يعتبر يوم الأرض الخالد الذي يصادف في 30 مارس من كل عام، الذي تعود أحداثه إلى 43 عاماً وقد وقعت عام 1976 حين هبت الجماهير الفلسطينية في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948 للدفاع عن الأرض بعد استيلاء الاحتلال على 21 ألف دونم من أراضي القرى العربية في الجليل بهدف ضمها للمشاريع الاستيطانية، وذلك بهدف اقتلاع الوجود الفلسطيني من الأرض العربية الفلسطينية.
وفي يوم الأرض سالت الدماء للدفاع عن الأرض الفلسطينية، حيث سقط ستة شهداء في الداخل الفلسطيني المحتل هبوا للدفاع عن وطنهم ليصبح الثلاثين من مارس من كل عام يوماً وطنياً للتشبث بالأرض الفلسطينية.
في هذا التقرير، ترصد “المجتمع” جانباً من حب الأرض والتمسك بها من خلال توارث الأجيال حب فلسطين والتضحية من أجلها.
متمسكة بمفاتح العودة
تروي الحاجة عائشة الزعانين (85 عاماً) التي تقطن في مدينة بيت حانون شمال قطاع غزة عشقها لفلسطين، فهي تقطن على بعد مئات الأمتار من بلدتها “دمرة” التي هجرت منها قسراً على يد العصابات الصهيونية عام 1948 وتقول: مفتاح منزلي في قرية “دمرة” ما زلت أحتفظ به لأن العودة للوطن حتمية، لأنها أرضنا كل يوم أقف على التلة الخضراء المقابلة لقريتي التي تفصل بيننا أسلاك شائكة وضعها الاحتلال.
وتضيف: أتذكر طفولتي وأهلي كيف كنا نعيش حين شردنا الاحتلال من قريتنا بقوة السلاح، وكيف ارتكبت الجرائم بحق الأطفال والنساء من قبل العصابات الصهيونية.
وتؤكد الحاجة عائشة أنها على يقين بأن يتحقق حلم العودة، وإن لم يتحقق في حياتها سيتحقق في زمن أحفادها الذين تجاوزا 100 حفيد حتى الآن، فهي تحثهم على الانتماء والتمسك بالأرض التي سقط من أجلها الشهداء وقدمت تضحيات جسام من الشعب الفلسطيني.
الأرض.. العزة والكرامة
وللحاجة فضية الحميدي (81 حكاية) كرامة وانتماء مع الأرض، فقد عاشت طفولتها في مدينة بئر السبع وتقول: الوطن والأرض كرامة، كنا نعيش بأرضنا في بئر السبع قبل أن يحتلها الصهاينة، أتذكر الأرض وتربتها وحقول القمح، أوراق ثبوتية الأرض معي أتمسك بها لأنها أرضنا ولا أحد يملك هذا الحق غيرنا.
وتشير الحميدي إلى أن أمل العودة للأرض ما زال قائماً، ويوم الأرض هو تجديد للعهد وتذكير للأجيال بأرض أجدادهم التي اغتصبتها العصابات الصهيونية وأخرجت الشعب الفلسطيني منها قسراً.
وتضيف: في كل صباح ويوم جديد أتذكر أرضي وبيتي أحن إليهم فأنظر إلى مفتاح البيت القديم الذي ما زلت أحلم بالعودة إليه.
وختمت الحميدي حديثها لـ”المجتمع” بالقول: الاحتلال يكرر مقولته الشهيرة “الكبار يموتون والصغار ينسون”، ولكن نحن نقول” “الكبار يعلمون ويورثون والصغار سيناضلون من أجل إرجاع أرض آبائهم وأجدادهم”.
ويستعد الفلسطينيون في ذكرى يوم الأرض الخالد لإطلاق مليونية “الأرض والعودة” بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لمسيرات العودة وكسر الحصار التي استشهد فيها منذ انطلاقتها 273 فلسطينياً وأصيب 30 ألفاً آخرين برصاص الاحتلال الصهيوني.