أثار مهرجان فلسطيني نظمه الاتحاد العام للمهندسين الفلسطينيين فرع الكويت يوم السبت الماضي 26 يناير بمناسبة ذكرى الثورة الفلسطينية الـ54، سخط أبناء الجالية الفلسطينية، لخروجه عن أهداف المهرجان وإساءته لحركة “حماس”.
واستهجن عدد ممن حضروا المهرجان الذي أقيم على مسرح عبدالحسين عبد الرضا في منطقة السالمية خروج المنظمين عن أهداف المهرجان وانحيازه لفصيل فلسطيني دون التركيز على تجنب الانقسام والعمل على وحدة الشعب الفلسطيني.
وانتقد الحضور الكلمة التي ألقاها رئيس اتحاد المهندسين الفلسطينيين المهندس هشام عبدالنور التي ركزت على تمجيد وتبجيل حركة “فتح”، وأشارت إلى أن “حماس” حركة فئوية ويجب عليها فهم أهمية وحدة الشعب والأرض والمؤسسات الوطنية، ووصفوه بـ”خطاب الفتنة”.
وقال علي البغدادي، حضر المهرجان: شهدت اليوم (السبت) مهرجاناً فلسطينياً أقامه اتحاد المهندسين الفلسطينيين-الكويت بعد دعوة تلقيتها.. ومن عادتي منذ سنوات الحرص على حضور جميع الفعاليات التي تخص القضية الفلسطينية وأحتسب ذلك جهد المقل دعما لقضيتنا المركزية.
وأضاف في منشور له عبر صفحته الشخصية على “فيسبوك”: لكن ما ساءني اليوم أنني للمرة الأولى أحضر حفلاً في الكويت يتم فيه التغني بالفصائلية الحزبية ومهاجمة الفصيل الآخر.
وتابع البغدادي: لقد اعتدنا في الكويت أن نناصر قضيتنا لأنها قضية وطنية وعربية وإسلامية عادلة ولم تعتد أسماعنا على السماع لمتحدث فتحاوي يهاجم “حماس” كما حصل اليوم علناً وعلى رؤوس الأشهاد!
ومضى بقوله: إن ما فعله اتحاد المهندسين اليوم بانحيازه الفصائلي العلني يمثل سابقة.. وكان من الواجب النأي بجاليتنا الفلسطينية عن الخلافات الفصائلية إن لم يكن حرصاً عليها فعلى الأقل احتراماً للبلد المضيف.
وعبر محمد الأنصاري، أحد الذين حضروا المهرجان، أيضاً عن استيائه من الاحتفال الذي جاء بمناسبة انطلاق الثورة الفلسطينية الـ54، وقال: كعادتي أشارك وأحضر كل المناسبات الفلسطينية بغض النظر عن الفئة التي ينتمي إليها منظميها ما دامت تتغنى بالوطنية والتراث الأصيل الفلسطيني، وتذكر أجيالنا الصاعدة بوطننا المحتل الذي لن ننساه، وأن المقاومة كانت هي البداية لثورتنا وستبقى هي الوسيلة حتى التحرير.
وحول فقرات الحفل، أشار الأنصاري إلى أنه بدأت الكلمات الافتتاحية بكلمة السفير الفلسطيني لدى الكويت التي جاءت رسمية، ثم كلمة مساعد وزير الخارجية ممثل حكومة الكويت السفير فهد العوضي الذي أبدع في خطابه وثبات موقف حكومة الكويت من القضية الفلسطينية وداعماً لها، وأنها قضية كل كويتي حتى تحرير الأرض وإقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس، على حد وصف الأنصاري.
ولفت الأنصاري إلى أن المصيبة كانت في خطاب المهندس هشام عبدالنور الذي جاء مطابقاً لخطابات الكراهية التي نسمعها من رام الله ضد فصيل آخر في غزة، وضد أي معارضين للرئيس، حسب كلامه.
وختم الأنصاري كلامه قائلاً: للأسف ما زالت الحزبية والفصائلية والمنافع الشخصية تتقدم على فلسطين، ولكن عندي أمل كبير بأننا سنتغنى -كما كنا دوماً- بفلسطين والمقاومة وبالشهيد والأسرى وعائلات الشهداء والأسرى الصامدين، فهؤلاء رسموا لنا طريق العزة والفخر والكرامة منذ مئات السنين، رموز خلدهم التاريخ كخلود الفرسان الفاتحين، وسار على دربهم من تعلق بالوطن لا بالأشخاص وبالأحزاب.