أعرب رئيس وزراء الصومال، حسن علي خيري، عن شكره للسلطات التركية حيال وقوفها بجانب بلاده عقب التفجير الإرهابي الذي استهدف العاصمة مقديشو قبل أسبوعين، مؤكّداً أن الصوماليين “سيبقون ممتنين للأتراك حتى النهاية”.
جاء ذلك، خلال مقابلة مع “الأناضول”، تطرق فيها خيري للحديث عن العلاقات التركية الصومالية متعددة الأبعاد، والقضايا التي بحثها وتناولها مع المسؤولين الأتراك على هامش الزيارة الرسمية الأولى التي أجراها لأنقرة، يومي الخميس والجمعة الماضيين.
وفي 14 أكتوبر الجاري، شهدت العاصمة الصومالية تفجيرًا داميًا؛ أسفر عن مقتل 358 شخصاً وإصابة 228 آخرين، فضلاً عن 56 مفقوداً، وأرسلت تركيا على إثره طائرة طبية إلى مقديشو، نقلت 35 مصابًا إلى أنقرة للعلاج.
وأشار خيري إلى أن زيارته إلى تركيا كانت مثمرة للغاية، مرحبًا بالاستقبال الحار الذي حظي به والوفد المرافق له من قبل المسؤولين الأتراك.
وقال: إنه بحث مع الجانب التركي قضايا عديدة، في مقدمتها مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن بالصومال، فضلًا عن سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، والتعاون الإستراتيجي في مجالي الاقتصاد والبنية التحتية وغيرها.
وتطرق خيري إلى زيارته التفقدية للجرحى الصوماليين في مستشفى بالعاصمة أنقرة، والذين نقلتهم تركيا للعلاج لديها، عقب تفجير مقديشو، معربًا عن شكره للسلطات التركية التي سارعت إلى التضامن مع شعبه.
وأضاف: نحن ممتنون جدًا للشعب التركي، وسوف يبقى الشعب الصومالي ممتنًا لكم حتى النهاية لقاء ما قدّمتم له من دعم.
وأشار إلى أن بعض المصابين تحسنت حالتهم الصحية، وآخرين ما زالوا في حالة حرجة، دعا لهم بالشفاء العاجل.
وحول الادعاءات التي انتشرت عقب التفجير الإرهابي بمقديشو، وقالت: إن الهدف الحقيقي كان مركز التدريب العسكري التركي هناك، أكّد خيري أن حكومته لا تملك أي معلومات استخباراتية في هذا الشأن.
وتابع في السياق ذاته: تنظيم الشباب الإرهابي استهدف شعب الصومال، حيث هاجم المدنيين والأطفال والأمهات والآباء، أي المواطنين العاديين في أكثر المناطق ازدحامًا، سعيًا منه لقتل أكبر عدد ممكن منهم.
وأوضح خيري أن الهدف الأساسي للإرهابيين كان إلحاق الضرر بالمدنيين، وقد نجحوا في ذلك.
وحول أهداف مركز التدريب العسكري التركي في مقديشو، قال خيري: إنه سيُساهم في تأسيس جيش وطني للصومال، وقد بدأت هذه المُساهمة بالفعل منذ مدة بعيدة.
واستدرك بقوله: نحن راضون جدًا عن التقدم الذي تحقق في هذا الإطار حتى هذه اللحظة.
وبيّن أن بلاده راضية عن التعاون مع تركيا في العديد من المجالات، وليس العسكري فحسب، وتأمل بتخريج أكثر من ألفي جندي في مركز التدريب العسكري التركي، خلال العام المقبل أو الذي يليه.
ومنذ سنوات، تقاتل القوات الحكومية الصومالية وقوات بعثة الاتحاد الإفريقي (أميصوم) مسلحي حركة “الشباب”، الذين يتبنون تفسيرا متشددا للشرعية في البلد الذي يعاني أوضاعا أمنية واقتصادية متردية للغاية.
ويكتسب دور مركز التدريب أهمية كبيرة في مساعدة الجيش الصومالي، في ظل استعداد القوات الأفريقية، البالغ عددها 20 ألف عسكري، للانسحاب من البلد الذي أنهكته الحرب والمجاعة.
وتعلق الحكومة الصومالية آمالاً كبيرة على القاعدة العسكرية التركية، للمساعدة في إحلال السلام والاستقرار في البلد الواقع بمنطقة القرن الأفريقي.
ونهاية سبتمبر الماضي، افتتح رئيس هيئة الأركان التركية خلوصي أكار، مركز التدريب الذي يعد الأكبر لتركيا خارج البلاد.
وقالت الهيئة، عبر بيان نشرته على موقعها الرسمي: إن المركز عبارة عن أكاديمية حربية ومدرسة ضباط صف ومركز تدريب.
ونقل البيان عن أكار قوله خلال حفل الافتتاح: إن تركيا التي تعد من أهم داعمي السلام والاستقرار الإقليمي والدولي، استنفرت تجربتها التاريخية، وتراكمها الاجتماعي والسياسي والثقافي، والإمكانيات والمصادر التي تمتلكها، من أجل إخوتنا الصوماليين على طريق إحلال السلام والاستقرار انطلاقًا من مبدئها القائم على (حلول أفريقية للمشكلات الأفريقية).
التعاون الاقتصادي بين تركيا والصومال
وفيما يتعلق بالتعاون الاقتصادي بين أنقرة ومقديشو، قال رئيس الوزراء الصومالي: إنه تناول مع المسؤولين الأتراك، سبل تعزيز هذا التعاون، والتقى في أنقرة عددًا من رجال الأعمال التركي.
وأكّد خيري أنه دعا المستثمرين الأتراك إلى تكثيف أعمالهم التجارية على الأراضي الصومالية، واتفق مع الجانب التركي على القيام بمشاريع بنى تحتية من شأنها زيادة فرص العمل في بلاده.