في السياق الانتخابي في الهند، يتم ذكر المسلمين وقضاياهم بشكل متكرر، إذ يشكل المسلمون حوالي 15% من إجمالي سكان الهند، وهم إحدى الأقليات الدينية الكبيرة في البلاد.
تتناول الحملات الانتخابية غالباً القضايا المتعلقة بالمسلمين مثل الحقوق الدينية والثقافية، والتنمية الاقتصادية والاجتماعية في المناطق التي يعيش فيها المسلمون، بالإضافة إلى مواضيع أخرى؛ مثل الحفاظ على الهوية الثقافية واللغوية.
يمكن أن تشمل الوعود الانتخابية للمسلمين في الهند توفير فرص العمل، وتحسين البنية التحتية في المناطق التي يعيش فيها المسلمون، وحماية حقوقهم الدينية والثقافية، ومن الممكن أيضاً أن يتم تناول قضايا مثل التحديات التي تواجهها المجتمعات المسلمة فيما يتعلق بالتعليم والصحة والعدالة الاجتماعية.
ولكن في هذا الوقت الحالي في سياق الانتخابات الحالية (2024م)، تظهر تحولات ملحوظة في ديناميات الحملات الانتخابية في الهند، حيث تتجنب الأحزاب اليسارية والليبرالية بشكل ملحوظ ذكر المسلمين بشكل كبير، وذلك ربما لتفادي استغلال هذا الأمر من قبل حزب بهارتيا جاناتا (BJP) لجذب الانتباه من الناخبين الهندوس.
BREAKING NEWS ⚡
PM Narendra Modi has asked for votes on religion again and said that Congress wanted to give resources of India to Muslims who have more kids.@ECISVEEP when are you going to wake up from your deep sleep?
INC is campaigning on loan waivers, jobs, inflation and… pic.twitter.com/N1RCdNj0Zo
— Amockxi FC (@Amockx2022) April 21, 2024
يمكن تفسير هذا التحول بأن الأحزاب الأخرى تحاول تجنب إثارة الانقسامات الدينية وتركيز جهودها على قضايا أخرى من شأنها جلب دعم شامل من مختلف الفئات الدينية والاجتماعية.
مع ذلك، يظهر حزب بهارتيا جاناتا اهتمامًا متزايدًا بذكر المسلمين، ولكن بطريقة سلبية، حيث يسعى إلى استغلال علاقة الأحزاب الأخرى بالمسلمين بطريقة تزيد من التوترات والانقسامات في المجتمع الهندي.
يمكن رؤية هذا النهج من خلال تصريحات وحملات الحزب التي تستخدم لغة مثيرة للجدل، وتركز على تسليط الضوء على مواضيع حساسة تتعلق بالمسلمين، مما يعزز الانقسامات ويؤدي إلى تصاعد التوترات بين الجماعات المختلفة.
وعلى الرغم من أن الحملات الانتخابية تستهدف الناخبين المسلمين بشكل خاص في بعض الأحيان، فإنها في الوقت نفسه تتناول القضايا التي تهم جميع الناخبين بغض النظر عن الديانة أو الطائفة.
يبدو أن هذا الوضع يعكس تطورات سياسية في الهند، حيث يقوم حزب بهاراتيا جاناتا بالتركيز على قضايا مختلفة عن الإشارة المباشرة إلى المسلمين في الحملة الانتخابية.
كما قال وزير الداخلية الهندي، أميت شاه، الخميس الماضي: إن حزب بهاراتيا جاناتا (BJP) سينهي حصة المسلمين التي منحها حزب الكونغرس وحزب براتيا راشتريا ساميثي في تيلانجانا، وسيوفر بدلاً من ذلك حصصًا للفئات المجدولة (المنبوذة) (SCs)، والقبائل المجدولة (STs)، والطبقات الخلفية الأخرى (OBCs).
وقال كبير وزراء ولاية أوتار براديش، يوجي أديتياناث، الخميس، متهماً الكونغرس: إنه يحمل نوايا للتقليل من قدرة الحصول على الحصص المخصصة للفئات المجدولة (SC) والقبائل المجدولة (ST) والطبقات الخلفية الأخرى (OBC) كما هو مضمون في الدستور.
