الحمد لله ذي العظمة والجلال، دعا إلى الاجتهاد في جميع الأعمال، وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له الكبيرُ المتعَال، وأشهَدُ أنّ سيِّدَنا محمَّدًا عبدُ الله ورسولُه، الداعي إلى أحسن الأقوال والأفعال، صلِّ اللهم وسلِّم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم المآل.
أما بعد:
فيا أمة الإسلام أمة النبي صلى الله عليه وسلم تطالعنا غرة شعبان رسول رمضان وسفير شهر القرآن.
كان يجتهد فيه النبي صلى الله عليه وسلم ويخصه بأعمال دون غيره من الشهور، مما أثار انتباه الصحابة إلى ذلك وحتى لاحظ أسامة بن زيد على رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا فقال أُسَامَة بنِ زَيْدٍ – رَضِيَ اللهُ عَنْهُما – قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَمْ أَرَكَ تَصُومُ مِنْ شَهْرٍ مِنَ الشّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ؟ فقَالَ: ((ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَالُ إلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ)) [1].
وقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم سببين دافعين لصيامه هذا الشهر:
أنه شهر يغفل الناس عنه لوقوعه بين شهرين عظيمين رجب ورمضان فيهتم الناس بهما ويغفلان عنه، فرسول الله صلى الله عليه وسلم يشير إلى الغفلة في العبادة فما بالكم بغيرها من غفلات في العبادات والطاعات والأخلاق والمعاملات.
فالقرآن الكريم عرض في خمسة وثلاثين آية للغفلة محذرا لنا من الغفلة ﴿ واذكُرْ ربَّكَ في نفسِكَ تَضرُّعاً وخِيفةً ودُونَ الجَهرِ مِن القَولِ بالغُدُوِّ والآصالِ ولا تكُن مِن الغافِلين ﴾ [الأعراف: 205].
فالغفلة انشغال البال عن الخالق، فلو كل منا جعل الخالق في باله دائما فإنه لا يغفل عن مطلوباته في الغدو والآصال وفي كل وقت، سواء كان في الصلوات الخمس، أو كان يضرب الأرض في أي معنى من المعاني، ثم عقب الآية بالملائكة الذين يسبحون الليل والنهار لا يفترون، فإذا كان الملائكة والذين لم يرتكبوا أية معصية وليس لهم موجبات المعصية، ولا يأكلون ولا يتناسلون، وليس لهم شهوة بطن ولا شهوة فرج، لا يستكبرون ولا يغفلون فالأحرى ببني آدم عليم أن يتأسوا بهم، لأنهم هم الذين لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون لا يستكبرون عن عبادته، ويسبحونه، وله يسجدون، لذلك يقول الحق بعد ذلك: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ ﴾ [الأعراف: 206] [2].
وبين لنا القرآن عاقبة الغفلة ممثلة في آل فرعون فقال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ * فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ * وَقَالُوا مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِنْ آيَةٍ لِتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ * فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ * وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قَالُوا يَامُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ * فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلَى أَجَلٍ هُمْ بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنْكُثُونَ * فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ ﴾ [ الأعراف: 130: 136 ].
بل سجل لنا سبب الحرمان من الغفلة ﴿ سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الرُّشْدِ لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِينَ ﴾ [ الأعراف: 146].
وجاء التحذير حتى عن مصاحبة غافل القلب ﴿ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ﴾ [الكهف: 28].
فالمنفرد بالطاعة وقت الغفلة قد يدفع البلاء:
فعن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يَخْطُبُ قَائِمًا يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَجَاءَتْ عِيرٌ مِنَ الشَّامِ، فَانْفَتَلَ النَّاسُ إِلَيْهَا، حَتَّى لَمْ يَبْقَ إِلَّا اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا، فَأُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ الَّتِي فِي الْجُمُعَةِ: ﴿ وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا﴾ [الجمعة: 11] [3].
وفي عمدة القاري عن قَتَادَة قَالَ: ذكر لنا أَن نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَامَ يَوْم جُمُعَة فخطبهم، فَقيل: جَاءَت عير، فَجعلُوا يقومُونَ حَتَّى بقيت عِصَابَة مِنْهُم، فَقَالَ: كم أَنْتُم فعدوا أنفسهم فَإِذا اثْنَا عشر رجلا وَامْرَأَة، ثمَّ قَامَ الْجُمُعَة الثَّانِيَة فخطبهم ووعظهم فَقيل: جَاءَت عير، فَجعلُوا يقومُونَ حَتَّى بقيت مِنْهُم عِصَابَة، فَقيل لَهُم: كم أَنْتُم فعدوا أنفسهم فَإِذا اثْنَا عشر رجلا وَامْرَأَة. فَقَالَ: وَالَّذِي نفس مُحَمَّد بِيَدِهِ لَو اتبع آخركم أولكم لألهب الْوَادي عَلَيْكُم نَارا [4].
