كتب ـ عادل العصفور:
كان خالد حمد صالح الجيران عضو مجلس إدارة جمعية الإصلاح الاجتماعي لسنوات عديدة – يرحمه الله- يتمتع بالكثير من الخصال الطيبة، وكانت طبيعته الهادئة الرزينة، وسمته الإيماني، وكرمه، وشهامته، من أبرز صفاته.
نشأته
ولد خالد حمد صالح الجيران في 26 جمادى الآخرة 1370هـ/ 4 أبريل 1951م بمنطقة شرق، وله سبع بنات وولدان.
الدراسة
درس الابتدائية في مدارس شرق، والتحق بمعهد المعلمين ثم أكمل دراسته في جامعة الكويت.
العمل والمناصب
بعد تخرجه في جامعة الكويت، عُيِّن مدرساً في مدرسة عمرو بن العاص بمنطقة الروضة، ثم ثانوية بيان في منطقة بيان، ثم عمل في وزارة الأوقاف، وتدرج بها حتى عُين مديراً لإدارة المساجد، ثم تقاعد والتحق في لجنة مدارس النجاة الخيرية، ثم انتخب عضواً في مجلس إدارة جمعية الإصلاح الاجتماعي في الكويت عام 1995م واستمر فيها حتى وفاته.
بره بوالدته
كان كثير البر بأمه، وكان يبالغ في توقيرها والاستماع إليها، وكان يبر صديقاتها، ويأتي بالأمور التي يحببنها، ويقضي وقتاً طويلاً معها، كان لا يسافر مكاناً قريباً ولا بعيداً إلا ويصحبها معه، حتى وإن كان مع أسرته، وكان دائماً يتتبع ما ترغب فيلبيه لها.
أبرز صفاته
كان له الكثير من الخصال الطيبة، وكانت طبيعته الهادئة الرزينة، وسمته الإيماني وما يتبعها من صفات هي الغالبة على صفاته، ومن هذه الصفات:
– الربانية: كان إذا صلى الفجر يمكث في المسجد يذكر الله تعالى ويقرأ القرآن حتى الشروق، وإذا صلى العصر يمكث في المسجد ويقرأ القرآن، ويستيقظ أغلب الليالي قبل الفجر، ويصلي ما كتب الله له حتى أذان الفجر، وكان لا يترك صيام الإثنين والخميس والأيام البيض.
– الكرم: اكتشف أهله بعد وفاته أنه كان له صدقات جارية لبعض خالاته، وقد اتصل الكثير من الناس بعد وفاته وأفصحوا عما كان يخفيه عن أهله وأقرب الناس إليه، وهو مساعدته ورعايته وكفالته لأعداد كبيرة من هؤلاء المحتاجين.
– حبه لمساعدة الآخرين: كان مولعاً بمساعدة الآخرين وقضاء حوائجهم، فما يطلبه أحد شيئاً إلا قضاه له(1).
من أقواله
أخي الحبيب، كن أقوى من المعوقات تتجاوزها، ولا تكن أضعف منها فتسقطك، واحذر العثرات وانهض بعد الكبوات، فإن أمد المفارقة إن زاد وطال صعب على النفوس الرجوع، ولك في قلبي مكانة ومحبة ومعزة خاصة لن تتأثر(2).
وفاته
وفي يوم وفاته صلى الظهر في المسجد، وإذا بشاب يخبره برؤيا يظهر فيها –خالد الجيران– وهو معمم بعمامة خضراء مكتوب عليها «الله أكبر»، وهو على تل أخضر وأمامه سهل يعج بالحياة والجمال، فتبسم مستبشراً مما سمع وذهب مع أهله إلى الشاليه وصلى العصر ثم تناول الغداء وطلب من الجميع مشاركته في السباحة، وجاء قدر الله فغرق وتوفي شهيداً إن شاء الله كما جاء في الحديث: عنْ أبي هُرَيْرةَ، قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّه ﷺ: «الشُّهَدَاءُ خَمسَةٌ: المَطعُونُ، وَالمبْطُونُ، والغَرِيقُ، وَصَاحبُ الهَدْم وَالشَّهيدُ في سبيل اللَّه» (متفقٌ عليهِ).
توفي في 5 رجب 1430هـ/ 28 يونيو 2009م.
_______________________________
(1) منقول من كتاب «الوفاء الصراح لتراجم رجال الإصلاح»، المجموعة الأولى.
(2) من كتاب «الدر والجمان»، للمؤلف د. خالد مال الله.