصص للإغاثة في غزة.
وأكد البعيجان أن جمعية السلام شاركت في تجهيز 9 طائرات حتى الآن، بالتعاون مع الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، وتم تسليمها إلى مطار العريش في مصر لتسليمها للهلال الأحمر المصري، ومن ثم تسليمها إلى الهلال الأحمر الفلسطيني.
وأشار إلى أن 80% من المساعدات وصلت إلى المحتاجين، وأعلن أن الجمعية ستظل مستمرة في دعم الأشقاء في غزة، مع التصميم على تكرار مثل هذه المبادرات التي تدعم أهل فلسطين.