من أهم الأعمال التي يجب على المسلم القيام بها طوال حياته أن يحسن الاستعداد ليوم الحساب، وهذا يحدث عبر حسن التخطيط للعبادة، والحرص على اغتنام مواسم الطاعات على النحو الأمثل، ومن ذلك التخطيط الجيد لعبادة الله مع بداية عام هجري جديد سوف تمتلئ صحيفة أعماله لتشهد على المرء بما قام به، ومن هذا المنطلق وجب على المسلم أن يقوم بعدة أعمال تعينه على الوصول لهدفه المنشود مع بداية العام الهجري الجديد، ومنها:
1- النية:
من أهم ما يعتني به العبد قبل الشروع في أي عمل كان هو إخلاص نيته لله عز وجل، فالأجر معقود بالنيات، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الأعْمَالُ بالنِّيَّةِ، ولِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى»، فإن انتوى العبد بأعماله العادية -كالأكل والنوم وغيرهما- التقرب إلى الله تعالى، فقد كُتب له الأجر، لذا فالنية قد تورث العبد من يومه وعاداته البسيطة جبالًا من الحسنات.
2- العزم:
أما العزم فيحتاج العبد إليه ليبادر إلى سلوك طريق الحق والثبات عليه سواء في النية فيه أو فعل أعماله، فكما ورد في قول النبي صلى الله عليه وسلم: «اللَّهمَّ إني أعوذُ بِكَ من وعثاءِ السَّفرِ وَكآبةِ المنقَلَبِ ومنَ الحوْرِ بعدَ الْكورِ»، فمن الهدي النبوي الاستعاذة بالله من الردة عن الحق بعد لزومه والضلال بعد الهداية.
3- العلم:
رغم عظم مكانة العلم، وأنه يأتي قبل العمل كما قال الله تعالى: (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ) (محمد: 19)، فإن الكثير يهملونه، مع أن علم المرء بقيمة الأشياء هو ما يجعله قادراً على تحديد أولوياته منها، ومن ثم وضع أهدافه بوضوح شديد.
4- العظة:
المبصر بالغايات العظمي للخلق هو من يعتبر من مرور الوقت، ويخشى أن تمضي لحظة لا يُكتب له فيها حسنة، فضلاً عن أن يضيعها في السيئات، فأي خسارة أشد من الغفلة عن مرور الوقت واقتراب الأجل، والنفس لا تُبالى بمرور الزمن!
5- المثابرة:
ربما يُثبط المرء فشل خططه السابقة، ولكن ينبغي له أن يستعين بالله ويثابر، فإن الله كريم لا يمل حتى يمل العباد، ففي الحديث القدسي قوله تعالى: «.. وإنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ بشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ ذِراعًا، وإنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ ذِراعًا تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ باعًا، وإنْ أتانِي يَمْشِي أتَيْتُهُ هَرْوَلَةً»، فلا ينبغي أن يمل المسلم من المثابرة حتى يوفقه الله سبحانه إلى مراضيه.
6- وضع الخطة:
هذه المرحلة نتاج لما قبلها، فإذا انتهى المسلم من الخطوات السابقة فعليه أن يجلس في هدوء ويكتب كل أهدافه وما سيسعى لتنميته في نفسه أو تحقيقه في سائر المجالات، ثم ينقح تلك الأهداف ويتأكد من ترتيبها وفقًا لأولوياتها لديه، ثم يضع خطة للتنفيذ.
ويجب التأكد من وضع خطة مناسبة لطبيعة النفس، فلا تكون فوق طاقته، فيصبح تنفيذها شاقًا عليه فيتركها، ولكن يجعل مبدأه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما سُئل: أيُّ العملِ أحبُّ إلى الله؟ فقال: «أدومه وإن قل»، فأن يداوم العبد على القليل خير من أن يبدأ ولا يثبت؛ ثم يُحبط ويترك المحاولة.