لقد تعامل اتحاد الجمهوريات السوفييتية الاشتراكية مع الإسلام في هذه الجمهوريات بعنفٍ وتحد منذ أن بسط نفوذه على تلك الأراضي، فقد استولت الشرطة على جميع نسخ القرآن الكريم وأحرقتها في الفترة من عام 1929 إلى 1936م، وعاونهم في هذا الأمر العديد من الجمعيات الإلحادية بالدعاية المضادة ضد الإسلام حينذاك.
واستخدمت الحكومة السوفييتية جميع وسائل الإعلام لصالح تحقيق هدفها؛ وهو محاربة الإسلام والمنتسبين إليه، فعلى سبيل المثال؛ في عام 1962م ألقيت 23 ألف محاضرة في جمهورية أوزبكستان ضد الدين، واستخدمت دور السينما والإذاعات لمحاربة الدين وتشويه صورة المسلمين الذين يذهبون للمساجد أو يصومون رمضان أو يحتفلون بالأعياد الإسلامية.
ولهذه الغاية، أسس الشيوعيون اتحاد الملحدين منذ عام 1923م، ومنعوا الحجاج من الذهاب إلى بيت الله الحرام، مع الأخذ في الاعتبار أنه قبل استيلاء السوفييت على الأراضي الإسلامية كان عدد الحجاج المسلمين في هذه المناطق يبلغ سنويًا نحو 35 ألف حاج، ولكن مع هذه الحملات الشرسة التي استهدفت الإسلام لسنوات تراوح عددهم في حكم السوفييت بين 15 و20 حاجًا فقط في بعض السنوات! وفي سنوات كثيرة لم يصل أي من الحجاج السوفييت إلى بيت الله الحرام!
في ظل هذه الظروف الصعبة للغاية، كان المسلمون يؤدون شعائر دينهم وسط موجات من الرعب الشديد، ولهذا لم يكن يظهر في هذه الفترة غير المسنين كرواد للمساجد؛ بسبب منع الصلاة والصوم والحج بحجة أن هذا يؤثر اقتصاديًا على المجتمع السوفييتي، وأمام هذا اضطر بعض رجال الدين في روسيا إلى إصدار فتاوى تنسجم مع أهداف السوفييت؛ لكي يستطيع المسلم من خلالها تأدية شعائره الدينية بشكل لا يؤثر على مستقبل الاقتصاد.
وعلى سبيل المثال، فقد أباحت هذه الفتاوى للمسلم أن الصلاة مرة واحدة في اليوم، وأن الصوم ليوم واحد فقط في شهر رمضان كله! وقد أصدرت السلطات السوفييتية أمرًا بمنع ذبح الأضاحي حتى ولو كانت ملكًا خاصًا؛ بحجة الأضرار الاقتصادية التي ستحدث نتيجة ذبح هذا الكم الهائل من الأضاحي.