مشهد يوم الجمعة الماضي داخل المسجد الأقصى أعاد للأذهان تفاصيل معركة البوابات التي كانت في الرابع عشر من يوليو 2017م، وانتهت في الثامن والعشرين من يوليو بعد أسبوعين من الصمود والثبات.
ما حدث أول أمس أن شرطة الاحتلال أغلقت المسجد الأقصى بشكل تعسفي بعد انتهاء صلاة الجمعة بعد إغلاق أبواب المسجد القبلي بالسلاسل الحديدية واعتقال العشرات وإصابة المئات بالاختناق.
المقدسيون بعد إعلان الاحتلال إغلاق المسجد استنفروا ونشروا الدعوات للتجمع عند باب الأسباط الذي شهد الانتصار قبل عام على بوابات الاحتلال الإلكترونية.
أقدم حراس الأقصى الحارس خالد السيوري (أبو حسين) قال: المشاهد كانت مؤلمة وقاسية، فالقوات الخاصة كعادتها كانت جاهزة للقتل والضرب والاعتقال وإغلاق المسجد القبلي واعتلاء سطحه لإطلاق القنابل من نوافذ المسجد العلوية على من تبقى داخل المسجد القبلي.
وأضاف أبو حسين: كنت على مسافة الصفر مع القوات الخاصة التي تغلق أبواب المسجد القبلي، وكان أفراد القوات الخاصة لديهم تعليمات مسبقة بضرب كل من يقترب منهم، وسمعت البعض منهم وهو يصدر التعليمات لإطلاق النار على كل من يقذف الحجارة، فالأجواء كانت أجواء حرب، ولم يرحموا لا صغيراً ولا كبيراً، وكانت مشاهد القمع قاسية علينا جميعاً وتدنيس المسجد الأقصى.
النائب العربي في “الكنيست” أحمد الطيبي قال في اتصال معه: عند إغلاق المسجد تجمع الجميع أمام أبواب الأقصى، وأخذنا على أنفسنا عهداً مع الكل المقدسي بأن ننتصر من جديد ونبقى حتى يعاد فتحه، وبعد فترة وجيزة حققنا النصر بالرغم من تصريحات قادة الاحتلال ومن ضمنهم رئيس البلدية العنصري نير بركات الذي اقتحم المسجد الأقصى بصورة استفزازية بعد قمع المصلين وإخراج من فيه.
وأضاف الطيبي: حكومة نتنياهو لم تعتبر من معركة البوابات التي حقق فيها أهل القدس النصر، وتحاول اختبار عزيمة وإرادة أهلنا في القدس، وكان الرد بهذه الصورة المشرفة.
أما مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني الذي أعلن بدء الاعتصام المفتوح أمام باب الأسباط وأَمَّ المصلين في الساحة المقابلة له قال: نحن نرفض إجراءات الاحتلال والقمع غير المسبوق من قبل أفراد القوات الخاصة، فكل شيء كان مبيتاً من قبل الاحتلال، وأحضرت القوات الخاصة لقمع المصلين العزل بطريقة وحشية، وتذرع الاحتلال بوجود مظاهر إخلال بالأمن حسب زعمه، إلا أن هذه شماعة الاحتلال لقمع المصلين.
ولفت الكسواني قائلاً: قبل هذا القمع الوحشي وإغلاق المسجد كان الأسبوع الماضي المسجد الأقصى مسرحاً لاقتحامات هي الأوسع في تاريخ المدينة منذ احتلالها عام 1967م، حيث اقتحم المسجد في يوم واحد أكثر من 1300 مستوطن، بينهم وزراء وقادة أحزاب وأعضاء “كنيست”، وقاموا بنشر صورهم وهم داخل ساحات المسجد وأدوا صلوات تلمودية، لذا ما جرى يوم الجمعة استكمال لمسلسل الاقتحامات اليومية وفرض إجراءات أمنية خطيرة.
أما د. عكرمة صبري، رئيس الهيئة الإسلامية العليا وخطيب المسجد الأقصى، قال: قوات الاحتلال هاجمت المصلين دون سابق إنذار وبشكل مفاجئ فور انتهائهم من صلاة الجمعة، وهذا يدلل على أن الأمر كان مبيتاً حتى تصل الرسالة للمصلين أن القوات الخاصة تقف لهم بالمرصاد، وحتى لا تكون الجمع القادمة حاشدة بالمصلين، فالاحتلال يستخدم عنصر التخويف والإرهاب للمصلين حتى يمتنعوا من القدوم للصلاة بالمسجد الأقصى.