دعا رئيس الحكومة المغربية، سعد الدين العثماني، إلى “التمييز” بين الديني والدنيوي باعتباره “محوراً لتجديد العقل المسلم وتخليص المسلمين من آثار عصور التخلف”.
جاء ذلك خلال كلمته، مساء أمس السبت، في ختام أعمال المؤتمر الدولي حول “السيرة النبوية وتعزيز الوسطية والاعتدال”، بمدينة الدار البيضاء شمال غربي المغرب.
ونظم المؤتمر الذي استمر يومين “المنتدى العالمي للوسطية” وجامعة الحسن الثاني وجمعية “المسار”.
واعتبر العثماني أن “أكبر معيق للنهضة والتقدم هو حالة الجمود في دين الناس ودنياهم”.
وأوضح أن “التمييز بين ما هو ديني وتشريع دائم للمسلمين، وما ليس كذلك، هو تصنيف من شأنه أن يحدث تغييرات جوهرية في بنية التعامل مع الأحكام الدينية”.
وشدد أن “عدم الاهتمام اللازم بهذا المسار (التمييز بين الديني والدنيوي) ينتج عنه اختلالات عديدة في فقه الدين والحياة”.
ورأى العثماني أن “الدولة لا يمكن أن تسمى الدولة الإسلامية، لأن الدولة مشتركة بين الناس بمختلف توجهاتهم”.
وتابع: “كما لا يمكن أن نتحدث عن اقتصاد إسلامي أو نظام سياسي إسلامي أو تجارة إسلامية لأن الالتزام بالضوابط العامة والهدي العام للدين لا يجعل الأمر الدنيوي ديناً”.
واعتبر أن “الدين ليس فيه زيادة والدنيا تزيد كل يوم”، دون تفصيل.
وهذه ليست المرة الأولى التي يتطرق فيها العثماني، الذي يتولى رئاسة الحكومة المغربية منذ أبريل الماضي، إلى مثل تلك القضايا التي تتعلق بالسياسة والدين.
وسبق أن كتب العثماني في هذا الموضوع منذ أكثر من عشرين سنة، وأصدر فيه كتباً منها “تصرفات النبي بالإمامة”، و”جهود المالكية في تصنيف التصرفات النبوية”.
وآخر كتاب له صدر في سبتمبر الماضي، تحت عنوان “التصرفات النبوية السياسية.. دراسة أصولية لتصرفات الرسول بالإمامة”، صدر عن “الشبكة المغربية للأبحاث والنشر”.
ويدفع فيه إلى أنه “لا يمكن الحديث عن نظام سياسي إسلامي محدد الأشكال والمكونات، وإنما عن سمات للحكم الصالح من خلال مبادئ وقيم ومقاصد مثل قيم العدل والحرية والشورى والمساواة”.
ودعا المؤتمر في ختام فعالياته، إلى “اعتماد ميثاق للتعايش الديني والحضاري”.
جاءت التوصية على لسان مخلص السبتي، رئيس مؤتمر “السيرة النبوية وتعزيز الوسطية والاعتدال” في ختام فعالياته، مساء أمس السبت، في مدينة الدار البيضاء شمال غربي المغرب، بحسب “الأناضول”.
وشددت على “ضرورة مراجعة المناهج التعليمية والتربوية بما يبني الوسطية والاعتدال لدى أجيال الأمة”.
وأوصى المؤتمر بـ”استحداث علم التصرفات النبوية وتدريسه في مختلف مجالات الدراسات الإسلامية والعلوم الشرعية وعلم الاجتماع والقانون”.
كما دعا إلى “كتابة السُّنة النبوية بمنهج مقاصدي يدمج جزئيات الشريعة بكلياتها، والتركيز على الجانب الإنساني والاجتهادي في السيرة النبوية”.
وكان المؤتمر بدأ فعالياته، الجمعة، ونظمه كل من المنتدى العالمي للوسطية وجامعة الحسن الثاني وجمعية “المسار”، بمشاركة علماء ومفكرين وجامعيين مغاربة ومن دول إسلامية، بينها تركيا.
وبحسب منظميه، يهدف المؤتمر الذي تضمن 4 ندوات، إلى “البحث عن سبل إحكام توثيق السنة النبوية، وتحديد الوسائل العملية التي يمكن للإنسان العادي من خلالها التمييز بين الثوابت والمتغيرات ضمن نصوص الأحاديث الصحيحة”.