يقول أحدهم: وقف طفل صغير رث الثياب والهيئة أمام شخص غني يتصفح هاتفه، وبيد الطفل علبة مناديل يبيع منها.
لحظه الغني فناداه وأخرج من محفظته دولاراً واحداً وأعطاه الطفل دون أن يأخذ المناديل.
ذهب الطفل وبيده الدولار أمام محل لبيع الأحذية، وأخذ ينظر إلى حذائه المهترئ ويُمعن النظر إلى حذاء جميل في واجهة المحل وعليه ورقة مكتوب عليها «سعر الحذاء 50 دولاراً».
لمحه الرجل الغني الذكي، فدخل المحل متجهاً إلى البائع، وبعد لحظات خرج وهو يبتسم في وجه الطفل، وركب سيارته وغادر المكان، وما هي إلا ثوان معدودة إلا وقام صاحب المحل بتبديل تسعيرة الحذاء بورقة مكتوب عليها «سعر الحذاء = دولار واحد».
هرع الطفل مسرعاً إلى المحل، واشترى الحذاء ظناً منه بأن البائع أجرى تخفيضات وخصومات، خرج الطفل بالحذاء الجديد، ومعه فرح عارم ممزوج بابتسامة عريضة تملأ وجهه.
أحياناً نغفل عن مثيرات البهجة والسرور في نفوس الضعفاء، بحجة أن الواحد منهم بحاجة إلى الطعام أكثر من الحذاء واللباس، أكثر من الجهاز والدواء، أكثر من اللعبة، ولكن ألا يمكننا الجمع بين الخيرين؟ فأعطي الفقير لقمة ولعبة أو دواء وجهازاً أو لباساً وتذكرة لعبة ترفيهية.
__________________
(1) كتاب من روائع وبدائع القصص الواقعية والافتراضية في الصدقات، انتقاء د. محمد الملا الجفيري.