حذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، من تزايد أعداد النازحين باتجاه الحدود التركية، مع استمرار المجازر التي ترتكبها قوات النظام في محافظة إدلب السورية.
جاء ذلك في مقابلة مع مجلة “ستاف” البوسنية، نشرت، اليوم الأربعاء.
وأوضح أردوغان أن 250 ألف شخص نزحوا باتجاه الحدود التركية، منذ اشتداد الاشتباكات في إدلب خلال الأيام الأخيرة.
وأكد أن تركيا لم تعد قادرة على تحمل أعباء موجة لجوء جديدة بمفردها، رغم أنها تعاملت مع مسألة اللاجئين انطلاقا من مبدأ الإنسانية، دون تمييز بين عرق أو دين أو مذهب.
وتابع قائلا: “تركيا هي أكثر دولة في العالم تستضيف لاجئين حاليا، وللأسف لم تتمكن الدول الأوروبية من تقديم امتحان جيد في مسألة اللاجئين السوريين، رغم إمكاناتها الضخمة، ولم تف بتعهداتها، وأحاطت حدودها بأسلاك شائكة بدل احتضان هؤلاء المظلومين”.
وأضاف أن بعض الدول تنظر إلى الملف السوري من منظار المصلحة والنفط وتوازنات القوى، وتحويل المأساة الحاصلة إلى فرصة لتحقيق مصالحها.
وأشار إلى أن مساعي تأسيس ممر إرهابي بالقرب من الحدود الجنوبية لتركيا، يخدم أطماع بعض الدول في الاستيلاء على آبار النفط في سوريا.
وأكد الرئيس التركي أن بلاده أفشلت خطة تأسيس الممر الإرهابي، عبر العمليات العسكرية الثلاث التي قامت بها في سوريا خلال السنوات الثلاث الأخيرة.
وبخصوص فلسطين، أكد أردوغان أن القضية الفلسطينية تعتبر واحدة من أهم أولويات السياسة الخارجية لتركيا.
ولفت إلى أن بلاده تناضل وفي كافة الأصعدة من أجل إنشاء دولة فلسطينية على حدود ما قبل حزيران 1967.
وبيّن أن تركيا إبان توليها رئاسة منظمة التعاون الإسلامي، أبدت حساسية كبيرة ضد الاعتداءات الإسرائيلية على القدس التي تعتبر أولى القبلتين للمسلمين.
وأردف “نسعى جاهدين لتخفيف العبء على إخواننا في قطاع غزة الذي حولته الإدارة الإسرائيلية إلى أكبر سجن مفتوح في العالم”.
وبيّن أن المسلمين مازالوا لا يتحركون في إطار تضامن مع قضايا الأمة، وأن تشتتهم شجع الظالمين أكثر.
وشدد بالقول “ألا يمكن للعالم الإسلامي البالغ عدده 1.7 مليار أن يمنع الظلم والاضطهاد الذي يتعرض له إخواننا بمختلف أنحاء العالم، بدءا من ميانمار إلى فلسطين، ومن تركستان إلى إفريقيا، وإن الإبادة الجماعية التي ارتكبت ضد الروهينجيا في أراكان أمام مرأى ومسمع العالم بأسره ليست سوى واحدة منها”.
وأردف “نحن نتابع بشكل وثيق مسار “التحقيق في الإبادة الجماعية ضد المسلمين في أراكان” التي بادرت بها غامبيا لدى محكمة العدل الدولية، والتي نؤيدها بشدة أيضًا. نأمل أن تظهر عملية التحقيق الجناة”.
وتابع “بالطبع، يتعين علينا حماية الروهينجيا الذين هم أحد أكثر الشعوب اضطهاداً في العالم، ويجب أن نعمل معًا من أجل الروهينجيا لعيشوا في أرضهم بشكل حر وآمن ومزدهر”.
وحول الوضع الليبي، أشار أردوغان إلى أن بلاده تحاور حكومة الوفاق الوطني الليبية برئاسة فائز السراج، والمعترف بها من قبل الأمم المتحدة، مبيناً أن جذور العلاقات بين تركيا وليبيا تعود إلى مئات السنين، وأن ليبيا تعتبر جار لتركيا في منطقة البحر المتوسط.
وأكد أردوغان، أن تركيا لن تبقى متفرجة حيال تهميشها وتهميش القبارصة الأتراك بخصوص التنقيب عن الهيدروكربون ومعالجته في منطقة شرق المتوسط.
ولفت إلى أن تركيا وليبيا وقعتا اتفاقيتين الشهر الماضي أحدهما “مذكرة تفاهم للتعاون الأمني والعسكري”، و “مذكرة تفاهم لتحديد الصلاحيات البحرية”، الأمر الذي رفع مستوى التعاون بين البلدين إلى مستويات عليا.
وأكد أن تركيا حققت مكاسب مهمة للغاية من خلال الاتفاقيتين، وأفشلت من خلالهما المشاريع الهادفة لإبعاد تركيا خارج التوازنات في البحر المتوسط.
وشدد أردوغان على أن هذه الاتفاقيتين تتوافقان مع القانون الدولي ومواثيق الأمم المتحدة، مبيناًَ بالقول “مالكي بحر إيجه والبحر الأبيض المتوسط هم كل الدول التي لها سواحل على هذه البحار. وباعتبارنا صاحب أطول ساحل، فإننا نناضل بكل وسائلنا لحماية حقوقنا هنا”.