شهدت مصر العديد من الأحداث المهمة في عام 2014م، وسط استمرار يومي للحراك الثوري ضد الانقلاب العسكري، والعديد من الانتهاكات غير المسبوقة في مصر من جانب سلطة الانقلاب بحق المصريين، خاصة المعارضين لها والرافضين لحكم العسكر والثورة المضادة، ونرصد أبرز هذه
شهدت مصر العديد من الأحداث المهمة في عام 2014م، وسط استمرار يومي للحراك الثوري ضد الانقلاب العسكري، والعديد من الانتهاكات غير المسبوقة في مصر من جانب سلطة الانقلاب بحق المصريين، خاصة المعارضين لها والرافضين لحكم العسكر والثورة المضادة، ونرصد أبرز هذه الأحداث:
أولاً: استمرار الحراك الثوري:
جسدت محطات الحراك الثوري المناهض للانقلاب العسكري طوال عام 2014م، علامات بارزة، انطلقت بتوحيد ثوري في محطة يناير 2014م، واستمرت في تصعيد ثوري رصده المراقبون في محطتي 3 يوليو و14 أغسطس، وبختام العام فإن مصر قد شهدت 365 يوماً من الفاعليات الثورية لم تتوقف في مكان في مصر، وسط دعوات جديدة من ثوار يناير إلى الاصطفاف في الذكرى الرابعة للثورة في 25 يناير المقبل تحت شعار “الشعب يريد إسقاط النظام: عسكر قضاء إعلام”، في بداية عام وصفه التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب، قائد الحراك الثوري في مصر، بأنه عام “ثوري” و”مصيري”.
ثانياً: معركة “اللجان الخاوية”:
“اللجان الخاوية”.. مصطلح ظهر إعلامياً مقترناً بـ”الانتخابات الرئاسية” لسلطة الانقلاب، التي أجريت بالداخل والخارج في الفترة من 15 – 28 مايو، بين الجنرال “عبدالفتاح السيسي”، قائد الانقلاب العسكري، و”حمدين صباحي”، رئيس التيار الشعبي الداعم للانقلاب، وجاءت هذه “الانتخابات” بعد 11 شهراً من الانقلاب، ودعا التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب لمقاطعتها لعدم شرعية الإجراءات أو الانقلاب، وانضم له بأسباب أخرى حزب مصر القوية برئاسة د. عبدالمنعم أبو الفتوح، وحركة 6 أبريل، وأكد المراقبون ضعف الإقبال أيام التصويت، وأعلن التحالف الوطني سقوط خارطة الطريق ونجاح معركة “اللجان الخاوية”، والمقاطعة الثورية لما أسماه المسرحية الهزلية.
وجاءت تقارير صحفية وتلفزيونية توضح ضعف إقبال الجماهير خلال الأيام الثلاثة للانتخابات، فتحدثت “نيويورك تايمز” أن الإقبال مخيب لأمال أنصار “السيسي” في منحه شرعية جديدة، أما صحيفة “التليجراف” البريطانية، فقد ورد في تقرير لها أن تمديد التصويت بالانتخابات جاء بعد أن “أحرج” انخفاض نسبة المشاركة أنصار “السيسي”، وأن ما شهدته اللجان كان أقل من التوقع، والذي يعكس – وفق تقرير الصحيفة – نجاح المقاطعة التي دعت إليها جماعة الإخوان والقوى السياسية، كما أشارت إلى أن غياب الشباب ملحوظ بشكل كبير.
ثالثاً: إصدار تقرير “هيومان رايتس ووتش” حول محرقتي رابعة والنهضة:
شهد عام 2014م أبرز المحطات الحقوقية، بإصدار منظمة “هيومان رايتس ووتش” الحقوقية تقريرها حول محرقتي رابعة العدوية والنهضة، في 12 أغسطس 2014م، وقالت المنظمة في التقرير الذي استند إلى تحقيق استمر عاماً كاملاً: إن وقائع القتل الممنهج وواسع النطاق بأيدي قوات الشرطة والجيش المصريين في يوليو وأغسطس من عام 2013م ترقى على الأرجح إلى مصاف الجرائم ضد الإنسانية.
رابعاً: المصالحة القطرية المصرية وإغلاق قناة “الجزيرة مباشر مصر”:
شهد الشهر الأخير من العام وبالتحديد في 22 ديسمبر 2014م بدء إسدال الستار على الحرب الباردة التي شنها الانقلاب العسكري في مصر على دولة قطر، بمصالحة قطرية مصرية تحت رعاية المملكة العربية السعودية، أسفرت عن إغلاق قناة “الجزيرة مباشر مصر”.
خامساً: تسريب مكتب السيسي:
شهد شهر ديسمبر تسريباً من مكتب قائد الانقلاب العسكري “عبدالفتاح السيسي”، وصفه المراقبون، بأنه الأخطر منذ الانقلاب، والذي وثق جريمة تزوير يشارك فيها قضاة وعسكريون لتقنين جريمة خطف الرئيس الشرعي المنتخب للبلاد “د. محمد مرسي”، وربط كثيرون بينه وبين إقالة اللواء محمد التهامي، رئيس جهاز المخابرات العامة، قبل أيام.
سادساً: أول قرار إعدام لامرأة معارضة:
عاشت المرأة المصرية أجواء غير إيجابية دفعت حركات نسائية ثورية ومنها “نساء ضد الانقلاب”، و”التحالف الثوري لنساء مصر” للتأكيد على أن مصر باتت غير آمنة على النساء، إلا أن شهر نوفمبر 2014م شهد أول قرار من نوعه بإعدام امرأة معارضة في التاريخ المصري الحديث، وذلك بحق السيدة “سامية شنن” إحدى معارضات الانقلاب، فضلاً عن أن العام ذاته شهد العديد من أحكام الإعدام الجماعية، بدأت بالمنيا والتي طالت 600 مصرياً بعد 4 جلسات في سابقة مدهشة في تاريخ القضاء الطبيعي في العالم، بحسب وصف مراقبين.