اختار الائتلاف الحاكم في إثيوبيا آبي أحمد علي (من أورومو) رئيساً جديداً للائتلاف، ود. دبري صيون جبري ميكائيل (من تجراي) نائباً للرئيس.
بهذا الاختيار تكون إثيوبيا في طريقها لتجاوز الأزمة السياسية التي كادت أن تنزلق بها نحو العنف، كما أن هذا الاختيار يعطي إشارة إلى تماسك الائتلاف الحاكم الذي كانت المعارضة الإثيوبية تتوقع انفراط عقده بسبب الرفض الشديد الذي أبدته جبهة تحرير شعب تجراي لوصول الأرومو إلى الحكم.
ويعتبر وصول آبي أحمد أحمد بداية لتراجع هيمنة أقلية التجراي وإيذاناً ببداية صراع بين الأرومو والأمهرا، أكبر قوميتين في إثيوبيا.
كما أن وصول آبي إقليمياً سيفيد الصومال؛ لأن التجراي دورهم في الصومال كان سلبياً، كما لا يتوقع أن يحدث أي تغيير في العلاقات مع السودان بل قد تشهد تطوراً نحو الأفضل لتمتع الأرومو في السودان بخصوصية كانت مصدر قلق للتجراي.
لن تشهد السياسة الإثيوبية في موضوع سد النهضة أي تغيير لكونه من قضايا الأمن الوطني التي لا تشهد تغييرات بتغير الأشخاص وهو محل إجماع وطني بين الحكومة والمعارضة.
الأزمة الخليجية
ستحافظ إثيوبيا على موقع الحياد من الأزمة الخليجية، وذلك ما أكدته في فترة الفراغ السياسي حين أبدت أطراف خليجية قلقها على استثماراتها خاصة عندما زار وزير خارجية الإمارات قبل أسبوعين إثيوبيا كان وزير التنمية الإثيوبي في الدوحة لتأكيد موقف إثيوبيا الحيادي.
العلاقة مع تركيا
العلاقات التركية الإثيوبية ستشهد تطوراً لكون جزء مهم من الاستثمارات التركية في إقليم أروميا وجيبوتي، ويوجد بين الاقتصاديين تداخل عميق، كذلك تطابق وجهات النظر التركية والقوى السياسية الفاعلة في الأرومو في انتشال الصومال من أزمتها السياسية.
العلاقة مع إيران ومصر
وتعتبر إيران ومصر أكبر الخاسرين في المشهد السياسي الإثيوبي، الأولى لتدخلها بعمق في الخلاف داخل الكتلة المسلمة في إثيوبيا عندما تحالفت مع زيناوي بجلب فرقة الأحباش مع بداية الأزمة السياسية في عام 2011 فكسبت عداء المجتمع المسلم السني في إثيوبيا.
أما مصر لبعدها عن المشهد السياسي والاقتصادي والثقافي والاجتماعي في إثيوبيا من فترة حكم مبارك ففقدت كل أوراق الضغط.
العلاقة مع إرتيريا وجنوب السودان
لن تشهد العلاقات المتأزمة مع إرتيريا أي تغيير، وذلك لكونها من قضايا الأمن الوطني الإثيوبي بل قد تبدي إثيوبيا تشدداً أكثر تجاه إريتريا في المرحلة المقبلة.
كذلك لن يحدث أي تغيير في سياسة إثيوبيا تجاه الصراع في جنوب السودان لارتباطه بموقف الغرب من هذا الصراع وجوهره الحفاظ على سلفاكير، رئيس جنوب السودان.
(*) رئيس مركز دراسات القرن الأفريقي.