كشفت وزارة الداخلية والأمن الوطني عن أن مخابرات سلطة رام الله تقف خلف استهداف موكب رئيس حكومة التوافق رامي الحمد الله وسيارة مدير عام قوى الأمن الداخلي بغزة اللواء توفيق أبو نعيم.
وأكد المتحدث باسم وزارة الداخلية إياد البزم خلال مؤتمر صحفي عقدته الوزارة، مساء أمس السبت، في غزة أن الأشخاص الذين نفذوا محاولة اغتيال أبو نعيم هم ذاتهم الذين فجروا موكب الحمد الله، مشيراً إلى أنه وبعد تحقيقات واسعة تم التعرف على أحمد صوافطة الملقب بأبو حمزة الأنصاري، ويقف وراء التفجيرات وهو من جهاز المخابرات في رام الله.
ولفت إلى أن المنفذين قاموا بتفجير موكب الحمد الله بعد مروره بمسافة آمنة، مضيفاً: تقاطعت تحقيقاتُ تفجيرِ الموكب مع تحقيقات محاولة اغتيال اللواء أبو نعيم، وتبين أن الأشخاص الذين استهدفوا الموكب هم ذاتهم الذين نفذوا محاولة الاغتيال، وقد استمرت جهود الأجهزة الأمنية في مواصلةِ التحقيقات لتحديد الجهة التي تقف خلف هذه الخلية الإجرامية، وهو ما شكل عملاً معقداً للوصول لذلك.
ونبه إلى أن الأجهزة الأمنية بذلت جهوداً مضنية لكشفِ ملابسات محاولة الاغتيال، إلا أنه ظهر أن الفاعلين نفذوا جريمتهم بدقة واحترافية، مما تطلب المزيد من الوقت للوصول إليهم.
وتابع: ثبت من خلال التحقيقات أن العبوات التي تم استخدامها في تفجير موكب رئيس الوزراء تمت زراعتها قبل ثمانية أيام من دخول الموكب، وتزويدِها بدوائر التفجير قبل ثلاثة أيام من التنفيذ، في حين لم نكن في وزارةِ الداخلية على علم بموعد زيارة رئيس الوزراء لغزة، والتي أُبلغنا بها قبل 48 ساعة فقط وهو ما يؤشر بأن المنفذين كانت لديهم معلومات دقيقةٌ ومسبقةٌ عن موعد الزيارة قبل علم وزارة الداخلية.
ولفت إلى أن التحقيقات أظهرت أن مديرَ المخابرات اللواء ماجد فرج قد استقل نفس السيارة مع رئيس الوزراء رامي الحمد الله، ولم يستقل سيارته الخاصة كالمُعتاد بالرغم من تواجدها ضمن سيارات الموكب، مشيراً إلى أن المنفذين قاموا بتفجير العبوة بعد أن تجاوزتها سيارة رئيس الوزراء وبصحبته مدير المخابراتِ بمسافة آمنة، وقد وقع التفجير مقابل سيارة اللواء ماجد فرج التي تواجد بها مرافقوه وسيارات المرافقة الأخرى.
ونوه المتحدث باسم وزارة الداخلية إلى أن التحقيقات أثبتت أن الجهة والأفراد الذين نفذوا استهداف موكب الحمد الله هم ذاتهم الذين يقفون خلف محاولة اغتيال اللواء أبو نعيم.
وتابع: تبين أن الجهة التي تقف خلفَ العمليتين كان لها دورٌ في أعمال تخريبية سابقة في قطاع غزة وسيناء، تحت غطاء جماعاتٍ تكفيرية متشددة تعمل من خلال ما يعرف “بالمنبر الإعلامي الجهادي” وهو منتدى خاصٌّ (مقيدُ الدخول) على الإنترنت تم تأسيسُه عام 2011 بتوجيهٍ من جهات أمنية لاستقطاب بعض الشباب واستغلالِهم لتنفيذ أعمال إجرامية بغطاء تكفيري في ساحات مختلفة.
وأكد البزم أن التحقيقاتُ أثبتت أن مؤسسَ “المنبر الإعلامي الجهادي” ومديرُه هو شخصٌ يلقب بـ”أبو حمزة الأنصاري”، الذي من خلاله يتم إدارةُ الخلايا التخريبيةِ وتوجيهها وتبادلِ المعلوماتِ.
وأشار إلى أن التحقيقات أظهرت أنه تم تجنيدُ الخلية التي نفذت محاولة اغتيال أبو نعيم وتفجير الموكب وربطها من خلال المنبر الإعلامي الجهادي.
وأردف البزم قائلاً: “بعد تحقيقاتٍ واسعةٍ ومعقدةٍ تم التعرفُ على هويةِ أبو حمزة الأنصاري، وهو المدعو أحمد فوزي سعيد صوافطة، من الضفة الغربية ويعمل لصالح جهاز المخابرات العامة في رام الله بتعليمات الضابط حيدر كمال حمادة، وبإشراف العميد بهاء بعلوشة.
وأكد البزم أن جهازُ الأمنِ الداخلي في قطاع غزة تمكن من إلقاء القبضِ على المدعو شادي محمد زهد، الذي كان على ارتباطٍ مع المدعو أحمد فوزي سعيد صوافطة الملقب بـأبي حمزة الأنصاري، بتاريخ 3/ 4/ 2018، وفي ذات اليوم قام الاحتلال بالتحفظِ على صوافطة حتى هذه اللحظة!
ولفت إلى أن التحقيقات أظهرت أن الخلية كانت تخطط لاستهداف شخصياتٍ دولية تزور قطاع غزة، إلى جانب استهداف الوفد الأمني المصري وقيادات بارزة في حركة “حماس”.
وأضاف: أثبت التحقيقات أن شخصيات رفيعةَ المستوى في جهاز المخابرات العامة في رام الله هي المُحرّك والمُوجّه لخلايا تخريبية تعمل لضرب الاستقرار الأمني في قطاع غزة.
وشدد على أن الداخلية ستواصل القيام بواجبها في حماية أمن شعبنا واستقراره، وستقف سدا منيعا أمام كل المحاولات التي تهدف للعبث باستقرار شعبنا.
وتوجهت وزارة الداخلية بالشكر والتقدير لأبناء شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، الذين تحملوا إجراءات الأجهزة الأمنية خلال فترة التحقيقات، كما توجهت بالتحية لكافة أجهزتها الأمنية ولجهاز الأمن الداخلي الذي تمكنَ من كشف خيوط هذه الجريمة وإحباط جرائمَ أخرى كانت في طريقها للتنفيذ.
كما حيت الداخلية أرواح شهيدي الواجب الذين ضحوا بدمائهما، الشهيد الرائد زياد أحمد الحواجري، والشهيد الملازم حماد أبو سويرح.