يعيش السودان اليوم بسبب الحرب الداخلية التي أشعلتها مليشيا «الدعم السريع» صراعاً شديد الخطورة على كيان الدولة، ويكاد يعصف بها تماماً.
ولا يخفى على أحد الأصابع الخفية التي تؤجج الصراع، سواء كانت صهيونية أو دولية أو إقليمية، من أجل تنفيذ مشروع تمزيق وحدة السودان.
وزير الأمن الداخلي الصهيوني الأسبق آفي ديختر، في محاضرة ألقاها عام 2008م، يلخص الرؤية الإستراتيجية الصهيونية تجاه السودان بقوله: «إن إضعاف السودان واستنزاف طاقاته وقدرته يعتبر واجباً وضرورة من أجل تعظيم قوة «إسرائيل» وإعلاء منعتها في مواجهة الأعداء، وهو ما يحتم عليها استخدام الحديد والنار تارة، والدبلوماسية ووسائل الحرب الخفية تارة أخرى».
إنّ البعض يصور الأزمة السودانية وكأنها صراع بين قائدين عسكريين؛ عبدالفتاح البرهان، رئيس المجلس السيادي السوداني (القائم بعمل رئيس الدولة)، ومحمد حمدان دقلو (حميدتي)، قائد قوات «الدعم السريع» في السودان، والواقع أن الموضوع أكبر من ذلك بكثير، إنه مستقبل كيان الدولة السودانية، ومصير شعبها.
لذا، فإن المطلوب وبالأخص من الدول العربية أن تقف موقفاً مبدئياً واحداً؛ وهو الاصطفاف إلى جانب القوات المسلحة السودانية التي تمثل الشرعية، بتقديم المساعدات العسكرية الحاسمة، والدعم السياسي في المحافل الدولية، وإدانة تمرد مليشيا «الدعم السريع» وارتكابها جرائم ضد الإنسانية، والتواصل مع دول العالم والإقليم وحثها على حجب المساعدة والدعم عن هذه المليشيا.. فهل آن الأوان لكي تتحرك الدول العربية في هذا الاتجاه؟