عندما نظمت دولة قطر الشقيقة «كأس العالم 2022» خرجت علينا أصوات وقتها بالسماح لمنتكسي الفطرة الإنسانية بالدخول إلى قطر ورفع علمهم في المونديال، ولكن بفضل الله تعالى أولاً، ثم الوقفة الصلبة لسمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، حفظه الله، والشعب القطري الذين وقفوا وقفة رجل واحد ضد هذا الانتكاس الأرعن، وقد أبهرت قطر العالم بأسره بالتنظيم المذهل والمتميز وغير المسبوق حقيقة.
ثم خرجت علينا فرنسا بأعظم حدث رياضي في العالم؛ وهو «أولمبياد باريس 2024» بتنظيم انحدر من السيئ إلى الأسوأ في تاريخ المناسبات الرياضية، بل إنهم وبكل وقاحة تحدوا العالم أجمع بالافتتاح الذي مثَّل سيدنا عيسى عليه السلام براعي ما يسمى بالمثلية وعَلَمهم! وسط صمت مطبق من اللجنة الأولمبية الدولية، بل وصمت بابا الفاتيكان؛ ونحن كمسلمين، في الحقيقة، لا نستغرب فعلهم هذا، وإنما نستغرب من عدم استنكار الدول والمنظمات الإسلامية، وأقله تقديم احتجاج رسمي والانسحاب من هذا الأولمبياد، فعيسى عليه السلام نبي الله ورسوله، بل من أولي العزم من الرسل، ولا نرضى أن يمثَّل بهذه الطريقة المهينة.
لا أرى تفسيراً لهذه التصرفات إلا رسالة إلى الجيل المسلم الصاعد بقبول هذه الاستفزازات، وكذلك تريد فرنسا ومن يقوم بهذه الأعمال بأنهم موجودون وهم الأقوى؛ (وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ) (النمل: 54).
إن حماية أجيالنا من هذه الأفعال المشينة توجب علينا الدعوة لاجتماع عاجل للجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي لاستنكار هذا الفعل الشنيع، وسحب كل الفرق العربية والإسلامية من هذا الأولمبياد المسخ؛ (وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ) (هود: 113)، فهؤلاء ظلموا أنفسهم وظلموا أنبياء الله تعالى وظلموا البشرية جمعاء.
ومحلياً أدعو اتحاد الجمعيات التعاونية رداً على هذه الإساءة إلى مقاطعة البضائع الفرنسية والاعتماد على المنتجات العربية البديلة؛ غضبة لله ورسوله سيدنا عيسى ابن مريم عليه السلام.