جاءت تصريحاته بعدما قامت حكومة كارناتاكا بتضمين جميع القبائل والمجتمعات المسلمة في الولاية في قائمة الطبقات المتخلفة الأخرى (OBC).
وحرض أديتياناث يوجي، كبير الوزراء، الناس على أن يكونوا يقظين ضد مثل هذه الخطوات، بقوله: يحتاج الاستخدام الحكيم للحقوق الديمقراطية إلى إفشال المؤامرات التي يقوم بها الكونغرس وتحالف الهند إن كان الكونغرس يفكر في فرض «ضريبة الميراث» للاستيلاء بالقوة على ممتلكات الشعب العادي، ومن ثم إعطاؤها للمتسللين (المسلمين) من الدول المجاورة الذين ليس لهم أي صلة بالهند.
وأضاف قائلاً: أثناء حديثه مع وسائل الإعلام في لكناؤ، عندما سئل عن قضية حصة المسلمين، هذا أمر محزن للغاية وجزء من أجندة الكونغرس لدفع البلاد نحو الأسلمة والانقسام.
وسبق في تجمع انتخابي بولاية راجستان، قال رئيس الوزراء ناريندرا مودي: إنه عندما كان حزب الكونغرس في الحكومة، كانوا يقولون: إن المسلمين لديهم الحق الأول في موارد البلاد، وإذا عاد الحزب إلى السلطة، سيجمعون كل ثرواتكم ويوزعونها على أولئك الذين لديهم المزيد من الأطفال، وقال ذلك والحشد يصفق بحماس.
اتهم الحزب المعارض مودي باستخدام خطاب الكراهية بعدما وصف المسلمين بـ«المتسللين»، إحدى أكثر تصريحاته المثيرة للجدل حول الديانة الأقلية، بعد أيام من بدء البلاد الانتخابات العامة التي تستمر لعدة أسابيع.
يقول منتقدو رئيس الوزراء، الذي يعتنق القومية الهندوسية: إن تقليد الهند في التنوع والعلمانية تعرض للهجوم منذ فوز حزب بهاراتيا جاناتا في السلطة قبل عقد من الزمان، ويتهمون الحزب بتعزيز التعصب الديني وأحيانًا حتى العنف، ومن جانبه ينفي الحزب الاتهامات ويقول: إن سياسته تعود بالفائدة على جميع الهنود.
وأثارت التصريحات التي أدلى بها زعماء الحزب الحاكم في الحملة الانتخابية بعد المرحلتين الأولى والثانية من التصويت انتقادات شديدة بأنهم يروجون أفكار معادية للمسلمين، وقدم حزب الكونغرس شكوى الأسبوع الماضي إلى لجنة الانتخابات الهندية، متهمًا إياه بانتهاك القواعد التي تحظر على المرشحين مشاركة في أي نشاط يزيد من التوترات الدينية.
ويقول المراقبون: إن النسبة المنخفضة للمشاركة تجعل الكونغرس يأمل في الفوز، فتقليل نسبة المشاركة تفسر على أنها فوز للمعارضين، وبعد المرحلة الأولى والثانية من التصويت للانتخابات البرلمانية لعام 2024م جرت في 19- 26 أبريل، تم تسجيل انخفاض التصويت بنسبة حوالي 6% في الدوائر الانتخابية التي دخلت في عملية الاقتراع.
وهذا الذي أقلق الحزب الحاكم كثيراً وأرغمه على تبديل عناوين الخطابات في الحملات الانتخابية نحو المسلمين وعلاقة الأحزاب المعارضة بهم لكي يجذب أصوات الهندوس وأصوات الفئات متخلفة ودنيا (SC & ST) (OBC) لأن التحالف الذي يقوده رئيس الوزراء مودي «NDA» يسعى إلى الفوز بولاية ثالثة متتالية في طريقة.
بينما يتبنى التحالف المعارض نهجاً اقتصادياً في حملتهم الانتخابية، ويعدون بتوفير سعر مضمون للمزارعين وتوزيع نقدي للنساء في برنامجهم الانتخابي.