سلَّطت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية الضوء على نتائج استطلاع للرأي أظهر أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هو الزعيم الأكثر شعبية في معظم العالم العربي.
جاء ذلك في مقال للكاتب ديفيد جاردنر، المتخصص في الشؤون الدولية، تعليقاً على نتائج استطلاع للرأي في العالم العربي أجرته مؤسسة “عرب بارومتر” الأسبوع الماضي، وشمل 20 ألف شخص.
وقال جاردنر: إن أردوغان المتوّج على رأس السلطة في تركيا الحديثة لما يقرب من عقدين من الزمن، بدأت شعبيته تتآكل في بلاده بفعل نظام حكمه السلطوي، وتراجع قدرته على توفير الرخاء الاقتصادي لأنصاره من المتدينين المحافظين.
وأضاف أن حزب أردوغان خسر المدن الكبرى في الانتخابات المحلية التي أجريت في عام 2019، بما في ذلك إسطنبول وأنقرة.
ومع ذلك، حتى ولو فقد أردوغان بعض شعبيته في تركيا، فهو إلى حد بعيد الزعيم الأكثر شعبية في معظم دول العالم العربي، وفقاً لاستطلاع “بارومتر”.
وقال الكاتب: إنه قد يكون هناك تناقض في هذا الأمر، فقد اعتقد الكثيرون أنه لا يمكن لحاكم تركي، وريث للإمبراطورية العثمانية التي حكمت العالم العربي لأكثر من 4 قرون، أن يتمتع بمثل هذا المستوى من التقدير من جانب العرب.
وعقب: “فما بالك إذا كان ذلك الحاكم هو أردوغان الذي تتضح طموحاته العثمانية الجديدة من خلال خرائط تفصل مطالب تركيا بمساحات من الأرض في سورية والعراق، ويسيطر على أربع مناطق في شمالي سورية منذ عام 2016”.
وأضاف الكاتب أن المؤسسة التي أجرت الاستطلاع “عرب بارومتر”، تكشف باستمرار عن حصول أردوغان على أعلى النسب وقد استطلعت آراء أكثر من 20 ألف شخص لتثبت ذلك.
ولفت الكاتب إلى أن “الرأي العام العربي يبدو معجباً أيضاً بولع أردوغان المتنامي بما يسمى بالقوة الصلبة وبتحديه ليس فقط لـ”إسرائيل” وإنما للولايات المتحدة”.
وتابع الكاتب أن أردوغان “تمكن من خلال استخدام طائرات “الدرونز” والوكلاء من قلب موازين القوى في الحرب الأهلية في ليبيا، وساعد أذربيجان في استعادة منطقة ناجورنو كاراباخ المحتلة من قبل أرمينيا، ومدّ جذوره في شمال سورية في المناطق التي طرد منها المقاتلين الأكراد الموالين للولايات المتحدة”.
وقال الكاتب: إنه في حين ترى تركيا في سيطرتها على مناطق شمال سورية تأكيدا شرعياً على نفوذها القومي، فإن حلفاءها في حلف شمال الأطلسي (الناتو) يعربون عن قلقهم حيال ما يرونه “تحركاً عثمانياً جديداً نحو تحقيق الهيمنة الإقليمية”.
وأشار الكاتب إلى أن استخدام أردوغان للقوة الناعمة يشمل المسلسلات الشعبية التي غالباً ما تحكي الرواية العثمانية، لكن تحركه الأخير لتحويل متحف آيا صوفيا لمسجد كان ضاراً.