على الرغم من أن الديانة اليهودية تحرم وتجرم ممارسة السلوكيات الشاذة بين الذكور، وتعتبرها فاحشة وخطيئة كبيرة، فإن الشذوذ يضرب صفوف جيش الاحتلال الصهيوني.
وتوجد داخل المجتمع «الإسرائيلي» طوائف يهودية تتقبل المثلية، بل تعترف بالزواج بين الشواذ، ويطلقون على أنفسهم «اليهودية الإصلاحية»، وهو ما يبرر انتشار الشذوذ بين صفوف الجيش، وذلك بعد أن تفاخر بعض الحاخامات بأنهم شواذ.
وكان نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي قد تداولوا قبل أسابيع صوراً وفيديوهات لجنود «إسرائيليين»، تُظهر جندياً «إسرائيلياً» جالساً على كرسي ويضع مواد عناية بالبشرة على وجهه!
ويظهر في فيديو آخر مجموعة من الجنود «الإسرائيليين»، وهم يحتفلون بشكل صاخب بينما كان محيي الحفل عارياً!
وتُظهر صورة مثيرة للجدل جندياً «إسرائيلياً» وهو يرفع علم الشواذ من أمام دبابة، معرباً عن فخره بالوفاء بالعهد الذي قطعه على نفسه بجلب علم الشواذ إلى المعركة ضد «حماس»! بحسب «روسيا اليوم».
غطاء تشريعي
اللافت في الأمر أن الكنيست، وافق الشهر الماضي، على تعديل قانوني يعترف بالشركاء الشواذ للجنود الذين قتلوا خلال الحرب الأخيرة التي تشنها «إسرائيل» على قطاع غزة.
ووفق التعديل، «يمكن لجميع الأشخاص الذين يعيشون تحت سقف واحد سواء من المثليين أو غير المثليين، الحصول على بدل الترمل»، بحسب يوراي لاهاف هيرتسانو، النائب من حزب «يش عتيد» الوسطي الذي يقف وراء هذا التعديل.
وبموجب التعديل، يمكن لشركاء رهائن أو مفقودين الاستفادة منه أيضاً بغض النظر عن جنسهم، بحسب النائب الذي رحب بخطوة كبيرة على طريق المساواة، على حد وصفه.
وجاء التعديل على خلفية مقتل شريك عمر أوحانا، وهو جندي في الاحتياط في وحدة «إسرائيلية» خاصة في «طوفان الأقصى»، في 7 أكتوبر الماضي، وذلك قبل أسبوعين من «زواجهما»، وفق صحف عبرية.
ترويج عسكري
هذا التطور التشريعي الذي منح الشذوذ داخل الجيش غطاء قانونياً لم يأت من فراغ، فقد سبقته محاولات كثيرة للترويج لهذا الانحطاط الذي يخالف الفطرة الإنسانية.
ففي 20 مارس 2012م، قامت مجلة «بمنحنى» العسكرية بوضع صورة على غلافها تظهر صورة ضابط شاذ بسلاح المدرعات بالجيش «الإسرائيلي» يرتدي حذاء وملابس نسائية.
وسبق للمجلة نشر تقارير وصور لشواذ بالجيش، ومنها مقالها الافتتاحي عام 2011م بعنوان «هكذا خرجت من الدولاب»؛ وهو مصطلح يستخدمه الشواذ «الإسرائيليين» عندما يرغبون في الإعلان عن أنفسهم بشكل علني.
وسبق أن أعلن آيلي شارون، العقيد بالجيش الصهيوني، شذوذه، واختار صورة له بعلم الشواذ ليرفقها بمقاله، كذلك نشرت المجلة اعترافاً للرائد المتدين يهوشوع قروتلر، مساعد المدعي العسكري العام، يتفاخر بشذوذه؛ ما أغضب حاخامات الجيش.
ولم تتوقف المجلة عن متابعة أخبار شواذ الجيش، فنشرت اعترافاتهم «يوم الفخر»، وكذلك مسيرات الشواذ في العالم، ووصل الأمر لنشر اعترافات 5 جنود شواذ في عدد واحد.
زاد تأكيد الأمر بإعلان الضابط يوني شنفلد عن وجود آلاف الجنود الشواذ جنسياً، وهو ما أشاد به شاي دوتش، رئيس «رابطة الشواذ الإسرائيليين»، مؤكداً حق الشواذ جنسياً في الإعلان عن أنفسهم، وفخرهم بذلك لأنهم طائفة تفخر باعتراف ودعم دولي!
