عمت مشاعر الغضب أرجاء العراق، إثر إعدام تنظيم “داعش” الإرهابي 8 من أفراد الأمن، وهو ما دفع البعض للمطالبة بتنفيذ أحكام الإعدام على وجه السرعة بحق عناصر التنظيم المدانين.
وعثرت قوات الأمن العراقية الأربعاء، على 8 جثث في قضاء طوزخورماتو بمحافظة صلاح الدين شمالي البلاد، قالت وزارة الدفاع إنها تعود لأفراد الأمن المختطفين من قبل “داعش”.
واختطف هؤلاء الأسبوع الماضي عندما وقعوا في كمين لمسلحي التنظيم على الطريق الرابط بين كركوك (شمال) وبغداد عند الحدود الفاصلة بين محافظتي صلاح الدين (شمال) وديالى (شرق).
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية اللواء سعد معن، في مؤتمر صحفي في بغداد تابعته الأناضول، إن “القوات الأمنية بذلت جهودا كبيرة في عملية البحث عن المختطفين”.
وأشار إلى أن تقرير الطب العدلي أظهر أنهم قتلوا قبل خمسة أيام.
وكان “داعش” قد نشر مقطعا مصورا الاثنين الماضي، ظهر فيه ستة من أفراد الأمن المختطفين، وتوعد بقتلهم في حال لم تطلق الحكومة العراقية سراح نساء معتقلات “من أهل السنة” خلال ثلاثة أيام.
وقال اللواء معن، “عازمون على القبض على الإرهابيين الذين قاموا بقتل المختطفين، ولدينا خيوط توصلنا إليهم”، من دون ذكر المزيد من التوضيح.
وفي محافظة ذي قار ذات الأكثرية الشيعية جنوبي البلاد، تظاهر عشرات المواطنين وأفراد الحشد الشعبي (قوات شيعية حكومية) وسط مدينة الناصرية مركز المحافظة للتنديد بالحادث.
وطالب المتظاهرون بتنفيذ حكم الإعدام بجميع عناصر “داعش” المحكومين بالإعدم، والذين يقبعون في السجون وخاصة سجن الناصرية المركزي.
وقال نعمان الحسيني، وهو أحد المتظاهرين، في اتصال هاتفي مع الأناضول، إن “السجون العراقية مكتظة بعناصر داعش المحكومين بالإعدام، لكن الحكومة لا تنفذ العقوبة بحقهم”.
وأضاف أن “عدم تنفيذ عقوبة الإعدام بحق المدانين من داعش، يرفع معنويات من هم خارج أسوار السجون لشن المزيد من الهجمات الدموية على أفراد الأمن والمدنيين”.
من جانبه، طالب نائب رئيس البرلمان همام حمودي، السلطة التنفيذية بـ “تطبيق أحكام القضاء العادل بإعدام الإرهابيين، ولا سيما قادتهم وأبرز عناصرهم الذين مارسوا جميع أساليب التعذيب والقتل الوحشي بحق العراقيين”.
كما دعا حمودي في بيان اطلعت عليه الأناضول، رئيس الجمهورية فؤاد معصوم إلى “التصديق على أحكام الإعدام الأخرى، تنفيذا واستحقاقا للعدالة”.
وأشار إلى أن “جريمة القتل البشعة للمخطوفين الثمانية لدى داعش على طريق ديالى ـ كركوك يجب أن تقابل برد حازم وفوري”.
وأضاف حمودي أن “بقاء المجرمين دون تنفيذ القصاص العادل بحقهم، سيعطي فرصة لتكرار مثل هذه الجرائم الوحشية واللا إنسانية”.
بدوره، علق رئيس الجمهورية فؤاد معصوم على الحادث بالقول، إن “هذه الجريمة تؤكد مجددا الطبيعة الجبانة لمرتكبي مثل هذه الأعمال الآثمة، كما يثبت افتقارهم لأبسط القيم الأخلاقية”.
ودعا معصوم، بحسب بيان للرئاسة العراقية اطلعت عليه الأناضول، السلطات الأمنية إلى “اتخاذ إجراءات عاجلة وحازمة للقبض على مرتكبي هذه الجريمة كي ينالوا العقاب العادل”.
وصعّد تنظيم “داعش” في الآونة الأخيرة من عملياته المسلحة ضد عناصر الأمن والحشد الشعبي في مناطق شرقي وشمالي البلاد.
وبعد 3 سنوات، وبدعم من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، أعلن العراق في ديسمبر / كانون الأول الماضي استعادة كامل أراضيه من قبضة “داعش”، الذي كان يسيطر على ثلث مساحة البلاد.
ولا يزال التنظيم يحتفظ بخلايا نائمة متوزعة في أرجاء البلاد، وبدأ يعود تدريجيا لأسلوبه القديم في شن هجمات خاطفة على طريقة حرب العصابات التي كان يتبعها قبل عام 2014.