فالبلاء اندفع بمن لم يذهب من لم يغفل.
والعبادة وقت الغفلة تزداد فيها الحسنات:
فالأحاديث على ذلك كثيرة: منها حديث السوق، وقد رواه الحاكم في المستدرك عن عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ – رضي الله عنه – أَنَّ رَسُولَ اللهِ – صلى اللهُ عليه وسلَّم – قَالَ: “مَنْ قَالَ فِي السُّوقِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، يُحْيِي وَيُمِيتُ، وَهُوَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، كَتَبَ اللهُ لَهُ أَلْفَ أَلْفِ حَسَنَةٍ، وَمَحَا عَنْهُ أَلْفَ أَلْفِ سَيِّئَةٍ، وَرَفَعَ لَهُ أَلْفَ أَلْفِ دَرَجَةٍ، وَبَنَى لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ [5].
فهذا الأجر الكبير لذاكر الله في مكان غفلة الناس.
وأفضل الصلوات بعد الفرائض الصلاة في جوف الليل حين ينام الناس ففي حديث عمرو بن عبسة في الترمذي والنسائي قال عليه الصلاة والسلام: إِنَّ أَقْرَبَ مَا يَكُونُ الرَّبُّ – عزَّ وجل – مِنْ الْعَبْدِ جَوْفَ اللَّيْلِ الْآخِرَ، فَإِنْ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ مِمَّنْ يَذْكُرُ اللهَ – عزَّ وجل – فِي تِلْكَ السَّاعَةِ فَكُنْ [6].
فالنبي يوجه إلى عمارة أوقات الغفلة بالطاعة.
والسبب الثاني الذي ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم شهر ترفع فيه الأعمال.
“.. وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَال إِلى رَبِّ العَالمِينَ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عملي وَأَنَا صَائِمٌ”؛ ورفع الأعمال إلى رب العالمين على ثلاثة أنواع:- رفع يومي، ورفع أسبوعي، ورفع سنوي.
فالنوع الأول: الرفع اليومي:
أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَلاَئِكَةٌ بِاللَّيْلِ وَمَلاَئِكَةٌ بِالنَّهَارِ، وَيَجْتَمِعُونَ فِي صَلاَةِ الفَجْرِ وَصَلاَةِ العَصْرِ، ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ، فَيَسْأَلُهُمْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ: كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي؟ فَيَقُولُونَ: تَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ، وَأَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ” [7].
الرفع الأسبوعي:
ترفع الأعمال إلى الله كل يوم اثنين وخميس من كل أسبوع؛ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “تُعْرَضُ أَعْمَالُ النَّاسِ فِي كُلِّ جُمُعَةٍ مَرَّتَيْنِ، يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ، فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ، إِلَّا عَبْدًا بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ، فَيُقَالُ: اتْرُكُوا، أَوِ ارْكُوا، هَذَيْنِ حَتَّى يَفِيئَا”[8].
وهذا بمثابة التقرير الأسبوعي عنك يا ابن آدم.
وكان إبراهيم النخعي يبكى على امرأته يوم الخميس وتبكي إليه، ويقول: اليوم تُعْرَض أعمالنا على الله عز وجل.
وأما الرفع السنوي هو الحساب الختامي لأعمالك.
أُسَامَة بنِ زَيْدٍ – رَضِيَ اللهُ عَنْهُما – قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَمْ أَرَكَ تَصُومُ مِنْ شَهْرٍ مِنَ الشّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ؟ فقَالَ: ((ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَالُ إلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ))[9].
فشعبان الحساب الختامي لأعمال العام، فلو أن إنسانا قيل له: تقريرك السنوي سيرفع ماذا تحب أن تكتب فيه؟
كل منا هو الذي يكتب تقريره ﴿ وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ ﴾ [ الانفطار: 10-12].
فما الواجب علينا؟
هو ما نعرفه بعد جلسة الاستراحة إن شاء الله تعالى.
