يعد بدر خلف خالد المسفر في ميزان الشباب من الذين ينطبق عليهم قول الرسول صلى الله عليه وسلم عن السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: «.. وشاب نشأ في عبادة ربه»، نحسبه كذلك والله حسيبه؛ حيث عرف عنه صلاحه وحرصه على العبادة، ومن أهم الدلائل على ذلك أن الله تعالى ختم له بالخير حيث مات وهو في الصلاة.
الميلاد والنشأة
ولد بدر المسفر في منطقة الرميثية، في 15 رمضان 1398هـ/ 20 أغسطس 1978م، ثم انتقلت الأسرة إلى منطقة صباح السالم عام 1997م، وكان ترتيبه قبل الأخيـر بين إخوته الأربعة.
تلقى تعليمه في المرحلة المتوسطة بمدرسة النجاة، والمرحلة الثانوية في ثانوية فلسطين بمنطقة الرميثية، أما المرحلة الجامعية فكانت في كلية التربية الأساسية تخصص تربية بدنية.
صفاته
تميز بعدد من الصفات التي عرفه بها كل من اقترب منه وتعامل معه، ومنها:
– الهدوء:
كان هادئ السمت يعمل في صمت، ويكظم غيظه، ولا يحب الصخب والصياح، وإن صدر منه شيء من ذلك يتراجع بسرعة ويعتذر.
– الحرص على الصلاة:
عرف عنه حرصه على الصلاة، وكان قلبه معلقاً بالمساجد، والدليل على ذلك أنه كان إذا خشي أن تفوته صلاة العصر ينام خارج غرفته بعيداً عن فراشه في مكان يسمع منه ضجيج المنزل طالباً ممن في المنزل إيقاظه للصلاة.
– حبه للدعوة:
كان محباً للدعوة والأخذ بيد من حوله إلى طريق الله رب العالمين؛ فكان يجمع شباب الحي (الفريج) فـي سيارة والده ويذهـب بـهـم إلى المسجد وشاطئ الخليج ويعلمهم أمور دينهم ويحثهم ويحببهم في الصلاة وقراءة القرآن.
وكان حريصاً على متابعة إخوانه يتفقدهم في الصلوات ويحثهم على الطاعات.
كان حريصاً على العبادة والدعوة في أصعب اللحظات حتى ختم الله حياته بالخير وهو يصلي
ومن المواقف الدالة على حبه للدعوة في أصعب المواقف وقت مرضه وعلاجـه فـي لنـدن عام 2000م؛ حيث كان المصحف (طبعة المدينة المنورة ذات اللون الأزرق المتوسط الحجم)، معه في كل مكان، في المستشفى، وفي السكن، وعندما أذن له الطبيب بقضاء الوقت مع أسرته في حديقة «رجنت بارك» كل يـوم، ودائماً كان يشجع بعض رفقائه على حفظ بعض السور من القرآن الكريم مقابل الحوافز والمكافآت.
فرغم الظرف الذي كان فيه ظل الجانب التربوي لصيقاً به لا يفارقه، فتجده في أوقات فراغه ورحلاته العائلية عندما ينشغل البعض بمشاهدة التلفاز كان يشغل نفسه بالقراءة أو مطالعة المصحف أو يقرأ كتاباً تربوياً أو دينياً وبعضاً من كتب التاريخ، كانت هذه هي اهتماماته.
حسن الخاتمة
فـي آخـر فـصـل دراسي بالتطبيقي، أصابـه مـرض السرطان، فذهـب للعلاج بلندن ومكث فيها قرابة عام وعاد إلى الكويت بعد شفائه من المرض، وكان تأثير الكيماوي على قلبه كبيراً.
وفي يوم الأربعاء 12 رجب 1425هـ/ 28 أغسطس 2004م، قام بتوصيل شقيقه إلى المطار، ثم ذهب إلى مسجد الهدهود العوضي بصباح السالم لأداء صلاة العصر مـع والـده، وفي صفوف المصلين عند الركعة الأولى سقط وفاضت روحه إلى بارئهـا، مـات وهـو يصلي؛ فقد كانت قرة عينه في الصلاة.