أفادت دراسة كندية حديثة، بأن التفاعلات الكيميائية الحيوية التي تسبب مرض الزهايمر، تبدأ حينما يكون الجنين في رحم أمه، وبعد الولادة مباشرة، إذا لم يحصل الطفل على ما يكفي من فيتامين “أ”.
الدراسة أجراها باحثون بجامعة كولومبيا البريطانية في كندا، ونشروا نتائجها اليوم السبت، في دورية (Acta Neuropathologica) العلمية.
وأجرى فريق البحث تجاربه على فئران معدلة وراثيًا، ووجدوا أن نقص مستويات فيتامين “أ” التي يتلقاها الجنين خلال الحمل، قد يعزز إنتاج بروتين “أميلويد بيتا” في الدماغ.
ويعتبر “أميلويد بيتا” واحدًا من البروتينات الضارة المسؤولة عن حدوث حالة الخرف، عبر تشكيل لويحات لزجة لتدمير الخلايا العصبية؛ ما يؤدي إلى فقدان الذاكرة عند الكبر.
وقال الباحثون: إن عدم تناول كميات كافية من الفواكه والخضراوات أثناء الحمل من الممكن أن يؤدي إلى إصابة الأطفال بمرض الزهايمر، عندما يصلون إلى سن متقدمة.
وأضافوا أن دراستهم أثبتت أن نقص فيتامين “أ”، له تأثير سلبي كبير على نمو دماغ الرُّضع والأطفال، وله تأثير طويل الأمد قد يعجل بالإصابة بمرض الزهايمر في وقت لاحق من الحياة.
ولكشف تأثير ذلك على كبار السن، كشفت الدراسة أيضاً أدلة جديدة للعلاقة بين نقص فيتامين “أ” والخرف في السنوات اللاحقة في حياة البشر.
وقام الباحثون بفحص 330 شخصاً صينياً من كبار السن، ووجدوا أن 75% من المصابين كان لديهم نقص فيتامين “أ”، ما تسبب في ضعف الإدراك، مقارنة مع 47% من الذين لديهم مستويات طبيعية.
ونصح الباحثون النساء الحوامل على وجه الخصوص بتناول كميات من مكملات فيتامين “أ”، واتباع نظام غذائي متوازن، لوقاية أطفالهن من الزهايمر.
وتشمل قائمة الأطعمة الغنية بفيتامين “أ” على البطاطا الحلوة، الطماطم، السبانخ، الملفوف، الجزر، الخس، الجريب فروت، المانجو، البطيخ، المشمش، الكبد، منتجات الألبان، زيت السمك، والبيض.
وخلص تقرير أصدره معهد الطب النفسي بجامعة “كينجز كوليدج” في لندن، بالتعاون مع الاتحاد الدولي للزهايمر، في سبتمبر 2014م، إلى أن عدد الأشخاص الذين يعانون من الزهايمر ارتفع بنسبة 22% خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة ليصل إلى 44 مليونًا، وأن العدد سيزداد 3 أضعاف بحلول عام 2050م ليصبح عدد المصابين بالمرض 135 مليوناً تقريباً في العالم، بينهم 16 مليوناً في أوروبا الغربية.