منذ دخول الوافدين لمعبر قلنديا في رحلتهم نحو المسجد الأقصى لا تتوقف الإجراءات الأمنية بحقهم حتى دخولهم المسجد الأقصى، وفي منطقة باب العامود التاريخية، التقت “المجتمع” العديد من الوافدين الذي أظهروا امتعاضهم من وجود منصات أمنية في المكان، وقبله بعدة أمتار ممرات أرضيتها ألواح من الصاج الذي يخرج صوتاً مزعجاً عند المشي عليه.
المنصات الأمنية التي يتواجد فيها جنود الاحتلال يرقبون حركة المرور بعيون فيها الحقد والرغبة في الانتقام، أثارت حفيظة العديد من الوافدين وكأنهم يسيرون في مربع أمني ومن فوقهم أسلحة بيد جنود يضعون أصابعهم على الزناد يتفاعلون بسرعة نحو القتل أمام أي طارئ بدون تريث أو انتظار.
الوافد عزالدين شطارة، من مدينة طولكرم، قال: جئت العام الماضي ولم أجد مثل هذه المنصات الأمنية التي أعتبرها منصات للقتل المباشر، ولتسهيل مهمة الجندي في قنص من يريد بحجة الحدث الأمني، فهي منصات مرعبة وليست كما يقولون لحماية الجنود المدججين بالسلاح، فالذي يريد الحماية المواطن الغلبان وليس الجندي المدجج بالسلاح، وهم يريدون من هذه الإجراءات في منطقة باب العامود منع الناس من المرور منه وإفساح المجال فقط للمستوطنين بأن يسرحوا ويمرحوا فيه.
أثناء التوقف في منطقة باب العامود، تحدث المواطن المقدسي عبدالرحمن غيث الذي كان يعبر المكان في ساعات الصباح قائلاً: منطقة باب العامود لم تعد في السابق كما يعرفها المقدسي وغير المقدسي، فهي مستهدفة من قبل الاحتلال، وفي كل فترة يتم فرض إجراءات فيها، ويتم منع المقدسيين من التواجد فيها أو إقامة فعاليات، وتغلق بشكل مفاجئ أمام أي فعالية، بينما قطعان المستوطنين يسمح لهم بالاحتفال واستخدام سور القدس في منطقة باب العامود للشعارات التلمودية والعلم “الإسرائيلي” في خطوة تهويدية متعمدة، وهذه المنصات الأمنية هدفها إغلاق المكان في وجه المقدسيين، وتوفير الحماية للمستوطنين، وهناك مخططات لمحاصرة المكان بإجراءات أمنية إضافية.
وأضاف غيث: تكمن أهمية منطقة باب العامود كونها تتصل بشريان البلدة القديمة الرئيس وهو طريق الواد المؤدي إلى أبواب المسجد الأقصى ومنطقة حائط البراق، فالاحتلال وبلدية القدس تريد تجفيف منابع البلدة القديمة من هذه المنطقة وخنقها بشكل متعمد.
أما الوافد من مدينة نابلس المهندس عزام القاضي قال: بحكم مهنتي كمهندس، فإن وضع هذه المنصات الأمنية بهذا الوضع الميداني يشكل أمراً مرعباً لكل من يدخل منطقة باب العامود، فمن أي زاوية يكون الشخص مستهدفاً بالرصاص القاتل من قبل الجنود المتواجدين داخل هذه المنصات، وهي بطبيعتها الأمنية لا تستخدم في مثل هذه المواقع المزدحمة بالبشر، إلا أن الاحتلال يزيد من إجراءات الخناق على القدس، فمنذ دخولنا القدس ونحن نشاهد دوريات الاحتلال على المفترقات والطرقات وكأننا في ساحة حرب، فسيارات الأمن أكثر من السيارات العادية، فأنت تدخل القدس وأنت في غابة من الأمن من بنادق وأفراد شرطة وجيش، فهي صلاة تحت الحراب، يقول المهندس القاضي.
وقال المواطن القلقيلي د. ياسر حماد، مدير دائرة البحوث في دار الإفتاء الفلسطينية: خلال عبوري منطقة باب العامود شعرت بأنني متواجد في معسكر لجيش الاحتلال من خلال هذه المنصات الأمنية، والذي آلمني أنني شاهدت عدداً من أفراد الشرطة “الإسرائيلية” يقومون بتركيب يافطة كتب عليها معبر راحيل في تهويد لاسم مسجد بلال في بيت لحم الذين يطلقون عليه قبة راحيل، فداخل منطقة باب العامود منصات أمنية للقتل وتزوير للأسماء وقتل الفلسطيني منها بشطبه من الوجود.