أعرب الجيش الليبي، اليوم الأحد، عن استغرابه لصمت بعثة الأمم المتحدة في البلاد على خرق مليشيات الانقلابي خليفة حفتر لوقف إطلاق النار في مدينة أوباري (964 كم جنوب طرابلس).
وقال المتحدث باسم الجيش، العقيد محمد قنونو، في بيان: إن قتل الأطفال وهدم المنازل في أوباري هي أعمال إجرامية تضاف إلى جرائم مليشيات مجرم الحرب حفتر في مدينتي طرابلس وترهونة.
وأضاف: نسجل استغرابنا من صمت البعثة الأممية على خرق وقف إطلاق النار الذي لم يجف حبره بعد (تم التوصل إليه في 23 أكتوبر الماضي) من قبل مليشيات حفتر الإجرامية.
وتابع: إذا كانت مراقبة وقف إطلاق النار لا تهم البعثة الأممية ألا تستحق دماء أبناء أوباري توثيق الجريمة لملاحقة من نفذها وأمر بتنفيذها؟!
وأردف أن شماعة الإرهاب، التي يرفعها المجرمون للتمدد في المدن الليبية، أثبتت زيفها في العدوان على (العاصمة) طرابلس (غرب)، والإرهابيون هم من يقتل الأطفال ويخطف الأبرياء، ويهدم البيوت على رؤوس ساكنيها.
وبدأت مليشيا حفتر، في 4 أبريل 2019، هجوماً على طرابلس، مقر الحكومة المعترف بها دولياً، وتمكن الجيش الليبي من طردهم من العاصمة في 4 يونيو الماضي.
وقالت عملية “بركان الغضب”، التابعة للجيش، في بيان مقتضب السبت: إن مليشيات حفتر الإرهابية تقتحم مدينة أوباري، وتهدم عدداً من منازل المدنيين على رؤوس ساكنيها، وتخطف عدداً من الشباب.
وأوباري هي ثاني أكبر مدينة في الجنوب الليبي بعد سبها، وأغلب سكانها من الطوارق، ويقع فيها حقل الشرارة النفطي، أكبر حقول البلاد، وتخضع لسيطرة مليشيا حفتر.
وقال مصدر محلي في أوباري، طلب عدم نشر اسمه، لـ”الأناضول”: إن الكتيبة (116)، التابعة لمليشيا حفتر، اقتحمت حي الشارب، وروعت المدنيين بإطلاق أعيرة نارية بجميع أنواعها، واعتقلت مجموعة من الشباب، دون إبداء أسباب.
وأضاف أن المليشيات المسلحة غادرت أوباري باتجاه سبها، والشباب المعتقلون هم من الطوارق.
ويأتي الخرق الجديد لوقف إطلاق النار من طرف مليشيات حفتر بالرغم من تحقيق الفرقاء تقدما في مفاوضات على المستويين العسكري والسياسي للتوصل إلى حل سلمي للنزاع الدموي.
ومنذ سنوات، يعاني البلد الغني بالنفط صراعاً مسلحاً، حيث تنازع مليشيا حفتر، بدعم من دول عربية وغربية، الحكومة الليبية على الشرعية والسلطة، ما أسقط قتلى وجرحى بين المدنيين، بجانب دمار مادي هائل.