يتواصل الانحياز الأمريكي الفاضح للاحتلال الإسرائيلي الذي يستهدف تقويض كافة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وتشريع الاستيطان وعمليات الضم للضفة المحتلة لما يسمى “السيادة الإسرائيلية”.
الإدارة الأمريكية وفريقها المتصهين -كما يصفها الفلسطينيون- لم تترك منبراً ولا مكاناً إلا وتحدثت فيه عن تشجيع الاستيطان، ودعم توجهات اليمين المتطرف في دولة الاحتلال، بل وتؤكد أن واشنطن باتت لا تعترف بحقوق الشعب الفلسطيني، وكان آخر تلك التوجهات الأمريكية الخطيرة ما أعلن عنه المبعوث الأمريكي لما يسمى “عملية السلام في الشرق الأوسط” جيسون غرنبلات حين تحدث صراحة عن دعم واشنطن لتوجهات استبدال مصطلح “المدن” بدلاً من المستوطنات، في دلالة واضحة على أن الإدارة الأمريكية بات كل فريقها متصهينا.
جيسون غرنبلات أدلى أمام المؤتمر السنوي لصحيفة “إسرائيل اليوم” العبرية بتصريحات قال فيها: “يجب استبدال باصطلاح المستوطنات مصطلح مدن أو أحياء سكنية تمهيداً للتعايش، وإن “إسرائيل” لم تقم بأي أمر يستحق الانتقاد وأوقفنا استخدام اصطلاح محتلة لأن ذلك ليس العائق”.
الوجه الحقيقي لإدارة ترمب
بدورها، أدانت الفصائل الفلسطينية تصريحات المبعوث الأمريكي غرنبلات، واصفة إياه بالمتصهين والمنحاز تماماً للاحتلال، وبأنه كشف الغطاء عن الوجه الحقيقي لتوجهات الإدارة الأمريكية المنحازة للاحتلال.
ففي تصريحات لـ”المجتمع” قال نبيل، شعث، مستشار الرئيس الفلسطيني للعلاقات الخارجية: “إدارة ترمب بات كل فريقها صهيونياً منحازاً للاحتلال، بل وتناصب العداء لكل قرارات الشرعية الدولية التي نصت على حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، وما تحدث عنه غرنبلات جريمة بشعة توفر الغطاء للاحتلال والمستوطنين لارتكاب مزيد من الجرائم بحق الشعب الفلسطيني الأعزل.
وأشار شعث إلى أن حقوق الشعب الفلسطيني ثابتة لا تنهيها لا إدارة ترمب ولا غيرها، وهذه الحقوق منصوص عليها في كل المواثيق والأعراف الدولية، ولا يمكن لأحد أن ينسف حقوق الشعب الفلسطيني.
ولفت شعث إلى أن الشعب الفلسطيني سيواصل نضاله المشروع من أجل استعادة كافة حقوقه المشروعة، وعلى رأسها حق تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
في السياق، قال الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي لــ”المجتمع”: إن تصريحات غرنبلات أظهرت بشكل فاضح كل توجهات واشنطن لحسم قضايا الصراع لصالح الاحتلال الإسرائيلي، ومحاولة نسف كل حقوق الشعب الفلسطيني وعلى رأسها حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم.
وأشار البرغوثي إلى أنه ليس أمام الشعب الفلسطيني سوى مواصلة المقاومة والنضال، من أجل استعادة كافة الحقوق المشروعة، لافتاً إلى أن واشنطن باتت تمثل الاحتلال في كل أشكال العدوان وتدعم عمليات القتل والاستيطان والإرهاب التي تمارس بحق الشعب الفلسطيني.
وكانت وزارة الخارجية الفلسطينية قد قالت في بيان لها: إن “تصريحات جرينبلات محاولة لتبييض الاستيطان والمستوطنات اعتراف صريح لا يحتاج إلى أي اجتهاد أو تفسير بشأن حقيقة توجهات إدارة ترمب وفريقها المتصهين بخصوص الصراع الفلسطيني الإسرائيلي”.