نيبال دولة صغيرة وثنية وحيدة من نوعها في العالم، وهي ذات الأديان المختلفة تقع في شرق آسيا بين البلدين الكبيرين الهند والصين، تحيطها الهند من ثلاث جهات شرقاً وغرباً وجنوباً، وأما الشمال فتحدها الصين، فهي كالمسطرة أو اللبنة في الشكل ليست مستديرة من جهاتها الأربع، بل هي أكبر طولاً بالنسبة للعرض مع الحدود على الهند من الجهة الشمالية.
أرض نيبال جبلية وعرة تتألف من سلاسل عالية من الجبال التي تمتد من الشرق والغرب، وتضم أعلى قمة جبلية في العالم وهي قمة “إفريست”، كما تضم سلاسل جبلية وودياناً داخلية تسيل خلالها الأنهار العديدة وعاصمتها هي مدينة كتمندو.
المساحة: 54 ألف ميل مربع.
السكان: 30 مليون نسمة من بينهم المسلمون حوالي مليون. نسبة المسلمين 10%، وذلك حسب الإحصائيات لدى المسلمين، أما الإحصائيات الحكومية فتشير إلى أن عدد المسلمين 4.4%، يسكن 60% من هؤلاء في الأودية الجبلية و40% منهم في السهول ويتحدثون من اللغات الهندية العديدة، أما المسلمون فهم يتحدثون اللغة الأردية والتي تعتبر عنهم لغة التعليم في المساجد والمدارس الدينية، إلا أن اللغة النيبالية هي اللغة الرسمية في البلاد فضلاً عن استخدام اللغة الإنجليزية في مؤسسات الدولة.
الديانات الموجودة في نيبال:
الهندوسية: هي الديانة الأولى الأرضية السائدة وكانت لها السيادة والرسمية في النظام الملكي قبل الديمقراطية، فقامت بإلغائها رسمياً وأعطت لكل شخص حرية التدين بما شاء، والهندوس نسبتهم 78% في البلاد.
البوذية: هي الديانة الأرضية جاء بها بوذا وتاريخها قديم، وهي الآن تتبع الهندوسية في كثير من عاداتها وعبادتها، ونسبتهم 12%.
الإسلام: هي الديانة الثالثة في نيبال وتصل نسبتهم إلى 10%، والمسلمون منتشرون في كافة أنحاء البلاد ولهم المراكز الدعوية والمدارس الإسلامية والمساجد المنتشرة بأعداد كبيرة، وهي الديانة الثانية التي يزداد عدد معتنقيها يوماً بعد يوم.
تاريخ دخول الإسلام نيبال
لا يمكن تحديد تاريخ دخول الإسلام في هذه البلاد، ولكن بعد البحث والتتبع لبعض الأحداث التاريخية ندرك أن الإسلام دخل المنطقة مع دخوله في شمال الهند في القرن الخامس الهجري عن طريق التجار العرب من المسلمين.
أحوال المسلمين:
يعيش المسلمون هناك وسط أغلبية هندوسية وأقلية بوذية، ولا يستطيعون ممارسة حقوقهم وأحوالهم الشخصية حسب الشريعة الإسلامية لعدم وجود قانون للأحوال الشخصية للمسلمين، إلا أنهم أحرار في أداء واجباتهم وأعمالهم الدينية كالصلاة والزكاة والصوم والأضحية والزواج وغير ذلك من إقامة الاجتماعات الدينية وبناء المدارس والمراكز الإسلامية وعمارة المساجد، ولكن لا توجد أي مراعاة دينية للمسلمين في نيبال إلا إجازة العيدين.
وفي جانب آخر، قد سيطرت على هذه البلاد الأديان الباطلة الهدامة من الهندوسية والبوذية والنصرانية، وأهلها يسعون ليلاً ونهاراً لنشر أفكارهم الباطلة وآرائهم الزائفة بكل الوسائل الممكنة لتضليل المسلمين وإخراجهم عن دينهم، وذلك بإقامة شبكات من المدارس والمستوصفات التبشيرية وصرف المعونات المالية للفقراء، والجماعات المسلمة عاجزة تماماً عن مقاومة هذه النشاطات الهدامة المتعددة، ومواجهة تلك التيارات الضالة والدعوات المارقة من الدين، وذلك لفقرهم وجهلهم وقلة إمكاناتهم، رغم إيمانهم العميق وحماستهم الشديدة لدينهم وعقيدتهم، أما الدول العربية والإسلامية فإنها لا تهتم بهذا الجانب إلا من وفقه الله، وليس سبب ذلك إلا عدم الاطلاع على الوضع الراهن الصحيح لهذا البلد وقلة الاهتمام بالأقلية المسلمة التي تعيش فيه.
الحالة الاقتصادية: أما حالتهم الاقتصادية فهم متأخرون جداً في هذه الناحية، فليس لهم نصيب في التجارة ولا في الصناعة، معظمهم عمال وأصحاب قطع أراضٍ صغيرة يعيشون عليها بالحراسة والزراعة.
الحالة السياسية: أما حالتهم السياسية فليس لهم نفوذ في الدوائر الحكومية الرسمية إلا بالاسم فقط، وهذا ليس بغريب في دولة يعيش فيها المسلمون أقلية.
