«امسكوا بالنساء، انزعوا ملابسهن، واغتصبوهن»، كانت هذه العبارة جزءًا من الصرخات المروعة التي أطلقها الحشد المتطرف أثناء الهجوم على المجتمع في بهرائچ، صوفيا، إحدى الناجيات، تروي لنا قصة مروعة عن تجربة الرعب التي عاشتها.
جلست صوفيا خارج منزلها المدمر، حيث كانت تشارك ذكرياتها المرعبة عن تلك الليلة القاسية التي غمرتها العواصف من جميع الجهات، منزلها الذي كان يوماً ما ملاذاً آمناً، أصبح الآن مجرد أنقاض؛ «لم يتبق لي شيء، حتى ملابس ابنتي»، قالت بمرارة، وهي تتحدث إلى @FoejMedia، موضحة كيف قامت الحشود الغاضبة بتحطيم كل ما كان يخصها؛ الأثاث، والمجوهرات، والمروحة، والمكيف، جميعها تحولت إلى فوضى تحت أقدام المعتدين.
كانت أعمال العنف مروعة لدرجة أن ابنتها الصغيرة تعرضت لصدمة؛ ما جعلها تفقد الوعي؛ «شعرت أن ابنتي قد ماتت»، قالت صوفيا، وهي تتذكر تلك اللحظة المرعبة، لم يكن هناك فقط فقدان للممتلكات، بل كان هناك فقدان للأمان والاستقرار، شعورٌ بالتهديد يحيط بها من كل جانب.
महिलाओं को पकड़ो, उनके कपड़े उतारो और उनका बलात्कार करो”
— The Muslim (@TheMuslim786) October 22, 2024
बहराइच हिंसा
“महिलाओं को पकड़ो, उनके कपड़े उतारो और उनका बलात्कार करो,” सूफ़िया ने बताया कि चरमपंथी भीड़ ने उसे अपमानजनक गालियाँ दीं।
अपने तबाह हो चुके घर के बाहर एक खाट पर बैठी, वह भीड़ के उत्पात के अपने भयावह अनुभव… pic.twitter.com/9fFntNaKuB
أسباب سياسية ودينية متداخلة
تُعرف منطقة بهرائچ بتركيبتها السكانية المتنوعة، وبتاريخ طويل من التعايش بين مختلف الطوائف، وفقًا لتقارير إعلامية محلية، اندلعت الاضطرابات في 13 أكتوبر 2024م خلال مراسم غمر تمثال دورغا في منطقة مهاراج غنج، شهدت الاحتفالات عنفًا غير مسبوق أدى إلى مقتل الشاب رامجوبال ميشرا، وقد تحولت المشاجرة سريعًا إلى أعمال عنف منظمة، حيث هوجمت منازل وممتلكات تعود إلى أفراد من المجتمع المسلم؛ ما أدى إلى حرق العديد من البيوت وتشريد عشرات العائلات، ويأتي هذا التصعيد في وقت تشهد فيه الهند انتخابات فرعية حاسمة؛ مما دفع بعض الأحزاب إلى محاولة استقطاب الناخبين عبر إذكاء الانقسامات الطائفية.
إجراءات رسمية مشبوهة
في تصعيد غير مسبوق، قامت السلطات المحلية بهدم منازل عدد من المسلمين بدعوى مخالفة قوانين البناء، وأشارت مصادر محلية إلى أن هذه الإجراءات جاءت بشكل انتقائي واستهدفت أحياء المسلمين فقط؛ ما أثار اتهامات بالتمييز العرقي والديني، وقد أظهرت مقاطع فيديو تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي جرافات تقوم بهدم منازل ومساجد صغيرة تحت حراسة مشددة من قوات الشرطة، وسط غياب أي إنذار مسبق للسكان.
هذه الحملة تزامنت مع دعوات قادة سياسيين من الحزب الحاكم بهاراتيا جاناتا (BJP) لاتخاذ إجراءات صارمة ضد ما أسموه «المثيرين للشغب»، من جهتها، انتقدت المعارضة السياسية هذه الخطوات، ووصفتها بأنها جزء من حملة قمع تهدف إلى إسكات الأقليات الدينية وتعزيز الاستقطاب الطائفي قبيل الانتخابات.
العنف الممنهج ودور القوى الأمنية
أفاد شهود عيان بأن القوات الأمنية التي نُشرت في المنطقة لم تتدخل لوقف أعمال العنف في الوقت المناسب، بل وُجهت اتهامات لبعض أفراد الشرطة بالتواطؤ مع المهاجمين، وتحدثت منظمات حقوقية عن اعتداءات متكررة على المسلمين، بما في ذلك نهب ممتلكاتهم وتدمير مصادر رزقهم، وقد لجأ المتضررون إلى الهروب من منازلهم خوفًا على حياتهم، بينما تأخرت السلطات في تقديم المساعدة أو توفير مراكز إيواء للنازحين.
بحسب شهادات المشاركين في الشغب، أشار البعض إلى أنهم حصلوا على ضوء أخضر من الشرطة لمدة ساعتين لارتكاب أعمال التخريب، وأوضح أحدهم قائلًا: «لقد منحنا أفراد الشرطة الحرية لإحراق 6 وكالات تجارية، بالإضافة إلى إحراق السيارات والمحلات»، يعكس هذا التصريح خطورة الوضع، ويشير إلى انعدام المساءلة لدى الأجهزة الأمنية.
وعلى الرغم من الفوضى، أبدى بعض المشاغبين استياءهم من عدم تعاون بعض أفراد الشرطة من مركز هاردي، حيث تمت الإشارة إلى أنهم خذلوا المتظاهرين، هذا التناقض في تصرفات الشرطة يثير تساؤلات حول مدى التواطؤ في السماح للمشاغبين بتنفيذ اعتداءاتهم.