الخطبة الثانية
حمد لله وكفي وصلاة وسلاما على الحبيب المصطفى ومن سار علي نهجه واقتفي أما بعد،،،
فيأيها الإخوة ويأيتها الأخوات إن شهر شعبان مقدمة لرمضان وسفير شهر القرآن فالإنسان عندما يقبل على أمر مهم ويستقبل ضيفا مثلا يستعد ويتهيأ له فيجب علينا في خطوات سريعة:
البعد عن أسباب الغفلة:
عن ابْنِ عَبَّاسٍ – رضي الله عنهما – قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: “مَنْ سَكَنَ الْبَادِيَةَ جَفَا، وَمَنْ اتَّبَعَ الصَّيْدَ غَفَلَ، وَمَنْ أَتَى أَبْوَابَ السُّلْطَانَ افْتُتِنَ [10].
قال العلامة المناوي: أي من شغل الصيد قلبه و ألهاه صارت فيه غفلة [11].
فعلينا البعد عما يؤدي لغفلة القلب.
الإكثار من الطاعة:
أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ – رضي الله عنه – قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ – صلى الله عليه وسلم -:فَإِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامًا الصَّبْرُ فِيهِنَّ مِثْلُ القَبْضِ عَلَى الجَمْرِ، لِلْعَامِلِ فِيهِنَّ مِثْلُ أَجْرِ خَمْسِينَ رَجُلًا يَعْمَلُونَ مِثْلَ عَمَلِكُمْ قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَجْرُ خَمْسِينَ رَجُلًا مِنَّا أَوْ مِنْهُمْ. قَالَ: «بَلْ أَجْرُ خَمْسِينَ رَجُلًا مِنْكُمْ»”[12].
التدريب والتهيئة لرمضان:
فالعبادة تسبقها نافلة وتتبعها نافلة للاستعداد، فالصوم يكون من باب التهيئة والإعداد فعن مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ – رضي الله عنهما – قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ – صلى الله عليه وسلم -: ” اَلْخَيْرُ عَادَةٌ، وَالشَّرُّ لَجَاجَةٌ”[13].
ومن لطيف المعنى اللغوي لـ الشَّعبَ أنه يطلق على الافتراق والاجتماع معاً ! وعلى الإصلاح والإفساد معاً!
قال الخليل رحمه الله: من عجائب الكلامِ ووُسعِ العربيّةِ أنّ الشّعب يكون تفرُّقاً ويكون اجتماعاً![14].
وفي هذا من الدلالات فرمضان شهر العبادات، و الطاعاتِ و شعبان قبله هو فرصة التجميع أو التفريق!
فأي منا في شعبان أحد رجلين: إما أن يشتغل بجمع ما تفرّق من همته، ولمّ ما تشعّث من شمل فكره، ليجعل ذلك كلّه في طريق واحد هو طريق العبادة، فإذا جاءه رمضان، كان شمله مجتمعاً، وهمته عالية في الطاعة والعبادة، فهو يهيئ نفسه لشهر الصوم.
وإما لا يزداد في شعبانَ إلا تشعّباً وتفرّقا، ينشغل بالدنيا، فإذا جاءه رمضان لم يجد عنده همّة للطاعة مجتمعة، ولا عزيمةً للعبادة.
فنحن أحوج إلى إحياء أوقات الغفلة، والإكثار من الطاعات والتهيؤ والاستعداد لشهر رمضان.
اللهم بارك لنا في شعبان، وبلغنا رمضان، اللهم استعملنا في طاعتك، ووفقنا لعبادتك.
——————————————————————————–
[1] سنن النسائي: 2357 حسنه الألباني.
[2] ينظر: تفسير الشعراوي 8/ 4553.
[3] ينظر: صحيح مسلم 36-863.
[4] ينظر: عمدة القاري بشرح صحيح الإمام البخاري 6/ 247.
[5] سنن الترمذي: 3429، صَحِيح الْجَامِع: 6231، الصَّحِيحَة: 3139.
[6] صحيح مسلم: 294 -832.
[7] صحيح البخاري: 555.
[8] صحيح مسلم: 36.
[9] سنن النسائي: 2357 حسنه الألباني.
[10] سنن أبي داود 2860، صَحِيح الْجَامِع: 6124، الصَّحِيحَة: 1272، صحيح الترغيب والترهيب: 2240.
[11] فيض القدير 6/ 94.
[12] سنن الترمذي: 3058، سنن أبي داود: 4341، صَحِيح الْجَامِع: 2234، الصَّحِيحَة: 494، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 3172.
[13] سنن ابن ماجة: 221، صَحِيح الْجَامِع: 3348، الصَّحِيحَة: 651.
[14] مقاييس اللغة 3/ 191.
—-
* المصدر: الألوكة.