قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، اليوم السبت، إن “العديد من الدول والشركات المتعددة الجنسيات تسعى لاستغلال الثروات الباطنية للقارة الإفريقية”.
جاء ذلك في مقال للمتحدث الرئاسي بصحيفة “ديلي صباح” الانجليزية، بعنوان “سياسة تركيا المبنية على مبدأ الربح المتبادل في إفريقيا”.
المقال سلط الضوء على الزيارة الأخيرة التي أجراها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى كل من تنزانيا وموزمبيق ومدغشقر في الفترة من 22 إلى 25 يناير/ كانون الثاني الجاري.
وأضاف قالن، أن الاضطرابات السياسية والمشاكل الاقتصادية في إفريقيا تضر بالقارة السمراء كلها.
وأوضح أن زيارة أردوغان تأتي ضمن سياسة الانفتاح التركي على إفريقيا، والتي بدأت عام 2005، بهدف تعزيز وتعميق العلاقات مع دول القارة.
وأردف قائلا أن “هذه الزيارات هي انعكاس لرؤيتنا الاستراتيجية الرامية لتطوير علاقاتنا مع الدول الإفريقية، وفي هذا الاطار فإن عدد سفاراتنا في القارة حتى عام 2004 كان 12 سفارة فقط، إلا أن العدد ارتفع العام الماضي إلى 39”.
وبين قالن أن بلاده ساهمت في برامج المساعدات المختلفة في إفريقيا خلال عامي 2012 و2013 بمبلغ قدره حوالي 800 مليون دولار.
ولفت إلى أن وكالة التعاون والتنسيق التركية “تيكا” (حكومية) أقامت من خلال 16 مكتب تمثيلي لها في إفريقيا، مئات المشاريع في المنطقة، بينها حفر آبار وفتح عيادات طبية، وتدريب المزارعين وإحياء النسيج التاريخي.
وإلى جانب فعاليات (تيكا) في القارة السمراء تشارك العديد من الجمعيات التركية في تقديم المساعدات الإنسانية، فيما تقدم تركيا منحا دراسية لأكثر من 5 آلاف طالب إفريقي، بحسب متحدث الرئاسة التركية.
وأشار إلى أن حجم التجارة بين تركيا والدول الإفريقية خلال السنوات العشر الأخيرة كان أقل من 3 مليارات دولار، فيما يبلغ حاليا أكثر من 25 مليار دولار.
وذكر أن الخطوط الجوية التركية تسير رحلات إلى 40 محطة في أكثر من 30 دولة إفريقية.
وشدد على أن بلاده تتبع سياسة الربح المتبادل في علاقاتها مع إفريقيا كبديل للوصاية والاستعمار الذي عانت منهما الدول الإفريقية، التي تنظر بإيجابية لهذه السياسة وهذا ما بدى واضحا بازدياد الزيارات رفيعة المستوى بين الجانبين.
وقال المتحدث الرئاسي التركي إن “قراءة التاريخ الاستعماري المخزي لأوروبا في إفريقيا، تؤكد لنا مجددا ضرورة الوقوف بحزم في مواجهة الوصاية السياسية وحروب الوكالة والعبودية المعاصرة والاستعمار”.
وأكد على أن السياسة التي تتبعها أنقرة إزاء القارة السمراء مبنية على الشفافية والندية، وهدفها تعزيز مكامن القوة لدى الطرفين.
وأوضح أن “استفادة إفريقيا من إمكانياتها مرتبط بزوال العبودية المعاصرة والاستعمار والتبعية، وإتاحة الفرصة لتنمية الأفارقة لأنفسهم وحسب مقوماتهم الذاتية”.
وعرج قالن على نشاطات منظمة “غولن” الإرهابية في إفريقيا، وكشف أن بلاده طلبت من الدول الإفريقية حظر أنشطة المؤسسات التي لها علاقة بالمنظمة.
وأشار إلى أن عناصر المنظمة الإرهابية استقروا في العديد من الدول الإفريقية مستغلين سمعة وإمكانيات تركيا، وقد انكشفت حقيقتهم من خلال محاولة الانقلاب الفاشلة في 15 تموز/ يوليو الماضي.
وبين المسؤول التركي أن العديد من الدول الإفريقية باتت تعتبر المنظمة خطرا يهددها، وبدأت باتخاذ التدابير اللازمة ضدها.