बहराइच हिंसा पर दैनिक भास्कर की इन्वेस्टिगेटिव रिपोर्ट👇
— Supriya Shrinate (@SupriyaShrinate) October 22, 2024
उपद्रवी बोले ‘2 घंटे पुलिसवाले हट गए थे. लोगों ने गद्दारी की नहीं तो महराजगंज खत्म हो जाता’
तो बहराइच में संयोग था या प्रयोग – फ़ैसला आप करें
और सोचिए कि ऐसे कितने चरस गाँजा पीते हुए बेरोज़गार उपद्रवी क्यों बन रहे हैं pic.twitter.com/6v3nMlo5xn
الانعكاسات الاجتماعية والاقتصادية
تمثل هذه الاضطرابات ضربة قاسية للمجتمع المحلي في بهرائچ، حيث يعاني السكان بالفعل من الفقر والبطالة، وبحسب تقرير نيتى آيوغ لعام 2023م، تصنف مديرية بهرائچ على أنها أفقر منطقة في ولاية أترابراديش، حيث يعيش أكثر من 55% من السكان تحت خط الفقر، وتعد الأقليات المسلمة الأكثر تضررًا من التهميش الاقتصادي والاجتماعي؛ ما يجعلهم عرضة بشكل أكبر للاستهداف في مثل هذه الأزمات.
تأتي أعمال الهدم والحرق لتزيد من معاناة السكان، حيث فقد العديد منهم منازلهم ومصادر دخلهم، بينما لم تقدم الحكومة أي تعويضات أو خطط إغاثة فعالة، ومع تصاعد التوترات، يخشى الكثيرون من تكرار أعمال العنف في مناطق أخرى، خاصة مع استمرار حالة الاستقطاب السياسي.
उत्तर प्रदेश: बहराइच में हिंदू आततायियों द्वारा की गई हिंसा से जुड़ा वीडियो आया सामने…
— Ali Sohrab (@007AliSohrab) October 23, 2024
हिंदू आततायियों पर टियर गैस नहीं चला पाए थे तत्कालीन सी.ओ रूपेश गौड़…
सिपाहियों से घबराई हुई आवाज में चिल्लाते नजर आए सी.ओ रूपेश गौड़…
निशाना लगाने के बाद भी हिंदू आततायियों पर नहीं चला पाए… pic.twitter.com/fC2XwnHph6
تحيز واضح
مع تصاعد العنف، قامت الشرطة باعتقال 88 شخصًا، جلهم من المسلمين، هذا التوجه يظهر بوضوح تحيزًا في التعامل مع الأزمة؛ ما يثير تساؤلات حول نزاهة إجراءات القانون، بينما كان واضحًا أن هناك أطرافًا متعددة متورطة في إشعال العنف، إلا أن التركيز على أفراد من المجتمع المسلم يعكس سوء استخدام السلطة والتمييز.
إدانة داخلية ودولية
أثارت هذه الأحداث ردود فعل غاضبة على الصعيدين الداخلي والدولي، نددت أحزاب المعارضة، بما في ذلك حزب المؤتمر وحزب ساماجوادي، بالعنف واتهمت الحكومة بتأجيج الكراهية لتحقيق مكاسب انتخابية، وطالبت هذه الأحزاب بإجراء تحقيق مستقل في الأحداث وتقديم المسؤولين عن أعمال الهدم والعنف إلى العدالة.
على الصعيد الدولي، أبدت منظمات حقوق الإنسان قلقها من تصاعد العنف الطائفي في الهند، ودعت بعض الهيئات الحقوقية إلى الضغط على الحكومة الهندية لوقف استهداف الأقليات وضمان العدالة والمساواة للجميع، كما أصدرت «هيومن رايتس ووتش» بيانًا دعت فيه إلى فتح تحقيق شفاف في الانتهاكات التي وقعت في بهرائچ، مشيرة إلى أن استهداف المسلمين يعكس اتجاهاً مقلقاً في السياسة الهندية الحالية.
هل من أمل؟
تطرح هذه الأحداث تساؤلات عميقة حول مستقبل التعايش بين الطوائف في بهرائچ وغيرها من مناطق الهند، لطالما اشتهرت المنطقة بتاريخ من التعددية الثقافية والتسامح، حيث عاش المسلمون والهندوس معًا لسنوات طويلة، لكن تصاعد الخطاب القومي المتطرف يهدد هذا الإرث ويضعف من روح الوحدة التي طالما تميزت بها هذه المنطقة.
مع تفاقم الأزمة، أصبح من الضروري أن تتخذ الحكومة إجراءات عاجلة لاستعادة الثقة بين الطوائف ومحاسبة المتورطين في أعمال العنف، كما ينبغي للمجتمع المدني والمؤسسات الدينية العمل على تعزيز الحوار والتفاهم بين مختلف الفئات، لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث في المستقبل.
الحاجة إلى العدالة والسلام
في ظل هذه الأجواء المتوترة، يبقى تحقيق العدالة والمساءلة السبيل الوحيد لاستعادة السلام في بهرائچ، يجب على الحكومة إظهار التزام حقيقي بحماية حقوق جميع المواطنين، بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية، كما يتعين على المجتمع بأسره الوقوف في وجه الطائفية وتبني قيم التسامح والتعايش التي طالما كانت مصدر قوة للهند وشعبها، إن استمرار هذا النهج من القمع والتمييز لن يؤدي إلا إلى مزيد من الانقسامات والاضطرابات؛ ما يهدد الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي في المنطقة.
يتعين على الجميع، سواء في الداخل أو الخارج، العمل من أجل تحقيق العدالة وضمان عدم استخدام الدين كأداة للفرقة والعنف.