بعد انتظار دام أربعة أعوام، تستعد وزارة الأوقاف الفلسطينية لتسير رحلات العمرة لسكان قطاع غزة، إثر فتح معبر رفح البري بشكل متواصل وتحسن الأوضاع الأمنية في سيناء.
وقد كبد وقف رحلات العمرة شركات الحج والعمرة في غزة خسائر فادحة، وتأمل تلك الشركات أن تستأنف عملية تسيير الرحلات في أقرب وقفت ممكن بعد وعود مصرية بالبدء بتنظيم رحلات العمرة بعد توقيع تلك الشركات عقوداً مع شركات النقل المصرية والسعودية لنقل المعتمرين.
وأثار قرار استئناف رحلات العمرة حالة من الفرحة في صفوف الغزيين الذين لطالما انتظروا هذه اللحظات من أجل زيارة الأراضي المقدسة وتأدية العمرة.
الانتهاء من ترتيبات نقل المعتمرين
من جانبه، قال وزير الأوقاف الفلسطيني يوسف أدعيس لـ”المجتمع”: إن وفود وزارة الأوقات أنهت كافة الترتيبات الخاصة بسفر المعتمرين مع الأطراف المصرية والسعودية، والآن بانتظار البدء بالتنفيذ لتلك الرحلات، ولكن عملية الشروع بالتنفيذ تنتظر قراراً من القاهرة.
وأكد أدعيس أن وفداً من وزارة الأوقاف عقد سلسلة من اللقاءات في القاهرة مع المسؤولين المصريين والسفارة الفلسطينية بالقاهرة من أجل وضع اللمسات الأخيرة لسفر المعتمرين، والمتوقع أن يسافر ألف معتمر أسبوعياً من غزة إلى القاهرة بناء على الوضع في معبر رفح الذي يحدد القدرة الاستيعابية له الجانب المصري.
25 شركة وقعت العقود
على صعيد متصل، كشف وكيل وزارة الأوقاف الفلسطيني حسام أبو الرب لـ”المجتمع” أن 25 شركة عمرة في غزة وقعت عقوداً مع القاهرة والسعودية من أجل سفر المعتمرين تتضمن النقل من غزة والإقامة في المملكة العربية السعودية.
وأشار أبو الرب إلى أن تكلفة العمرة في غزة تبلغ 1500 دولار، وأن هناك محاولات من وزارة الأوقاف لخفض التكلفة خاصة بعد أن طلبت الشركات المصرية 560 دولاراً أجرة نقل المعتمرين، مشيراً إلى أن الحكومة الفلسطينية تحملت في موسم الحج الماضي مبلغ 700 ألف دولار تكلفة نقل حجاج غزة للديار المقدسة وتم دفع هذا المبلغ للشركات المصرية.
شغف لأداء العمرة
وقد أعرب العديد من المسجلين للعمرة في غزة عن ارتياحهم بقرب تسيير رحلات العمرة بعد انتظار دام لسنوات.
وقالت المواطنة دلال عواد لـ”المجتمع”: إن حلم تأدية العمرة يراودها منذ تسجيلها في شركات العمرة قبل أربعة أعوام وباعت مصاغها من أجل هذه الرحلة الإيمانية، وأنتظر بشغف السفر لتأدية العمرة ورؤية مكة والمدينة.
وأكدت عواد أن العمرة في غزة مرتفعة الثمن، ونأمل أن يتم تخفيضها خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية التي يعيشها القطاع المحاصر.
أما الشاب توفيق حرب فيقول لـ”المجتمع”: إن العمرة في غزة باتت صعبة بعد أربعة أعوام من توقفها، هناك آلاف الشبان في غزة سجلوا لتأدية العمرة، لكن الأوضاع في مصر ومعبر رفح البري حال دون ذلك، معرباً عن أمله في أن يتمكن هو وغيره من الفلسطينيين في غزة من تأدية العمرة.
ويبلغ عدد الفلسطينيين المسجلين للسفر لأداء مناسك العمرة أكثر من 20 ألف معتمر، ولم يتمكنوا من أداء مناسك العمرة على مدار الأعوام الأربعة الماضية، وأن هذا العدد مرشح للارتفاع في حال انتظمت عملية تسيير الرحلات الخاصة بالمعتمرين في قطاع غزة.