في 13 يونيو 2012م، نشر الجيش الصهيوني في صفحته الرسمية على «فيسبوك» صورة لجنديين شاذين يرتديان الزي العسكري ويجوبان شوارع تل أبيب بأيد متشابكة كعشاق، وهي الصورة التي نالت إعجاب وتأييد عدد كبير من الصهاينة على شبكات التواصل الاجتماعي.
التاسع عالمياً
في 22 فبراير 2014م، فجرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» مفاجأة بالإعلان بفخر أن الجيش الصهيوني يحتل المركز التاسع عالميًا، من حيث عدد الشواذ المتزوجين بين جيوش العالم!
واستندت الصحيفة العبرية إلى تقرير عسكري صادر عن مركز «هاجو» للدراسات الإستراتيجية، يتضمن أوضاع المثليين والشواذ في جيوش العالم، مؤكداً أن العسكرية «الإسرائيلية» تفخر بأنها تحتل مرتبة متقدمة بين أكبر 10 جيوش في العالم تضم شواذَّ.
وجاء ترتيب هذه الجيوش على النحو التالي: نيوزيلندا وهولندا وبريطانيا والسويد وأستراليا وكندا والدنمارك وبلجيكا و«إسرائيل» وفرنسا.
وفي وقت سابق، كشفت العديد من وسائل الإعلام العبرية عن تورط آفي مزراحي، القائد السابق لسلاح المظلات، أنه كان أثناء خدمته العسكرية يقوم بتوزيع مشروبات مخدرة على جنوده، وبعد أن يفقدوا وعيهم يتسلل لخيامهم ويمارس معهم الشذوذ!
سلاح الشواذ
لم يخف الإعلام الصهيوني تفشي الشذوذ بين مجنداته وليس جنوده وقادته فقط، فقد نشرت صحيفة «معاريف» تحقيقاً صحفياً عنوانه «سلاح الشواذ»، أكدت فيه أن النساء المجندات بالجيش أصبحن أكثر ميلاً إلى ممارسة الشذوذ مع بنات جنسهن بعد أن أصبن بعقدة من الذكور؛ بسبب كثرة تعرضهن للاغتصاب والتحرش داخل الثكنات العسكرية.
وفجرت الصحيفة مفاجأة بالإعلان عن أنه أكثر من 40% من المجندات يمارسن الشذوذ، وطالبت الصحيفة الكنيست بالاعتراف الرسمي بحقوق ممارسة الشذوذ، حتى تتمكن المجندات الشواذ من الاستمرار في الخدمة بالجيش.
وكانت الحكومة «الإسرائيلية» قد رحبت، في عام 2016م، باستضافة مهرجان إباحي للشواذ ومسابقة ملكة الجمال للمتحولين جنسياً بمدينة القدس، ليتأكد أن احتضان الشواذ ليس قاصراً على الجيش فقط، بل إنه جزء من الانحطاط الأخلاقي الذي يضرب أركان المجتمع «الإسرائيلي».
يذكر أن كتيبة «إسرائيلية» شاركت في مهرجان الشواذ كنوع من الدعم والاعتراف بالمثليين في «إسرائيل» ومساندتهم، وتحدث أكبر قادة الكتيبة قائلاً: «الإسرائيلي» الشاذ جنسياً هو واحد منا، ولن نتخلى عنه، ونحن كتيبة المدفعية حاربنا معاً في حرب لبنان الثانية، وسنشارك؛ جنوداً وجنديات، احتفالات الشواذ كجزء من النضال من أجل تحقيق المساواة في الحقوق لرفاقهم في المجتمع المثلى «الإسرائيلي»، خاصة أن الجيش يضم جنوداً وجنديات شواذَّ، ويجب علينا الوقوف بجانبهم وإعطاؤهم حريتهم الجنسية!
ووفق الدراسات المهتمة بالشواذ عالمياً، فإن كثيراً من الدول راجعت سياستها تجاه تجنيد الشواذ، وتأتي «إسرائيل» على رأس هذه الدول، حيث سمحت للشواذ بالخدمة العسكرية وإعلان هويتهم في الجيش منذ عام 1993م.
بينما الدول الخاضعة للتاج البريطاني أو المملكة المتحدة، فقد اعترفت بحقوق الشواذ في جيوشها عام 2000م، ونفس الوضع في كل دول حلف الأطلسي (الناتو)، أما الولايات المتحدة الحليف الإستراتيجي لـ«إسرائيل» فقط سمحت للشواذ بالخدمة وتسجيل شذوذهم بفخر في الجيش بداية من عام 2010م.
______________________
الهامش:
https://www.themarker.com/news/2014-02-22/ty-article/0000017f-e6d3-df2c-a1ff-fed3aee40000
https://www.haaretz.co.il/gallery/cinema/2012-02-22/ty-article/0000017f-e3cb-d804-ad7f-f3fb5ac60000