في أيام أمي، رحمها الله، والأجيال السابقة كانت مسؤوليات المرأة محدودة، وتتركز بالأعمال داخل البيت فقط؛ من تنظيف وطبخ وتربية الأولاد، وخرج علينا جيل استطاع أن يؤسس بلداً عظيماً من الأبناء استطاع أن يخدم بلده بكل أمانة وحب وزرع حب القيم الإسلامية وحب الوطن.
ولكن الآن، أعان الله الأمهات والجيل الصاعد من البنات، فالمرأة هذه الأيام تتحمل جزءاً كبيراً من المسؤوليات، فالمرأة نراها صباحاً موظفة في كل أصناف العمل في البلد، ونراها تعود إلى المنزل وتتجه إلى العمل الآخر في المنزل من طبخ ومساعدة الخادمة أو تعليمها -التي ما أن تتعلم حتى تهرب إلى المكتب- وبعد المغرب نراها في العادات الاجتماعية من استقبال إلى “جمعة حريم” وغيره، وفي المساء تبدأ الدوام الثالث وهي مراعاة الزوج، وهذه تكون آخر وظيفة، وتكون إما متعبة أو النفسية في أسوأ حالاتها.
إننا في هذه الحالة لسنا بحاجة إلى امرأة، وإنما نحن بحاجة إلى “المرأة الخارقة” لكي تقوم بكل هذه الأعمال، وفي حالة التفريط بأي مهمة من هذه المهام تتهم المرأة بالتقصير والإهمال.
نحن هنا بحاجة إلى الالتزام بالعودة إلى المرأة زمان، وأن تعود المرأة إلى وظيفتها الأساسية وهي تربية الأولاد وعدم تركهم للخادمات التي أنتجت جيلاً غير مبالٍ بالعموم، وإن كان هناك من حفظه الله.
إن الحكومة ومجلس الأمة يتحملان القدر الأكبر من المسؤولية بابتعاد المرأة عن بيتها، فلو شرعت قوانين تعطي المرأة راتباً يسمى براتب تربية الأولاد، ويكون راتباً واشتراكاً في التأمينات، ويستحق راتباً تقاعدياً؛ لكان ذلك أفضل للمرأة والمجتمع.
إن المرأة لهي مشعل نور في الدنيا تضيء لمن حولها، ولذا كرمها الإسلام فجعل الأم الأحق بالصحبة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما سئل من أحق الناس بحسن صحابتي قال: «أمك ثم أمك ثم أمك..»، ووعد من رُزق بالبنات الجنة.
ورسالة إلى كل بنت أو امرأة، كم أنتِ عظيمة أيتها المرأة! ويكفيك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها: ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت».
ويجب على المرأة ألا تعتمد على الخادمات في تربية الأولاد، وألا تكون الوظيفة هي الهدف، وإنما الهدف هو تربية الجيل الجديد على الخلق.
ودمتم.
___________________________
يُنشر بالتزامن مع صحيفة “الأنباء” الكويتية.
S_alnashwan@hotmail.com