الحالة التعليمية: أما حالتهم التعليمية فهم متخلفون في هذا المجال أيضاً كتخلفهم في مجالات أخرى؛ حيث تنتشر نسبة الأمية بين المسلمين بصورة أعلى بحوالي 19% من نسبة الأمية العامة في نيبال.
المدارس الدينية
بما أن التعليم سبب رئيس وعامل قوي للتقدم والنجاح في مجالات الحياة، قام المسلمون النيباليون بإنشاء المدارس والمعاهد ومراكز التحفيظ في كل مكان يعيش فيه المسلمون؛ حتى يتمكنوا من تعليم وتربية أبناء المسلمين وبناتهم على منهج الكتاب والسُّنة، وذلك للحفاظ على عقيدتهم وشريعتهم وتأهيل الجيل الناشئ للقيادة الصالحة والخدمات الإنسانية.
تعتبر جامعة الإصلاح الإسلامية نيبال – التي أسسها بعض العلماء الأفاضل والشخصيات الإسلامية البارزة المتحمسين للدعوة والإصلاح منهم الشيخ نور محمد رحمه الله – من أكبر المدارس الإسلامية في قائمة المدارس الدينية المهمة في نيبال، وإنها ليست مدرسة تعليمية فقط، بل هي مركز الدعوة والإصلاح، ولها دور بارز في تخريج العلماء والدعاة وقمع البدع والخرافات وتنوير المجتمع بنور العلم والثقافة الإسلامية.
بعض المدارس المهمة في نيبال:
– دار العلوم نور الإسلام جلفافور.
– جامعة سراج العلوم جندا نغر.
– جامعة إسلامية بوخراها.
– جامعة ضياء العلوم نورفور.
– دار العلوم هداية الإسلام إنروا.
– مدرسة الحرمين كتمندو.
– جامعة إسلامية برات نغر.
الجماعات والمراكز الإسلامية
من واجبات المسلمين حيثما كانوا الاهتمام بتزكية نفوسهم وإصلاح أعمالهم وبذل جهودهم في إعلاء كلمة الله تعالى وتبليغ رسالة الإسلام الخالدة، فلا بد للقيام بمثل هذا العمل الجليل أن تكون هناك منظمات إسلامية تجمع المسلمين تحت لوائها ويقومون بواجباتها الدينية والدعوية والتعليمية والاجتماعية بصورة اجتماعية.
“إسلامي سنغ نيبال” (أي المنظمة الإسلامية نيبال) خير مثال من بين هذه الجماعات الإسلامية في دولة نيبال التي تؤدي دورها الرائد تحت إمارة الشيخ خورشيد العالم الإصلاحي، ونشاطات هذه الجماعة ممتدة على مستوى البلاد وفي عدة جهات، بما فيها نشر التعليم والدعوة إلى الله وعقد المؤتمرات والدورات التربوية للأئمة والدعاة وأعضاء المنظمة، وتقديم الخدمات الإنسانية.
والجدير بالذكر أن المنظمة قد قامت بترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة النيبالية، بالإضافة إلى ترجمة الكتب الدينية الأخرى، وتهتم بإصدار مجلتين – مجلة دورية بالأردية تسمى “ببيغام” (الرسالة)، ومجلة شهرية باللغة النيبالية تسمى “بمدهر سنديش” (الرسالة الحلوة)، كما أنها تهتم بإلقاء الدروس والمحاضرات على التلفاز الوطني، وهذه هي الجهود المثمرة، ولله الحمد تساند المنظمة في أداء واجباتها بشكل أفضل، والمنظمة أنشأت كثيراً من الجمعيات والمؤسسات التابعة تحت ظلها وإشرافها.
وهناك جمعيات وجماعات دينية أخرى في كافة أنحاء البلاد، ولها جهود مباركة في خدمة الدين ورفع مستوى المسلمين دينياً وتعليمياً وثقافياً.
أبرز الجمعيات الدينية، هي:
– جمعية حراء التعليمية نيبال.
– لجنة المساجد نيبال.
– جمعية الخدمات الصحية والإغاثية.
– أكاديمية التنمية البشرية نيبال، لجنة الطلاب التعليمية نيبال، جمعية أهل الحديث نيبال.
– جمعية العلماء نيبال، مركز الدعوة والإصلاح نيبال، جمعية الملة التعليمية والتربوية نيبال.
– جمعية شباب الإسلام نيبال، جمعية السُّنة الخيرية نيبال، جمعية السلام الخيرية نيبال.
ومن بين هذه الجمعيات الدينية “جمعية الإصلاح الخيرية” التي تعمل لصالح المسلمين، ولتحقيق أهدافها المنشودة، وتأمل أن تكون الجهود التي تبذلها الجمعيات التعليمية والدعوية والخيرية مستمرة وتأتي بالنتائج المفيدة والثمرات اليانعة إن شاء الله في مجال الدعوة والتعليم، إلا أن هذه الجمعيات والمدارس الدينية تستحق بحسن عناية المحسنين الكرام لتحقيق أهدافها ومشاريعها واستمرارية أعمالها الخيرية ونشاطاتها الطيبة
(*) رئيس جمعية الإصلاح الخيرية بنيبال.