في التاسع والعشرين من يناير 2006 تولى سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح مقاليد الحكم الذي يعد أول حاكم في الكويت يبايَع من مجلس الأمة.
ففي هذا اليوم المشهود في تاريخ الكويت أدى سموه، حفظه الله ورعاه، اليمين القانونية أمام رئيس مجلس الأمة في ذلك الوقت المرحوم بإذن الله تعالى جاسم الخرافي وأعضاء مجلس الأمة.
إن سمو الأمير، حفظه الله ورعاه، رجل دولة بما يحمله من فكر سياسي، فقد أمضى نحو 40 عاماً وزيراً للخارجية.
إنجازات ضخمة
إن الحديث عن سموه إنما هو حديث عن الإنجازات الهائلة على مدى عقود من الزمان منذ توليه عام 1954 عندما اختاره حفظه الله ورعاه سمو الأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح رحمه الله عضوًا في “اللجنة التنفيذية العليا”، وهي بمثابة مجلس الوزراء في يومنا هذا، وقد عُهد إليها بمهمة تنظيم دوائر الدولة ووضع خطط عملها ومتابعة التخطيط فيها، مروراً بدائرة الشؤون 1955، إلى الاستقلال في عام 1961، وأول حكومة في عام 1962 حيث عين سموه وزير الإرشاد والأنباء.
إن عرض إنجازات سموه الوزارية لا حصر لها، فهو حفظه الله من أسس الإعلام الكويتي، وكذلك فإن سموه رسم الخارطة السياسية الخارجية الكويتية منذ توليه وزارة الخارجية منذ عام 1963 حتى عام 2003، ويعد سموه المهندس الإستراتيجي للدبلوماسية الكويتية العربية والباني الحقيقي لها، وتولى سموه في العام 2003 رئاسة مجلس الوزراء.
تعتبر الإنجازات لسمو الأمير منذ توليه مقاليد الحكم إنجازات رائعة كماً ونوعاً، فعلى المستوى المحلي شهدت السنوات الـ13 العديد من الإنجازات، فهناك الإنجازات الصحية من إنشاء مدن طبية كمدينة الجهراء الطبية، ومستشفى جابر، وإنشاء الطرق والجسور الجديدة لحل مشكلات الازدحام المروري، والحرص على حل مشكلات المواطنين الإسكانية من خلال المدن الإسكانية الجديدة، وإنشاء جسر جابر الأحمد الذي يعتبر رابع أطول جسر بحري في العالم، وكذلك شهد سموه تصدير أول شحنة من النفط الخفيف، وإنشاء المطار الجديد، بالإضافة إلى مبنى الخطوط الجوية الكويتية.
ولمس المواطنون والمقيمون حرص سموه، حفظه الله ورعاه، على النهج الديمقراطي، وحرصه على تقويمه في البلاد، واستطاع سموه أن يجعل من دولة الكويت قبلة لكل من ينشد العيش الكريم.
ولسموه بصمة عظيمة في العمل الخيري الكويتي، وبتوجهاته انتشر في كل أنحاء العالم، واستحقت الكويت بفضل جهوده أن تكون المركز الإنساني العالمي، واستحق سموه أن يكون قائداً للعمل الإنساني في العالم.
وحرص سموه على الشباب الذين هم عماد الوطن من خلال مبادرة إنشاء صندوق المشاريع الصغيرة، وإنشاء مدينة الكويت لرياضة المحركات، وكذلك حرص سموه على حث الشباب من بنين وبنات على التمسك بالقيم والمشاركات في المسابقات المحلية المفيدة علمياً ودينياً من خلال مركز صباح الأحمد للموهبة والمسابقة الكبرى لتجويد وحفظ القرآن الكريم.
وخليجياً؛ استطاع سموه أن يحافظ على منظومة دول مجلس التعاون الخليجي، مقاوماً ما تتعرض له العلاقات الخليجية الخليجية من انشقاق كبير بعد الأزمة الحالية.
وعربياً؛ حرص سموه على المشاركة في كل المؤتمرات التي تصب في مصلحة الشعوب العربية، بالإضافة إلى تنظيم المؤتمرات الإنسانية؛ كمؤتمرات دعم الشعب السوري ثلاث مرات، ومرة رابعة في لندن بدعم كويتي، ومؤتمر إعادة إعمار العراق، وكذلك مؤتمر إعادة شرق السودان.
وبقيت قضية المسلمين الأولى فلسطين والقدس ونصرة الشعب الفلسطيني هي المسار الحقيقي لدولة الكويت، وبتوجيهات سموه يؤكد المسؤولون الكويتيون وكذلك البرلمان الكويتي رفض دولة الكويت للتطبيع مع الصهاينة، والحرص على الابتعاد عن أي شكل من أشكال التطبيع مع المحتل.
وساهمت دولة الكويت مساهمة طيبة في محاولة لحل الأزمة اليمنية من خلال استضافة الأطياف اليمنية لحل الخلاف اليمني.
وعالمياً؛ فقد حرص سموه على فعالية دولة الكويت على المستوى العالمي من خلال التواجد في المحافل الدولية والدفاع عن القضايا العربية والإسلامية وحقوق الإنسان.
إن سمو الأمير، حفظه الله ورعاه، قد رسم خطة طموحة لاستقرار الكويت من خلال شبكة العلاقات الدولية، والحرص على عدم التدخل في شؤون الآخرين.
إن خطة سموه لجعل الكويت مركزاً مالياً عالمياً لهو أمن وحماية للكويت من أي خطر لنماء الكويت واستقرار شعبها، فقد جعل من الدولة الصغيرة في مساحتها كبيرة في عطائها، لها اسم يلمع كالذهب في أنحاء العالم.
حفظك الله يا أميرنا، وأبقاك ذخراً للكويت وأهلها.