لا حدود لتحقيق الحلم لدى الفرد في فلسطين؛ فمن بين ركام إجراءات الاحتلال والاستيطان يبزغ تحدٍّ لكل هذه المعيقات، ويفرض نفسه على أرض الواقع.
السيدة شروق عودة، من قرية الفندق غرب نابلس، تمتلك مصنعاً للحلويات باسم “بيت الحلوى” على مساحة 300 بطاقم من العاملات من بنات المنطقة.
تتحدث شروق عودة لـ”المجتمع” عن هذه التجربة كسيدة فلسطينية لها طموح في امتلاك مصنع يستوعب 30 عاملة، بعد أن كن 5 عاملات، ومنافسة منتجات المستوطنات في بركان وغيرها من المستوطنات.
تقول عودة: بعد إنهاء التوجيهي، سافرت إلى الأردن، والتحقت بالجامعة، وفي السنة الثانية انقطعت عن الدراسة وعملت كمدربة تنمية اجتماعية ومتطوعة في عدة مجالات، وكنت أصنع الحلوى في المنزل، وأقوم ببيعها حسب طلبات الزبون، وبعدها تطورت الفكرة بإقامة مصنع فيه خط إنتاج مكون من 5 ماكنات تقوم بتصنيع 30 صنفاً من الأطعمة والحلويات، وأصبح المنتج ينافس منتج المصنع في مستوطنة بركان، وقد علمتُ أنهم متضايقون من منتج مصنعي، ويحاولون ضرب صمودنا من خلال تخفيض الأسعار، حيث يتم عرض السعر من قبل مصنع المستوطنة بـ9 شواقل، وهذا السعر هو سعر التكلفة عندي في المصنع، ومع هذه المنافسة الشديدة مع مصانع المستوطنات يستمر المصنع بالإنتاج وأقوم شخصياً بقيادة المركبة وتوزيع المنتج على المحلات، واتفقت مع التجار بالحضور للمصنع وتحميل البضاعة، والمنتج يصل إلى كافة المدن الفلسطينية.
إنقاذ بناتنا
تضيف شروق عودة بقوة وتحد: الهدف من إقامة مصنعي كان الجانب الاقتصادي، واليوم أضيف له إنقاذ بناتنا من العمل في المستوطنات، فأنا وفرت لهن فرصة عمل في مكان آمن وقريب على منازلهن، إضافة إلى عدم تشغيل الفتيات في مصانع للمستوطنين، لذا فالهجمة على المصنع من قبل المستوطنين تكمن في تأمين فرص عمل لفتيات فلسطينيات كانت إدارة المصنع في مستوطنة بركان تبتزهن بالعمل الشاق بدون حقوق، ثم التحدي في منافسة في بضاعة حسب المقاييس والجودة، وهذا يشهد له الجميع.
تواصل شروق حديثها: أنا أعمل ضمن ترخيص من وزارة الصحة، وكل الشروط المطلوبة متوافرة، ومنذ إقامة المصنع لم أتلق أي دعم من أي جهة رسمية أو القطاع الخاص، وأملي أن يكون هناك دعم يتم تطوير المصنع ليكون بطاقم تشغيلي يزيد على الثلاثين عاملة، وبخط إنتاج آلي يخفض من التكاليف ويزيد من الإنتاج وينافس في الأسعار التي تطرحها مصانع المستوطنات من أجل ضرب صمودنا.
العاملات في المصنع أكدن أن بيت الحلوى وفر مأوى ملائماً لهن من حيث قربه لمنازلهن، وملائم لخصوصية المرأة الفلسطينية وقربها من عائلتها، إضافة إلى سهولة العمل داخل المصنع والمتعة في العمل بداخله.
من جانبه، قال رئيس الغرفة التجارية في محافظة قلقيلية طارق شاور: نحن في الغرفة التجارية سنحاول فتح الأفاق لهذا المصنع الذي ينافس بضائع المستوطنات، لأن هذه البضائع مرفوضة أن تكون في أسواقنا، وهناك قرار سياسي بهذا الأمر، لذا فمصنع الحلويات في قرية الفندق سيتم التواصل معه، وتقديم كل ما يلزم من إمكانيات تستطيع الغرفة التجارية توظيفها لها، إضافة إلى التواصل مع الجهات المختصة حتى يتم اعتماد المصنع باعتباره مصنعاً منافساً لمنتج استيطاني.
وتابع قائلاً: تتواصل الغرفة التجارية دائماً مع مثل هذه النجاحات التي لها دور في دعم اقتصادنا الوطني، الذي يعمل على تعزيز صمود المواطنين على أرضهم.